قَدِمَ ابْنُ عِمَامَةَ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَأَلْفَاهُ صَائِمًا وَقَدْ أَحْضَرَ إِخْوَانَهُ طَعَامًا وَصَلَّى صَلَاةً فَأَتْقَنَهَا ، ثُمَّ أَتَى بِمَالٍ فَقَالَ : اذْهَبُوا بِهَذَا إِلَى فُلَانٍ ، وَبِهَذَا إِلَى فُلَانٍ حَتَّى فَرَقَهُ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عِمَامَةَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ صَلَاةً أَحْكَمْتَهَا ، وَطَعَامًا أَطْعَمْتَهُ إِخْوَانَكَ ، وَأَتَاكَ مَالٌ أَنْتَ أَحَقُّ بِهِ مِنْ غَيْرِكَ فَقُلْتَ : اذْهَبُوا بِهَذَا إِلَى فُلَانٍ وَبِهَذَا إِلَى فُلَانَةٍ ، حَتَّى أَتَيْتَ عَلَيْهِ ، بِمَ ذَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟ قَالَ : " وَيْحَكَ يَا ابْنَ عِمَامَةٍ فَلَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا مَعَ الدِّينِ أَخَذْنَاهَا وَإِيَّاهُ ، وَلَوْ كَانَتْ تَنْحَازُ عَنِ الْبَاطِلِ ، أَخَذْنَاهَا وَتَرَكْنَاهُ . فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ كَذَلِكَ خَلَطْنَا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا ، عَسَى أَنْ يَرْحَمَنَا اللَّهُ "
حَدَّثَنَا أَبِي ، ثَنَا أَحْمَدُ ، ثَنَا أَبُو نَصْرٍ ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : أَمْلَى عَلَيْنَا الشَّافِعِيُّ قَالَ : قَدِمَ ابْنُ عِمَامَةَ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَأَلْفَاهُ صَائِمًا وَقَدْ أَحْضَرَ إِخْوَانَهُ طَعَامًا وَصَلَّى صَلَاةً فَأَتْقَنَهَا ، ثُمَّ أَتَى بِمَالٍ فَقَالَ : اذْهَبُوا بِهَذَا إِلَى فُلَانٍ ، وَبِهَذَا إِلَى فُلَانٍ حَتَّى فَرَقَهُ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عِمَامَةَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ صَلَاةً أَحْكَمْتَهَا ، وَطَعَامًا أَطْعَمْتَهُ إِخْوَانَكَ ، وَأَتَاكَ مَالٌ أَنْتَ أَحَقُّ بِهِ مِنْ غَيْرِكَ فَقُلْتَ : اذْهَبُوا بِهَذَا إِلَى فُلَانٍ وَبِهَذَا إِلَى فُلَانَةٍ ، حَتَّى أَتَيْتَ عَلَيْهِ ، بِمَ ذَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟ قَالَ : وَيْحَكَ يَا ابْنَ عِمَامَةٍ فَلَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا مَعَ الدِّينِ أَخَذْنَاهَا وَإِيَّاهُ ، وَلَوْ كَانَتْ تَنْحَازُ عَنِ الْبَاطِلِ ، أَخَذْنَاهَا وَتَرَكْنَاهُ . فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ كَذَلِكَ خَلَطْنَا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا ، عَسَى أَنْ يَرْحَمَنَا اللَّهُ