• 2117
  • دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَقَالَ لَهُ : هَلْ شَهِدْتَ بَدْرًا ؟ قَالَ : " نَعَمْ " . قَالَ : مِثْلَ مَنْ كُنْتَ ؟ قَالَ : " غُلَامٌ قُمْدُودٌ مِثْلُ عَطْبَاءِ الْجُلْمُودِ " قَالَ : فَحَدِّثْنِي مَا رَأَيْتَ وَحَضَرْتَ . قَالَ : " مَا كُنَّا إِلَّا شُهُودًا كَأَغْيَابٍ ، وَمَا رَأَيْنَا ظَفَرًا كَانَ أَوْشَكَ مِنْهُ " . قَالَ : فَصِفْ لِي مَا رَأَيْتَ . قَالَ : " رَأَيْتُ فِيَ سَرَعَانِ النَّاسِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ غُلَامًا شَابًّا لَيْثًا عَبْقَرِيًّا يَفْرِي الْفِرَى ، لَا يَثْبُتُ لَهُ أَحَدٌ إِلَّا قَتَلَهُ ، وَلَا يَضْرِبُ شَيْئًا إِلَّا هَتَكَهُ ، لَمْ أَرْ مِنَ النَّاسِ أَحَدًا قَطُّ أَنْفَقَ مِنْهُ ، يَحْمِلُ حَمْلَةً ، وَيَلْتَفِتُ الْتِفَاتَةً كَأَنَّهُ ثَعْلَبٌ زَوَّاغٌ ، وَكَأَنَّ لَهُ عَيْنَيْنِ فِي قَفَاهُ ، وَكَأَنَّ وُثُوبَهُ وُثُوبَ وَحْشٍ يَتْبَعُهُ رَجُلٌ ، مُعَلَّمٌ بِرِيشِ نَعَامَةٍ كَأَنَّهُ جَمَلٌ يَحْطِمُ يَبَسًا ، وَلَا يَسْتَقْبِلُ شَيْئًا إِلَّا هَدَّهُ ، وَلَا يَثْبُتُ لَهُ شَيْءٌ إِلَّا ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ ، شُجَاعٌ أَبْلَهُ ، يَحْمِلُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَا يَلْتَفِتُ وَرَاءَهُ " . قِيلَ هَذَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمُّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ : " فَرَأَيْتَ مَاذَا ؟ " قَالَ : رَأَيْتُ مَا وَصَفْتُ لَكَ ، وَرَأَيْتُ جَدَّكَ عُتْبَةَ وَخَالَكَ الْوَلِيدَ حِينَ قُتِلَا ، وَرَأَيْتُ مَا وَصَفْتُ لِمَنْ حَضَرَ مِنْ أَهْلِكَ لَمْ يَعْفُوا عَنْهُ . قَالَ : فَكُنْتَ فِي الْمُنْهَزِمِينَ ؟ قَالَ : نَعَمْ مَا انْهَزَمَتْ عَشِيرَتُكَ فَأَنَّى كُنْتَ مِنْهُمْ ؟ قَالَ : لَمَّا انْهَزَمَتْ كُنْتُ فِي سُرْعَانِهِمْ ، قَالَ : فَأَيْنَ رُحْتَ ؟ قَالَ : " مَا رُحْتُ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْهِضَابِ ، قَالَ : لَقَدْ أَحْسَنْتَ الْهَرَبَ قَالَ : فِعْلِي مَا احْتَسَبَهُ أَبُوكَ وَبَعْدَهُ مَا اتَّعَظْتَ بِمَصْرَعٍ كَمَصْرَعِ جَدِّكَ وَخَالِكَ وَأَخِيكَ . قَالَ : " إِنَّكَ لَغَلِيظُ الْكَلَامِ " قَالَ : إِنِّي مِمَّنْ يَفِرُّ ، قَالَ : " إِنَّكُمْ تُبْغِضُونَ قُرَيْشًا " . قَالَ : أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْهُمْ أَهْلَهُ فَنُبْغِضُهُ . قَالَ : " وَمَنِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهُ ؟ " قَالَ : مَنْ قَطَعَ الْقَرَابَةَ وَاسْتَأْثَرَ بِالْفَيْءِ وَطَلَبَ الْحَقَّ ، فَلَمَّا أُعْطِيَهُ مَنَعَهُ . قَالَ : مَا فِيكُمْ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُسْكَتَ عَنْكَ . قَالَ : ذَاكَ إِلَيْكَ ، قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ . قَالَ : " قَدْ سَكَتَّ "

    حَدَّثَنَا أَبِي ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ ، ثنا أَبُو نَصْرٍ الْمِصْرِيُّ ، ثنا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ ، قَالَ : دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَقَالَ لَهُ : هَلْ شَهِدْتَ بَدْرًا ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : مِثْلَ مَنْ كُنْتَ ؟ قَالَ : غُلَامٌ قُمْدُودٌ مِثْلُ عَطْبَاءِ الْجُلْمُودِ قَالَ : فَحَدِّثْنِي مَا رَأَيْتَ وَحَضَرْتَ . قَالَ : مَا كُنَّا إِلَّا شُهُودًا كَأَغْيَابٍ ، وَمَا رَأَيْنَا ظَفَرًا كَانَ أَوْشَكَ مِنْهُ . قَالَ : فَصِفْ لِي مَا رَأَيْتَ . قَالَ : رَأَيْتُ فِيَ سَرَعَانِ النَّاسِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ غُلَامًا شَابًّا لَيْثًا عَبْقَرِيًّا يَفْرِي الْفِرَى ، لَا يَثْبُتُ لَهُ أَحَدٌ إِلَّا قَتَلَهُ ، وَلَا يَضْرِبُ شَيْئًا إِلَّا هَتَكَهُ ، لَمْ أَرْ مِنَ النَّاسِ أَحَدًا قَطُّ أَنْفَقَ مِنْهُ ، يَحْمِلُ حَمْلَةً ، وَيَلْتَفِتُ الْتِفَاتَةً كَأَنَّهُ ثَعْلَبٌ زَوَّاغٌ ، وَكَأَنَّ لَهُ عَيْنَيْنِ فِي قَفَاهُ ، وَكَأَنَّ وُثُوبَهُ وُثُوبَ وَحْشٍ يَتْبَعُهُ رَجُلٌ ، مُعَلَّمٌ بِرِيشِ نَعَامَةٍ كَأَنَّهُ جَمَلٌ يَحْطِمُ يَبَسًا ، وَلَا يَسْتَقْبِلُ شَيْئًا إِلَّا هَدَّهُ ، وَلَا يَثْبُتُ لَهُ شَيْءٌ إِلَّا ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ ، شُجَاعٌ أَبْلَهُ ، يَحْمِلُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَا يَلْتَفِتُ وَرَاءَهُ . قِيلَ هَذَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمُّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ : فَرَأَيْتَ مَاذَا ؟ قَالَ : رَأَيْتُ مَا وَصَفْتُ لَكَ ، وَرَأَيْتُ جَدَّكَ عُتْبَةَ وَخَالَكَ الْوَلِيدَ حِينَ قُتِلَا ، وَرَأَيْتُ مَا وَصَفْتُ لِمَنْ حَضَرَ مِنْ أَهْلِكَ لَمْ يَعْفُوا عَنْهُ . قَالَ : فَكُنْتَ فِي الْمُنْهَزِمِينَ ؟ قَالَ : نَعَمْ مَا انْهَزَمَتْ عَشِيرَتُكَ فَأَنَّى كُنْتَ مِنْهُمْ ؟ قَالَ : لَمَّا انْهَزَمَتْ كُنْتُ فِي سُرْعَانِهِمْ ، قَالَ : فَأَيْنَ رُحْتَ ؟ قَالَ : مَا رُحْتُ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْهِضَابِ ، قَالَ : لَقَدْ أَحْسَنْتَ الْهَرَبَ قَالَ : فِعْلِي مَا احْتَسَبَهُ أَبُوكَ وَبَعْدَهُ مَا اتَّعَظْتَ بِمَصْرَعٍ كَمَصْرَعِ جَدِّكَ وَخَالِكَ وَأَخِيكَ . قَالَ : إِنَّكَ لَغَلِيظُ الْكَلَامِ قَالَ : إِنِّي مِمَّنْ يَفِرُّ ، قَالَ : إِنَّكُمْ تُبْغِضُونَ قُرَيْشًا . قَالَ : أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْهُمْ أَهْلَهُ فَنُبْغِضُهُ . قَالَ : وَمَنِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهُ ؟ قَالَ : مَنْ قَطَعَ الْقَرَابَةَ وَاسْتَأْثَرَ بِالْفَيْءِ وَطَلَبَ الْحَقَّ ، فَلَمَّا أُعْطِيَهُ مَنَعَهُ . قَالَ : مَا فِيكُمْ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُسْكَتَ عَنْكَ . قَالَ : ذَاكَ إِلَيْكَ ، قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ . قَالَ : قَدْ سَكَتَّ

    يفري: يفري الفري : إذا عمل العمل فأجاده
    الفرى: يفري الفري : إذا عمل العمل فأجاده
    قط: قط : بمعنى أبدا ، وفيما مضى من الزمان
    ثكلته: الثكلى : من فقدت ولدها ، وثكلتك أمك : دعاء بالفقد والمراد به التعجب
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات