جَاءَتْ أُمُّ بِشْرٍ الْمَرِيسِيِّ إِلَى الشَّافِعِيِّ ، فَقَالَتْ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ ابْنِي هَذَا يُحِبُّكَ ، وَإِنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ أَجَلَّكَ ، فَلَوْ نَهَيْتَهُ عَنْ هَذَا الرَّأْيِ الَّذِي هُوَ فِيهِ ، فَقَدْ عَادَاهُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ : " أَفْعَلُ " ، فَشَهِدَتُ الشَّافِعِيَّ ، وَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِ بِشْرٌ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ : " أَخْبِرْنِي عَنْ مَا تَدْعُو إِلَيْهِ ؛ أَفِيهِ كِتَابٌ نَاطِقٌ وَفَرْضٌ مُفْتَرَضٌ وَسُنَّةٌ قَائِمَةٌ وَوَجَبَ عَلَى النَّاسِ الْبَحْثِ فِيهِ ، وَالسُّؤَالُ ؟ " فَقَالَ بِشْرٌ : لَيْسَ فِيهِ كِتَابٌ نَاطِقٌ ، وَلَا فَرَضٌ مُفْتَرَضٌ ، وَلَا سُنَّةٌ قَائِمَةٌ ، وَلَا وَجَبَ عَلَى السَّلَفِ الْبَحْثُ فِيهِ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَسَعُنَا خِلَافَهُ . فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِيُّ : " قَدْ أَقْرَرْتَ عَلَى نَفْسِكَ الْخَطَأَ ، فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الْكَلَامِ فِي الْأَخْبَارِ وَالْفِقْهِ ، وَتُوَافِيكَ النَّاسُ عَلَيْهِ وَتترُكُ هَذَا " . فَقَالَ : لَنَا فِيهِ تُهْمَةٌ . فَلَمَّا خَرَجَ بِشْرٌ قَالَ الشَّافِعِيُّ : " لَا يُفْلِحُ "
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَاسِينَ ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : جَاءَتْ أُمُّ بِشْرٍ الْمَرِيسِيِّ إِلَى الشَّافِعِيِّ ، فَقَالَتْ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ ابْنِي هَذَا يُحِبُّكَ ، وَإِنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ أَجَلَّكَ ، فَلَوْ نَهَيْتَهُ عَنْ هَذَا الرَّأْيِ الَّذِي هُوَ فِيهِ ، فَقَدْ عَادَاهُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ : أَفْعَلُ ، فَشَهِدَتُ الشَّافِعِيَّ ، وَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِ بِشْرٌ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ : أَخْبِرْنِي عَنْ مَا تَدْعُو إِلَيْهِ ؛ أَفِيهِ كِتَابٌ نَاطِقٌ وَفَرْضٌ مُفْتَرَضٌ وَسُنَّةٌ قَائِمَةٌ وَوَجَبَ عَلَى النَّاسِ الْبَحْثِ فِيهِ ، وَالسُّؤَالُ ؟ فَقَالَ بِشْرٌ : لَيْسَ فِيهِ كِتَابٌ نَاطِقٌ ، وَلَا فَرَضٌ مُفْتَرَضٌ ، وَلَا سُنَّةٌ قَائِمَةٌ ، وَلَا وَجَبَ عَلَى السَّلَفِ الْبَحْثُ فِيهِ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَسَعُنَا خِلَافَهُ . فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِيُّ : قَدْ أَقْرَرْتَ عَلَى نَفْسِكَ الْخَطَأَ ، فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الْكَلَامِ فِي الْأَخْبَارِ وَالْفِقْهِ ، وَتُوَافِيكَ النَّاسُ عَلَيْهِ وَتترُكُ هَذَا . فَقَالَ : لَنَا فِيهِ تُهْمَةٌ . فَلَمَّا خَرَجَ بِشْرٌ قَالَ الشَّافِعِيُّ : لَا يُفْلِحُ