سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ : " الْقُلُوبُ كَالْقُدُورِ فِي الصُّدُورِ تَغْلِي بِمَا فِيهَا وَمَغَارِفُهَا أَلْسِنَتُهَا فَانْتَظِرِ الرَّجُلَ حَتَّى يَتَكَلَّمَ فَإِنَّ لِسَانَهُ يَغْتَرِفُ لَكَ مَا فِي قَلْبِهِ مِنْ بَيْنِ حُلْوٍ وَحَامِضٍ وَعَذْبٍ وَأُجَاجٍ يخْبِرُكَ عَنْ طَعْمِ قَلْبِهِ اغْتِرَافُ لِسَانِهِ قَالَ : وَسَمِعْتُ يَحْيَى , يَقُولُ : إِنَّمَا صَارَ الْفُقَرَاءُ أَسْعَدَ عَلَى الذِّكْرِ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ لِأَنَّهُمْ فِي حَبْسِ اللَّهِ وَلَوْ أُطْلِقُوا مِنْ حِصَارِ الْفَقْرِ لَوَجَدْتَ مَنْ ثَبَتَ مِنْهُمْ عَلَى الذِّكْرِ قَلِيلًا قَالَ : وَسَمِعْتُ يَحْيَى , يَقُولُ : مَنْ يَسْتَفْتِحُ أَبْوَابَ الْمَعَاشِ بِغَيْرِ مَفَاتِيحِ الْأَقْدَارِ وُكِّلَ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ قَالَ : وَسَمِعْتُ يَحْيَى , يَقُولُ : أَلْقِ حُسْنَ الظَّنِّ عَلَى الْخَلْقِ وَسُوءَ الظَّنِّ عَلَى نَفْسِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْأَوَّلِ فِي سَلَامَةٍ وَمَنَ الْآخَرِ عَلَى الزِّيَادَةِ قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ : حَسْبِي مِنْ ثَوَابِكَ النَّجَاةُ مِنْ عِقَابِكَ قَالَ : وَسَمِعْتُ يَحْيَى , يَقُولُ : أَبْنَاءُ الدُّنْيَا يَجِدُونَ لَذَّةَ الْكَلَامِ وَأَبْنَاءَ الْآخِرَةِ يَجِدُونَ لَذَّةَ الْمَعَانِي "
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ فِي كِتَابِهِ وَحَدَّثَنِي عَنْهُ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ : الْقُلُوبُ كَالْقُدُورِ فِي الصُّدُورِ تَغْلِي بِمَا فِيهَا وَمَغَارِفُهَا أَلْسِنَتُهَا فَانْتَظِرِ الرَّجُلَ حَتَّى يَتَكَلَّمَ فَإِنَّ لِسَانَهُ يَغْتَرِفُ لَكَ مَا فِي قَلْبِهِ مِنْ بَيْنِ حُلْوٍ وَحَامِضٍ وَعَذْبٍ وَأُجَاجٍ يخْبِرُكَ عَنْ طَعْمِ قَلْبِهِ اغْتِرَافُ لِسَانِهِ قَالَ : وَسَمِعْتُ يَحْيَى , يَقُولُ : إِنَّمَا صَارَ الْفُقَرَاءُ أَسْعَدَ عَلَى الذِّكْرِ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ لِأَنَّهُمْ فِي حَبْسِ اللَّهِ وَلَوْ أُطْلِقُوا مِنْ حِصَارِ الْفَقْرِ لَوَجَدْتَ مَنْ ثَبَتَ مِنْهُمْ عَلَى الذِّكْرِ قَلِيلًا قَالَ : وَسَمِعْتُ يَحْيَى , يَقُولُ : مَنْ يَسْتَفْتِحُ أَبْوَابَ الْمَعَاشِ بِغَيْرِ مَفَاتِيحِ الْأَقْدَارِ وُكِّلَ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ قَالَ : وَسَمِعْتُ يَحْيَى , يَقُولُ : أَلْقِ حُسْنَ الظَّنِّ عَلَى الْخَلْقِ وَسُوءَ الظَّنِّ عَلَى نَفْسِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْأَوَّلِ فِي سَلَامَةٍ وَمَنَ الْآخَرِ عَلَى الزِّيَادَةِ قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ : حَسْبِي مِنْ ثَوَابِكَ النَّجَاةُ مِنْ عِقَابِكَ قَالَ : وَسَمِعْتُ يَحْيَى , يَقُولُ : أَبْنَاءُ الدُّنْيَا يَجِدُونَ لَذَّةَ الْكَلَامِ وَأَبْنَاءَ الْآخِرَةِ يَجِدُونَ لَذَّةَ الْمَعَانِي