سَمِعْتُ ذَا النُّونِ ، يَقُولُ : " بَيْنَا أَنَا سَائِرٌ عَلَى شَاطِئِ نِيلِ مِصْرَ إِذَا أَنَا بِجَارِيَةٍ ، عَلَيْهَا دُبَّاءُ شَعْتِ الْكَلَالِ ، وَإِذَا الْقَلْبُ مِنْهَا مُتَعَلِّقٌ بِحُبِّ الْجَبَّارِ ، وَهِيَ مُنْقَطِعَةٌ فِي نِيلِ مِصْرَ وَهُوَ يَضْطَرِبُ بِأَمْوَاجِهِ ، فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إِذْ نَظَرَتْ إِلَى حُوتٍ يَنْسَابُ بَيْنَ الْوَجْبَتَيْنِ فَرَمَتْ بِطَرَفِهَا إِلَى السَّمَاءِ وَبَكَتْ وَأَنْشَأَتْ تَقُولُ : لَكَ تَفَرَّدَ الْمُتَفَرِّدُونَ فِي الْخَلَوَاتِ وَلِعَظِيمِ رَجَاءِ مَا عِنْدَكَ سَبَّحَ الْحِيتَانُ فِي الْبُحُورِ الزَّاخِرَاتِ ، وَلِجَلَالِ هَيْبَتِكَ تَصَافَيَتِ الْأَمْوَاجُ فِي الْبُحُورِ الْمُسْتَفْحِلَاتِ ، وَلِمُؤَانَسَتِكَ اسْتَأْنَسَتْ بِكَ الْوحُوشُ فِي الْفَلَوَاتِ ، وَبِجُودِكَ وَكَرَمِكَ قُصِدَ إِلَيْكَ يَا صَاحِبَ الْبِرِّ وَالْمُسَامَحَاتِ ، ثُمَّ وَلَّتْ عَنِّي وَهِيَ تَقُولُ : {
} يَا مُؤْنِسَ الْأَبْرَارِ فِي خَلَوَاتِهِمْ {
}يَا خَيْرَ مَنْ حَطَّتْ بِهِ النُّزَّالُ {
}{
} مَنْ نَالَ حُبَّكَ لَا يَنَالُ تَفَجُّعًا {
}الْقَلْبُ يَعْلَمُ أَنَّ مَا يفْنَى مُحَالُ {
}ثُمَّ غَابَتْ عَنِّي فَلَمْ أَرَهَا ، فَانْصَرَفْتُ وَأَنَا حَزِينُ الْقَلْبِ ، ضَعِيفُ الرَّأْيِ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الدِّينَوَرِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّمْشَاطِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ ذَا النُّونِ ، يَقُولُ : بَيْنَا أَنَا سَائِرٌ عَلَى شَاطِئِ نِيلِ مِصْرَ إِذَا أَنَا بِجَارِيَةٍ ، عَلَيْهَا دُبَّاءُ شَعْتِ الْكَلَالِ ، وَإِذَا الْقَلْبُ مِنْهَا مُتَعَلِّقٌ بِحُبِّ الْجَبَّارِ ، وَهِيَ مُنْقَطِعَةٌ فِي نِيلِ مِصْرَ وَهُوَ يَضْطَرِبُ بِأَمْوَاجِهِ ، فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إِذْ نَظَرَتْ إِلَى حُوتٍ يَنْسَابُ بَيْنَ الْوَجْبَتَيْنِ فَرَمَتْ بِطَرَفِهَا إِلَى السَّمَاءِ وَبَكَتْ وَأَنْشَأَتْ تَقُولُ : لَكَ تَفَرَّدَ الْمُتَفَرِّدُونَ فِي الْخَلَوَاتِ وَلِعَظِيمِ رَجَاءِ مَا عِنْدَكَ سَبَّحَ الْحِيتَانُ فِي الْبُحُورِ الزَّاخِرَاتِ ، وَلِجَلَالِ هَيْبَتِكَ تَصَافَيَتِ الْأَمْوَاجُ فِي الْبُحُورِ الْمُسْتَفْحِلَاتِ ، وَلِمُؤَانَسَتِكَ اسْتَأْنَسَتْ بِكَ الْوحُوشُ فِي الْفَلَوَاتِ ، وَبِجُودِكَ وَكَرَمِكَ قُصِدَ إِلَيْكَ يَا صَاحِبَ الْبِرِّ وَالْمُسَامَحَاتِ ، ثُمَّ وَلَّتْ عَنِّي وَهِيَ تَقُولُ : يَا مُؤْنِسَ الْأَبْرَارِ فِي خَلَوَاتِهِمْ يَا خَيْرَ مَنْ حَطَّتْ بِهِ النُّزَّالُ مَنْ نَالَ حُبَّكَ لَا يَنَالُ تَفَجُّعًا الْقَلْبُ يَعْلَمُ أَنَّ مَا يفْنَى مُحَالُ ثُمَّ غَابَتْ عَنِّي فَلَمْ أَرَهَا ، فَانْصَرَفْتُ وَأَنَا حَزِينُ الْقَلْبِ ، ضَعِيفُ الرَّأْيِ