الْفُضَيْلِ كَانَتْ قِرَاءَتُهُ حَزِينَةً شَهِيَّةً بَطِيئَةً مُتَرَسِّلَةً , كَأَنَّهُ يُخَاطِبُ إِنْسَانًا , وَكَانَ إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ تَرَدَّدَ فِيهَا وَسَأَلَ , وَكَانَتْ صَلَاتُهُ بِاللَّيْلِ أَكْثَرَ ذَلِكَ قَاعِدًا , تُلْقَى لَهُ حَصِيرٌ فِي مَسْجِدِهِ فَيُصَلِّي مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ سَاعَةً حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنُهُ فَيُلْقِي نَفْسَهُ عَلَى الْحَصِيرِ فَيَنَامُ قَلِيلًا ثُمَّ يَقُومُ فَإِذَا غَلَبَهُ النَّوْمُ نَامَ ثُمَّ يَقُومُ هَكَذَا حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ دَأْبُهُ إِذَا نَعَسَ أَنْ يَنَامَ وَيُقَالُ : أَشَدُّ الْعِبَادَةِ مَا يَكُونُ هَكَذَا وَكَانَ صَحِيحَ الْحَدِيثِ , صَدُوقَ اللِّسَانِ , شَدِيدَ الْهَيْبَةِ لِلْحَدِيثِ إِذَا حَدَّثَ وَكَانَ ، يَثْقُلُ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ جِدًّا وَرُبَّمَا قَالَ لِي : لَوْ أَنَّكَ تَطْلُبُ مِنِّي الدَّرَاهِمَ كَانَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَطْلُبَ مِنِّي الْأَحَادِيثَ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ , ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْجَنَدِيُّ , ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَخْوَفَ عَلَى نَفْسِهِ وَلَا أَرْجَى لِلنَّاسِ مِنَ الْفُضَيْلِ كَانَتْ قِرَاءَتُهُ حَزِينَةً شَهِيَّةً بَطِيئَةً مُتَرَسِّلَةً , كَأَنَّهُ يُخَاطِبُ إِنْسَانًا , وَكَانَ إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ تَرَدَّدَ فِيهَا وَسَأَلَ , وَكَانَتْ صَلَاتُهُ بِاللَّيْلِ أَكْثَرَ ذَلِكَ قَاعِدًا , تُلْقَى لَهُ حَصِيرٌ فِي مَسْجِدِهِ فَيُصَلِّي مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ سَاعَةً حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنُهُ فَيُلْقِي نَفْسَهُ عَلَى الْحَصِيرِ فَيَنَامُ قَلِيلًا ثُمَّ يَقُومُ فَإِذَا غَلَبَهُ النَّوْمُ نَامَ ثُمَّ يَقُومُ هَكَذَا حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ دَأْبُهُ إِذَا نَعَسَ أَنْ يَنَامَ وَيُقَالُ : أَشَدُّ الْعِبَادَةِ مَا يَكُونُ هَكَذَا وَكَانَ صَحِيحَ الْحَدِيثِ , صَدُوقَ اللِّسَانِ , شَدِيدَ الْهَيْبَةِ لِلْحَدِيثِ إِذَا حَدَّثَ وَكَانَ ، يَثْقُلُ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ جِدًّا وَرُبَّمَا قَالَ لِي : لَوْ أَنَّكَ تَطْلُبُ مِنِّي الدَّرَاهِمَ كَانَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَطْلُبَ مِنِّي الْأَحَادِيثَ