رَوَى عَنْ بَعْضِ الْمَكِّيِّينَ ، أَنَّهُ قَالَ : " الثَّقَبَةُ بَيْنَ حِرَاءٍ وَثَبِيرٍ ، فِيهَا بَطْحَاءُ مِنْ بَطْحَاءِ الْجَنَّةِ "
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، أَنَّهُ رَوَى عَنْ بَعْضِ الْمَكِّيِّينَ ، أَنَّهُ قَالَ : الثَّقَبَةُ بَيْنَ حِرَاءٍ وَثَبِيرٍ ، فِيهَا بَطْحَاءُ مِنْ بَطْحَاءِ الْجَنَّةِ السِّدَادُ : ثَلَاثَةُ أَسِدَّةٍ بِشِعْبِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ ، وَصَدْرُهَا يُقَالُ لَهُ ثَبِيرُ النَّصْعِ ، عَمِلَهَا الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ تَحْبِسُ الْمَاءَ ، وَالْكَبِيرُ مِنْهَا يُدْعَى أُثَالَ ، وَهُوَ سَدٌّ عَمِلَهُ الْحَجَّاجُ فِي صَدْرِ شِعْبِ ابْنِ عَمْرٍو ، وَجَعَلَهُ حَبْسًا عَلَى وَادِي مَكَّةَ ، وَجَعَلَ مَغِيضَهُ يَسْكُبُ فِي سِدْرَةِ خَالِدٍ ، وَهُوَ عَلَى يَسَارِ مَنْ أَقْبَلَ مِنْ شِعْبِ عَمْرٍو ، وَالسَّدَّانِ الْآخَرَانِ عَلَى يَمِينِ مَنْ أَقْبَلَ مِنْ شِعْبِ عَمْرٍو ، وَهُمَا يَسْكُبَانِ فِي أَسْفَلِ مِنًى بِسِدْرَةِ خَالِدٍ ، وَهِيَ صَدْرُ وَادِي مَكَّةَ ، وَمِنْ شِقِّهَا وَادٍ يُقَالُ لَهُ الْأَفْيَعِيَّةُ ، وَيَسْكُبُ فِيهِ أَيْضًا شِعْبُ عَلِيٍّ بِمِنًى ، وَشِعْبُ عِمَارَةَ الَّذِي فِيهِ مَنَازِلُ سَعِيدِ بْنِ سَلْمٍ وَفِي ظَهْرِهِ شِعْبُ الرَّخَمِ ، وَيَسْكُبُ فِيهِ أَيْضًا الْمَنْحَرُ مِنْ مِنًى ، وَالْجِمَارُ كُلُّهَا تَسْكُبُ فِي بَكَّةَ ، وَبَكَّةُ الْوَادِي الَّذِي بِهِ الْكَعْبَةُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ }} قَالَ : وَبَطْنُ مَكَّةَ الْوَادِي الَّذِي فِيهِ بُيُوتُ سِرَاجٍ ، وَالْمَرْبَعُ حَائِطُ ابْنِ بَرْمَكَ وَفَخٌّ وَهُوَ وَادِي مَكَّةَ الْأَعْظَمُ ، وَصَدْرُهُ شِعْبُ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ وَالْغَمِيمُ مَا أَقْبَلَ عَلَى الْمُقَطَّعِ ، وَيَلْتَقِي وَادِي مَكَّةَ ، وَوَادِيَ بَكَّةَ بِقُرْبِ الْبَحْرِ السِّدَادُ بِالنَّصْعِ مِنَ الْأَفْيَعِيَّةُ فِي طَرَفِ النَّخِيلِ ، عَمِلَهَا الْحَجَّاجُ لِحَبْسِ الْمَاءِ ، وَالْأَوْسَطُ مِنْهَا يُدْعَى أُثَالَ سِدْرَةُ خَالِدٍ : هِيَ صَدْرُ وَادِي مَكَّةَ مِنْ بَطْنِ السُّرَرِ ، مِنْهَا يَأْتِي سَيْلُ مَكَّةَ إِذَا عَظُمَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ سَيْلُ السِّدْرَةِ ، وَهُوَ سَيْلٌ عَظِيمٌ عَارِمٌ إِذَا عَظُمَ ، وَهُوَ خَالِدُ بْنُ أَسِيدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ ، وَيُقَالُ : بَلْ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقَطَّعُ مُنْتَهَى الْحَرَمِ مِنْ طَرِيقِ الْعِرَاقِ عَلَى تِسْعَةِ أَمْيَالٍ ، وَهُوَ مَقْلَعُ الْكَعْبَةِ ، وَيُقَالُ : إِنَّمَا سُمِّيَ الْمُقَطَّعَ ؛ أَنَّ الْبِنَاءَ حِينَ بَنَى ابْنُ الزُّبَيْرِ الْكَعْبَةَ وَجَدُوا هُنَالِكَ حَجَرًا صَلِيبًا ، فَقَطَعُوهُ بِالزَّبْرِ وَالنَّارِ ، فَسُمِّيَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ الْمُقَطَّعَ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ : أَنْشَدَنِي أَبُو الْخَطَّابِ فِي الْمُقَطَّعِ : طَرِيتُ إِلَى هِنْدٍ وَتِرْبَيْنِ مَرَّةً لَهَا إِذْ تَوَاقَفْنَا بِفَرْعِ الْمُقَطَّعِ وَقَوْلِ فَتَاةٍ كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّهَا مُنَعَّمَةٍ فِي مِئْزَرٍ لَمْ تُدَرَّعِ