• 382
  • سَأَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَلْخٍ الشَّافِعِيَّ عَنِ الْإِيمَانِ فَقَالَ لِلرَّجُلِ : " فَمَا تَقُولُ أَنْتَ فِيهِ " . قَالَ : أَقُولُ : إِنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ . قَالَ : " وَمِنْ أَيْنَ ؟ قُلْتَ " قَالَ : مِنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }} فَصَارَتِ الْوَاوُ فَصْلًا بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ ، فَالْإِيمَانُ قَوْلٌ ، وَالْأَعْمَالُ شَرَائِعُهُ . فَقَالَ الشَّافِعِيُّ : " وَعِنْدَكَ الْوَاوُ فَصْلٌ ؟ " قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : " فَإِذًا كُنْتَ تَعْبُدُ إِلَهَيْنِ إِلَهًا فِي الْمَشْرِقِ وَإِلَهًا فِي الْمَغْرِبِ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : {{ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ }} " فَغَضِبَ الرَّجُلُ وَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، أَجَعَلْتَنِي وَثَنِيًّا ؟ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ : " بَلْ أَنْتَ جَعَلْتَ نَفْسَكَ كَذَلِكَ " ، قَالَ : كَيْفَ ؟ قَالَ : " بِزَعْمِكَ أَنَّ الْوَاوَ فَصْلٌ " . فَقَالَ الرَّجُلُ : فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِمَّا قُلْتُ ، بَلْ لَا أَعْبُدُ إِلَّا رَبًّا وَاحِدًا ، وَلَا أَقُولُ بَعْدَ الْيَوْمِ إِنَّ الْوَاوَ فَصْلٌ ، بَلْ أَقُولُ : إِنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ

    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكَرْخِيُّ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْخُوَارِزْمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَلْخٍ الشَّافِعِيَّ عَنِ الْإِيمَانِ فَقَالَ لِلرَّجُلِ : فَمَا تَقُولُ أَنْتَ فِيهِ . قَالَ : أَقُولُ : إِنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ . قَالَ : وَمِنْ أَيْنَ ؟ قُلْتَ قَالَ : مِنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }} فَصَارَتِ الْوَاوُ فَصْلًا بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ ، فَالْإِيمَانُ قَوْلٌ ، وَالْأَعْمَالُ شَرَائِعُهُ . فَقَالَ الشَّافِعِيُّ : وَعِنْدَكَ الْوَاوُ فَصْلٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَإِذًا كُنْتَ تَعْبُدُ إِلَهَيْنِ إِلَهًا فِي الْمَشْرِقِ وَإِلَهًا فِي الْمَغْرِبِ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : {{ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ }} فَغَضِبَ الرَّجُلُ وَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، أَجَعَلْتَنِي وَثَنِيًّا ؟ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ : بَلْ أَنْتَ جَعَلْتَ نَفْسَكَ كَذَلِكَ ، قَالَ : كَيْفَ ؟ قَالَ : بِزَعْمِكَ أَنَّ الْوَاوَ فَصْلٌ . فَقَالَ الرَّجُلُ : فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِمَّا قُلْتُ ، بَلْ لَا أَعْبُدُ إِلَّا رَبًّا وَاحِدًا ، وَلَا أَقُولُ بَعْدَ الْيَوْمِ إِنَّ الْوَاوَ فَصْلٌ ، بَلْ أَقُولُ : إِنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ قَالَ الرَّبِيعُ : فَأَنْفَقَ عَلَى بَابِ الشَّافِعِيِّ مَالًا عَظِيمًا ، وَجَمَعَ كُتُبَ الشَّافِعِيِّ ، وَخَرَجَ مِنْ مِصْرَ سُنِّيًّا

    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات