شَهِدْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ - وَأَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ ، وَصِيفَةً لَهُ مِنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ - فَلَمَّا قَامَ عَنْهُ أَخْبَرَ أَنَّهُ ، وَضَعَ كُتُبًا مِنَ الرَّأْيِ ، وَابْتَدَعَ ذَلِكَ فَجَعَلَ يَقُولُ : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهِ ، وَكَانَ إِذَا أَتَاهُ قَرَّبَهُ وَأَدْنَاهُ ، فَلَمَّا جَاءَهُ رَأَيْتُهُ دَخَلَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مَرِيضٌ فَسَلَّمَ ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ فَقَعَدَ ، فَقَالَ لَهُ : " يَا هَذَا مَا شَيْءٌ بَلَغَنِي عَنْكَ . إِنَّكَ ابْتَدَعْتَ كُتُبًا أَوْ وَضَعْتَ كُتُبًا فِي الرَّأْيِ " ، فَأَرَادَ أَنْ يَتَقَرَّبَ إِلَيْهِ بِسُوءِ رَأْيِهِ فِي أَبِي حَنِيفَةَ فَقَالَ : يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّمَا وَضَعْتُ كُتُبًا رَدًّا عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ ، فَقَالَ لَهُ : " تَرُدُّ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ بِآثَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَآثَارِ الصَّالِحِينَ ؟ " فَقَالَ : لَا . فَقَالَ : " إِنَّمَا تَرُدُّ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ بِآثَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَآثَارِ الصَّالِحِينَ ، فَأَمَّا مَا قُلْتَ فَرَدُّ الْبَاطِلِ بِالْبَاطِلِ . اخْرُجْ مِنْ دَارِي ، فَمَا كُنْتُ أَضَعُ أَوْ أَتَّبِعُ حُرْمَةً عِنْدَكَ ، وَلَوْ بِكَذَا وَكَذَا " ، فَذَهَبَ يَتَكَلَّمُ فَقَالَ لَهُ : " مُحَرَّمٌ عَلَيْكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ أَوْ تَتَمَكَّنَ فِي دَارِي فَقَامَ وَخَرَجَ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قَالَ : شَهِدْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ - وَأَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ ، وَصِيفَةً لَهُ مِنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ - فَلَمَّا قَامَ عَنْهُ أَخْبَرَ أَنَّهُ ، وَضَعَ كُتُبًا مِنَ الرَّأْيِ ، وَابْتَدَعَ ذَلِكَ فَجَعَلَ يَقُولُ : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهِ ، وَكَانَ إِذَا أَتَاهُ قَرَّبَهُ وَأَدْنَاهُ ، فَلَمَّا جَاءَهُ رَأَيْتُهُ دَخَلَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مَرِيضٌ فَسَلَّمَ ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ فَقَعَدَ ، فَقَالَ لَهُ : يَا هَذَا مَا شَيْءٌ بَلَغَنِي عَنْكَ . إِنَّكَ ابْتَدَعْتَ كُتُبًا أَوْ وَضَعْتَ كُتُبًا فِي الرَّأْيِ ، فَأَرَادَ أَنْ يَتَقَرَّبَ إِلَيْهِ بِسُوءِ رَأْيِهِ فِي أَبِي حَنِيفَةَ فَقَالَ : يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّمَا وَضَعْتُ كُتُبًا رَدًّا عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ ، فَقَالَ لَهُ : تَرُدُّ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ بِآثَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَآثَارِ الصَّالِحِينَ ؟ فَقَالَ : لَا . فَقَالَ : إِنَّمَا تَرُدُّ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ بِآثَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَآثَارِ الصَّالِحِينَ ، فَأَمَّا مَا قُلْتَ فَرَدُّ الْبَاطِلِ بِالْبَاطِلِ . اخْرُجْ مِنْ دَارِي ، فَمَا كُنْتُ أَضَعُ أَوْ أَتَّبِعُ حُرْمَةً عِنْدَكَ ، وَلَوْ بِكَذَا وَكَذَا ، فَذَهَبَ يَتَكَلَّمُ فَقَالَ لَهُ : مُحَرَّمٌ عَلَيْكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ أَوْ تَتَمَكَّنَ فِي دَارِي فَقَامَ وَخَرَجَ