قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ السَّمَّاكِ : " خَرَجْتُ مِنَ العِرَاقِ أُرِيدُ بَعْضَ الثُّغُورِ , فَبَيْنَا أَنَا أَسِيرُ فِي جَبَلٍ مُظْلِمٍ إِذْ نَظَرْتُ إِلَى عَامَلٍ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ قَدِ انْفَرَدَ مِنَ المَخْلُوقِينَ وَاسْتَأْنَسَ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ جَلَّ جَلَالُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ : مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ ؟ قُلْتُ : مِنَ العِرَاقِ أُرِيدُ بَعْضَ الثُّغُورِ , فَقَالَ : إِلَى أَمْرٍ تُوقِنُونُهُ أَوْ إِلَى أَمْرٍ لَا تُوقِنُونَهُ قُلْتُ : لَا بَلْ إِلَى أَمْرٍ لَا نُوقِنُهُ ثُمَّ قَالَ : آهٍ قُلْتُ : مِمَّ يَتَأَوَّهُ الْعَابِدُ قَالَ : ذَكَرْتُ عَيْشَ الْمُسْتَرِيحِينَ وَفَرْحَةَ قُلُوبِ الْوَاصِلِينَ فَقُلْتُ : إِنِّي رَجُلٌ مَهْمُومٌ , قَالَ : وَمِمَّ هَمُّكَ قُلْتُ : فِي ثَلَاثٍ , قَالَ : وَمَا هَذِهِ قُلْتُ : مَا دَلِيلُ الْخَوْفِ ؟ قَالَ : الْحُزْنُ قُلْتُ : فَمَا دَلِيلُ الشَّوْقِ ؟ قَالَ : الطَّلَبُ قُلْتُ : فَمَا دَلِيلُ الرَّجَاءِ ؟ قَالَ : الْعَمَلُ . قُلْتُ : فَمِنْ أَيْنَ ضَعْفُنَا ؟ قَالَ : لِأَنَّكُمْ وَثِقْتُمْ بِعَفْوِ اللَّهِ عَنْكُمْ وَلَوْ عَاجَلَكُمْ بِالْعُقُوبَةِ لَهَوَيْتُمْ مِنْ مَعْصِيَتِهِ إِلَى طَاعَتِهِ وَلَكِنَّ حِلَّهُ وَسِتْرَهُ عَلَى مَعْصِيَتِهِ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : {
} إِنْ كُنْتَ تَفْهَمُ مَا أَقُولُ وَتَعْقِلُ {
}فَارْحَلْ بِنَفْسِكَ قَبْلَ أَنْ لِرَبِّكَ تَرْحَلَ {
}{
} وَذِرِ التَّشَاغُلَ بِالذُّنُوبِ وَخَلِّهَا {
}حَتَّى مَتَى وَإِلَى مَتَى تَتَمَلَّلُ {
}"
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ هَارُونَ , سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي هَاشِمٍ , يَقُولُ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ السَّمَّاكِ : خَرَجْتُ مِنَ العِرَاقِ أُرِيدُ بَعْضَ الثُّغُورِ , فَبَيْنَا أَنَا أَسِيرُ فِي جَبَلٍ مُظْلِمٍ إِذْ نَظَرْتُ إِلَى عَامَلٍ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ قَدِ انْفَرَدَ مِنَ المَخْلُوقِينَ وَاسْتَأْنَسَ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ جَلَّ جَلَالُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ : مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ ؟ قُلْتُ : مِنَ العِرَاقِ أُرِيدُ بَعْضَ الثُّغُورِ , فَقَالَ : إِلَى أَمْرٍ تُوقِنُونُهُ أَوْ إِلَى أَمْرٍ لَا تُوقِنُونَهُ قُلْتُ : لَا بَلْ إِلَى أَمْرٍ لَا نُوقِنُهُ ثُمَّ قَالَ : آهٍ قُلْتُ : مِمَّ يَتَأَوَّهُ الْعَابِدُ قَالَ : ذَكَرْتُ عَيْشَ الْمُسْتَرِيحِينَ وَفَرْحَةَ قُلُوبِ الْوَاصِلِينَ فَقُلْتُ : إِنِّي رَجُلٌ مَهْمُومٌ , قَالَ : وَمِمَّ هَمُّكَ قُلْتُ : فِي ثَلَاثٍ , قَالَ : وَمَا هَذِهِ قُلْتُ : مَا دَلِيلُ الْخَوْفِ ؟ قَالَ : الْحُزْنُ قُلْتُ : فَمَا دَلِيلُ الشَّوْقِ ؟ قَالَ : الطَّلَبُ قُلْتُ : فَمَا دَلِيلُ الرَّجَاءِ ؟ قَالَ : الْعَمَلُ . قُلْتُ : فَمِنْ أَيْنَ ضَعْفُنَا ؟ قَالَ : لِأَنَّكُمْ وَثِقْتُمْ بِعَفْوِ اللَّهِ عَنْكُمْ وَلَوْ عَاجَلَكُمْ بِالْعُقُوبَةِ لَهَوَيْتُمْ مِنْ مَعْصِيَتِهِ إِلَى طَاعَتِهِ وَلَكِنَّ حِلَّهُ وَسِتْرَهُ عَلَى مَعْصِيَتِهِ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : إِنْ كُنْتَ تَفْهَمُ مَا أَقُولُ وَتَعْقِلُ فَارْحَلْ بِنَفْسِكَ قَبْلَ أَنْ لِرَبِّكَ تَرْحَلَ وَذِرِ التَّشَاغُلَ بِالذُّنُوبِ وَخَلِّهَا حَتَّى مَتَى وَإِلَى مَتَى تَتَمَلَّلُ