كَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَدْ أَقَامَ عِنْدَنَا بِمَكَّةَ عَلَى سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، فَقَالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ - أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ : " هَاهُنَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشِ يَكُونُ لَهُ هَذِهٍ الْمَعْرِفَةُ ، وَهَذَا الْبَيَانُ ، أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْقَوْلِ ، يَمُرُّ بِمِائَةِ مَسْأَلَةٍ يُخْطِئُ خَمْسًا أَوْ عَشْرًا اتْرُكْ مَا أَخْطَأَ فِيهِ وَخُذْ مَا أَصَابَ " . قَالَ : فَكأَنَّ كَلَامَهُ وَقَعَ فِي قَلْبِي ، فَجَالَسْتُهُ ، فَغَلَبَتْهُمْ عَلَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ يَقْدَمُ مَجْلِسَ الشَّافِعِيِّ حَتَّى كَانَ يَقْرَبُ مَجْلِسَ سُفْيَانَ قَالَ : وَخَرَجْتُ مَعَ الشَّافِعِيِّ إِلَى مِصْرَ فَكَانَ هُوَ سَاكِنًا فِي الْعُلُوِّ ، وَنَحْنُ فِي الْأَوْسَطِ ، فَرُبَّمَا خَرَجْتُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَأَرَى الْمِصْبَاحَ فَأَصِيحُ بِالْغُلَامِ فَيَسْمَعُ صَوْتِي ، فَيَقُولُ : بِحَقِّي عَلَيْكَ ارْقَ . فَأَرْقَ فَإِذَا قِرْطَاسٌ وَدَوَاةٌ ، فَأَقُولُ : مَهْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَيَقُولُ : تَفَكَّرْتُ فِي مَعْنَى حَدِيثٍ أَوْ مَسْأَلَةٍ فَخِفْتُ أَنْ يَذْهَبَ عَلَيَّ . فَأَمَرْتُ بِالْمِصْبَاحِ ، وَكَتَبْتُ مَا أَمْلَانِي
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ ، ثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، ثَنَا أَبُو بِشْرِ بْنُ حَمَّادٍ الدُّولَابِيُّ ح . وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ دَاوُدَ ، ثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَسَّانٍ ، قَالَا : ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ ، يَقُولُ : كَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَدْ أَقَامَ عِنْدَنَا بِمَكَّةَ عَلَى سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، فَقَالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ - أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ : هَاهُنَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشِ يَكُونُ لَهُ هَذِهٍ الْمَعْرِفَةُ ، وَهَذَا الْبَيَانُ ، أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْقَوْلِ ، يَمُرُّ بِمِائَةِ مَسْأَلَةٍ يُخْطِئُ خَمْسًا أَوْ عَشْرًا اتْرُكْ مَا أَخْطَأَ فِيهِ وَخُذْ مَا أَصَابَ . قَالَ : فَكأَنَّ كَلَامَهُ وَقَعَ فِي قَلْبِي ، فَجَالَسْتُهُ ، فَغَلَبَتْهُمْ عَلَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ يَقْدَمُ مَجْلِسَ الشَّافِعِيِّ حَتَّى كَانَ يَقْرَبُ مَجْلِسَ سُفْيَانَ قَالَ : وَخَرَجْتُ مَعَ الشَّافِعِيِّ إِلَى مِصْرَ فَكَانَ هُوَ سَاكِنًا فِي الْعُلُوِّ ، وَنَحْنُ فِي الْأَوْسَطِ ، فَرُبَّمَا خَرَجْتُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَأَرَى الْمِصْبَاحَ فَأَصِيحُ بِالْغُلَامِ فَيَسْمَعُ صَوْتِي ، فَيَقُولُ : بِحَقِّي عَلَيْكَ ارْقَ . فَأَرْقَ فَإِذَا قِرْطَاسٌ وَدَوَاةٌ ، فَأَقُولُ : مَهْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَيَقُولُ : تَفَكَّرْتُ فِي مَعْنَى حَدِيثٍ أَوْ مَسْأَلَةٍ فَخِفْتُ أَنْ يَذْهَبَ عَلَيَّ . فَأَمَرْتُ بِالْمِصْبَاحِ ، وَكَتَبْتُ مَا أَمْلَانِي