• 2034
  • سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ , يَقُولُ : " مَا بَالُنَا نَشْكُو فَقْرَنَا إِلَى مِثْلِنَا وَلَا نَطْلُبُ كَشْفَهُ مِنْ رَبَّنَا . نَكْلُفُهُ أَنَّ عَبْدًا أَحَبَّ عَبْدًا لِدُنْيَاهُ وَنَسِيَ مَا فِي خَزَائِنِ مَوْلَاهُ , قَالَ : وَنَظَرَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى رَجُلٍ قَدْ أُصِيبَ بِمَالٍ وَمَتَاعٍ وَوَقَعَ الْحَرِيقُ فِي دُكَّانِهِ فَاشْتَدَّ جَزَعُهُ حَتَّى خُولِطَ فِي عَقْلِهِ , فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنَّ الْمَالَ مَالُ اللَّهِ مَتَّعَكَ بِهِ إِذَا شَاءَ وَأَخَذَهُ مِنْكَ إِذْ شَاءَ فَاصْبِرْ لِأَمْرِهِ وَلَا تَجْزَعُ فَإِنَّ مِنْ تَمَامِ شُكْرِ اللَّهِ عَلَى الْعَافِيَةِ الصَّبْرُ لَهُ عَلَى الْبَلِيَّةِ وَمَنْ قَدَّمَ وَجَدَ وَمَنْ أَخَّرَ فَقَدْ نَدِمَ قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ ، يَقُولُ هَكَذَا كَثِيرًا : دَارُنَا أَمَامَنَا وَحَيَاتُنَا بَعْدَ مَوْتِنَا إِمَّا إِلَى جَنَّةٍ وَإِمَّا إِلَى نَارٍ وَقَالَ : وَكُنْتُ يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ مَارًّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ فِي صَحْرَاءَ فَأَتَيْنَا عَلَى قَبْرِ مُسْلِمٍ فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ وَبَكَى فَقُلْتُ : قَبْرُ مَنْ هَذَا قَالَ : هَذَا قَبْرُ حُمَيْدِ بْنِ جَابِرٍ أَمِيرِ هَذِهِ الْمُدُنِ كُلِّهَا كَانَ غَرِقًا فِي بِحَارِ الدُّنْيَا ثُمَّ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْهَا واسْتَنْقَذَهُ وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ سُرَّ ذَاتَ يَوْمٍ بِشَيْءٍ مِنْ مَلَاهِي مُلْكِهِ وَدُنْيَاهُ وَغُرُورِهِ وَفَتْنَتِهِ قَالَ : ثُمَّ نَامَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ مَعَ مَنْ يَخُصُّهُ مِنْ أَهْلِهِ فَرَأَى رَجُلًا وَاقِفًا عَلَى رَأْسِهِ بِيَدِهِ كِتَابٌ فَنَاوَلَهُ فَفَتَحَهُ فَإِذَا فِيهِ كِتَابٌ بِالذَّهَبِ مَكْتُوبٌ : لَا تُؤْثِرَنَّ فَانِيًا عَلَى باقٍ وَلَا تَغْتَرَّنَّ بِمُلْكِكَ وَقُدْرَتِكَ وَسُلْطَانِكَ وَخَدَمِكَ وَعَبِيدِكَ وَلَذَّاتِكَ وَشَهَوَاتِكَ فَإِنَّ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ جَسِيمٌ لَوْلَا أَنَّهُ عَدِيمٌ وَهُوَ مَلَكٌ لَوْلَا أَنَّ مَا بَعْدَهُ هَلَكٌ وَهُوَ فَرَحٌ وَسُرُورٌ لَوْلَا أَنَّهُ لَهُوٌ وغُرُورٌ وَهُوَ يَوْمٌ لَوْ كَانَ يُوثَقُ لَهُ بَعْدُ فَسَارَعْ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ {{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعَدَتْ لِلْمُتَّقِينَ }} قَالَ : فَانْتَبَهَ فَزِعًا وَقَالَ : هَذَا تَنْبِيهٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَمَوْعِظَةٌ فَخَرَجَ مِنْ مُلْكِهِ لَا يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ وَقَصَدَ هَذَا الْجَبَلَ فتعَبَّدَ فِيهِ فَلَمَّا بَلَغَنِي قِصَّتُهُ وَحُدِّثْتُ بِأَمْرِهِ قَصَدْتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِبَدْءِ أَمْرِهِ وَحَدَّثْتُهُ بِأَمْرِي ، فَمَا زِلْتُ أَقْصِدُهُ حَتَّى مَاتَ وَدُفِنَ هَهُنَا فَهَذَا قَبْرُهُ رَحِمَهُ اللَّهُ "

    أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ , فِي كِتَابِهِ وَحَدَّثَنِي عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ , قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ , يَقُولُ : مَا بَالُنَا نَشْكُو فَقْرَنَا إِلَى مِثْلِنَا وَلَا نَطْلُبُ كَشْفَهُ مِنْ رَبَّنَا . نَكْلُفُهُ أَنَّ عَبْدًا أَحَبَّ عَبْدًا لِدُنْيَاهُ وَنَسِيَ مَا فِي خَزَائِنِ مَوْلَاهُ , قَالَ : وَنَظَرَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى رَجُلٍ قَدْ أُصِيبَ بِمَالٍ وَمَتَاعٍ وَوَقَعَ الْحَرِيقُ فِي دُكَّانِهِ فَاشْتَدَّ جَزَعُهُ حَتَّى خُولِطَ فِي عَقْلِهِ , فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنَّ الْمَالَ مَالُ اللَّهِ مَتَّعَكَ بِهِ إِذَا شَاءَ وَأَخَذَهُ مِنْكَ إِذْ شَاءَ فَاصْبِرْ لِأَمْرِهِ وَلَا تَجْزَعُ فَإِنَّ مِنْ تَمَامِ شُكْرِ اللَّهِ عَلَى الْعَافِيَةِ الصَّبْرُ لَهُ عَلَى الْبَلِيَّةِ وَمَنْ قَدَّمَ وَجَدَ وَمَنْ أَخَّرَ فَقَدْ نَدِمَ قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ ، يَقُولُ هَكَذَا كَثِيرًا : دَارُنَا أَمَامَنَا وَحَيَاتُنَا بَعْدَ مَوْتِنَا إِمَّا إِلَى جَنَّةٍ وَإِمَّا إِلَى نَارٍ وَقَالَ : وَكُنْتُ يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ مَارًّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ فِي صَحْرَاءَ فَأَتَيْنَا عَلَى قَبْرِ مُسْلِمٍ فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ وَبَكَى فَقُلْتُ : قَبْرُ مَنْ هَذَا قَالَ : هَذَا قَبْرُ حُمَيْدِ بْنِ جَابِرٍ أَمِيرِ هَذِهِ الْمُدُنِ كُلِّهَا كَانَ غَرِقًا فِي بِحَارِ الدُّنْيَا ثُمَّ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْهَا واسْتَنْقَذَهُ وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ سُرَّ ذَاتَ يَوْمٍ بِشَيْءٍ مِنْ مَلَاهِي مُلْكِهِ وَدُنْيَاهُ وَغُرُورِهِ وَفَتْنَتِهِ قَالَ : ثُمَّ نَامَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ مَعَ مَنْ يَخُصُّهُ مِنْ أَهْلِهِ فَرَأَى رَجُلًا وَاقِفًا عَلَى رَأْسِهِ بِيَدِهِ كِتَابٌ فَنَاوَلَهُ فَفَتَحَهُ فَإِذَا فِيهِ كِتَابٌ بِالذَّهَبِ مَكْتُوبٌ : لَا تُؤْثِرَنَّ فَانِيًا عَلَى باقٍ وَلَا تَغْتَرَّنَّ بِمُلْكِكَ وَقُدْرَتِكَ وَسُلْطَانِكَ وَخَدَمِكَ وَعَبِيدِكَ وَلَذَّاتِكَ وَشَهَوَاتِكَ فَإِنَّ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ جَسِيمٌ لَوْلَا أَنَّهُ عَدِيمٌ وَهُوَ مَلَكٌ لَوْلَا أَنَّ مَا بَعْدَهُ هَلَكٌ وَهُوَ فَرَحٌ وَسُرُورٌ لَوْلَا أَنَّهُ لَهُوٌ وغُرُورٌ وَهُوَ يَوْمٌ لَوْ كَانَ يُوثَقُ لَهُ بَعْدُ فَسَارَعْ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ {{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعَدَتْ لِلْمُتَّقِينَ }} قَالَ : فَانْتَبَهَ فَزِعًا وَقَالَ : هَذَا تَنْبِيهٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَمَوْعِظَةٌ فَخَرَجَ مِنْ مُلْكِهِ لَا يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ وَقَصَدَ هَذَا الْجَبَلَ فتعَبَّدَ فِيهِ فَلَمَّا بَلَغَنِي قِصَّتُهُ وَحُدِّثْتُ بِأَمْرِهِ قَصَدْتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِبَدْءِ أَمْرِهِ وَحَدَّثْتُهُ بِأَمْرِي ، فَمَا زِلْتُ أَقْصِدُهُ حَتَّى مَاتَ وَدُفِنَ هَهُنَا فَهَذَا قَبْرُهُ رَحِمَهُ اللَّهُ

    ومتاع: المتاع : كل ما يُنْتَفَعُ به وَيُسْتَمْتَعُ ، أو يُتَبَلَّغُ بِهِ ويتُزَوَدَّ من سلعة أو مال أو زوج أو أثاث أو ثياب أو مأكل وغير ذلك
    جزعه: الجزع : الخوف والفزع وعدم الصبر والحزن
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات