حَضَرْتُ ذَا النُّونِ فِي الْحَبْسِ وَقَدَ دُخِلَ الْجِلْوَاذَ بِطَعَامٍ لَهُ ، فَقَامَ ذَو النُّونِ فَنَفَضَ يَدَهُ فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ أَخَاكَ جَاءَ بِهِ فَقَالَ : إِنَّهُ مَرَّ عَلَى يَدَيْ ظَالِمٍ ، قَالَ : وَسَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ ذَا النُّونِ فَقَالَ : رَحِمَكَ اللَّهُ مَا الَّذِي أَنْصَبَ الْعِبَادَ وَأَضْنَاهُمْ فَقَالَ : ذِكْرُ الْمُقَامِ ، وَقِلَّةُ الزَّادِ ، وَخَوْفُ الْحِسَابِ ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ كَلَامِهِ : وَلِمَ لَا تَذُوبُ أَبْدَانُ الْعُمَّالِ وَتَذْهَلُ عُقُولُهُمْ وَالْعَرْضُ عَلَى اللَّهِ أَمَامَهُمْ ، وَقِرَاءَةُ كُتُبِهِمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، وَالْمَلَائِكَةُ وُقُوفٌ بَيْنَ يَدَيِ الْجَبَّارِ يَنْتَظِرُونَ أَمْرَهُ فِي الْأَخْيَارِ وَالْأَشْرَارِ ، ثُمَّ قَالَ : مَثَلُوا هَذَا فِي نُفُوسِهِمْ وَجَعَلُوهُ نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ ، قَالَ : وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ : قَالَ الْحَسَنُ : مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مَنْعَ الْإِجَابَةِ إِنَّمَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مَنْعَ الدُّعَاءِ "
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ إِسْرَافِيلَ يَقُولُ : حَضَرْتُ ذَا النُّونِ فِي الْحَبْسِ وَقَدَ دُخِلَ الْجِلْوَاذَ بِطَعَامٍ لَهُ ، فَقَامَ ذَو النُّونِ فَنَفَضَ يَدَهُ فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ أَخَاكَ جَاءَ بِهِ فَقَالَ : إِنَّهُ مَرَّ عَلَى يَدَيْ ظَالِمٍ ، قَالَ : وَسَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ ذَا النُّونِ فَقَالَ : رَحِمَكَ اللَّهُ مَا الَّذِي أَنْصَبَ الْعِبَادَ وَأَضْنَاهُمْ فَقَالَ : ذِكْرُ الْمُقَامِ ، وَقِلَّةُ الزَّادِ ، وَخَوْفُ الْحِسَابِ ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ كَلَامِهِ : وَلِمَ لَا تَذُوبُ أَبْدَانُ الْعُمَّالِ وَتَذْهَلُ عُقُولُهُمْ وَالْعَرْضُ عَلَى اللَّهِ أَمَامَهُمْ ، وَقِرَاءَةُ كُتُبِهِمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، وَالْمَلَائِكَةُ وُقُوفٌ بَيْنَ يَدَيِ الْجَبَّارِ يَنْتَظِرُونَ أَمْرَهُ فِي الْأَخْيَارِ وَالْأَشْرَارِ ، ثُمَّ قَالَ : مَثَلُوا هَذَا فِي نُفُوسِهِمْ وَجَعَلُوهُ نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ ، قَالَ : وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ : قَالَ الْحَسَنُ : مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مَنْعَ الْإِجَابَةِ إِنَّمَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مَنْعَ الدُّعَاءِ