• 2034
  • حَدَّثَنِي رَفِيقُهُ ، قَالَ : " خَرَجْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ ، مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ , فَنَفِدَ زَادُنَا فِي الطَّرِيقِ , فَجَعَلْنَا نَأْكُلُ الْخَرْنُوبَ , وَعُرُوقَ الشَّجَرِ حَتَّى خَشِنَتْ حُلُوقُنَا , وَبَلَغَ مِنَّا الْجَهْدُ , فَقُلْتُ : نَدْخُلُ الْقَرْيَةَ عَسَى أَنْ نَطْلُبَ عَمَلًا , فَإِذَا فِي الْقَرْيَةِ نَهَرٌ , فَتَوَضَّأَ وَصَفَّ قَدَمَيْهِ فَدَخَلْتُ أَلْتَمِسُ فَتَقَبَّلْتُ مِنْ قَوْمٍ حَائِطًا قَدْ سَقَطَ أَجْرَهُ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ , فَقُلْتُ : قَدْ تَقَبَّلْتَ عَمَلًا , فَجَعَلَ يَعْمَلُ عَمَلَ الرِّجَالِ , وَأَعْمَلُ عَمَلًا ضَعِيفًا , فَجَاءُونَا بِغَدَاءٍ , فَغَسَلْتُ يَدِي أُبَادِرُ الطَّعَامَ , فَقَالَ لِي : هَذَا فِي شَرْطِكَ بَعْدَمَا تَعَالَى النَّهَارُ ؟ فَقُلْتُ : لَا , قَالَ : فَاصْبِرْ حَتَّى تَأْخُذَ كِرَاكَ وَتَشْتَرِيَ , قَالَ : فَلَمَّا فَرَغْنَا أَخَذْنَا الدَّرَاهِمَ , وَاشْتَرَيْنَا , وَأَكَلْنَا وَطَعِمْنَا , ثُمَّ خَرَجْنَا فَأَصَابَنَا فِي الطَّرِيقِ الْجُوعُ , فَأَتَيْنَا قَرْيَةً مِنْ قُرَى حِمْصَ , فَإِذَا سَاقِيَةُ مَاءٍ , فَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ وَصَفَّ قَدَمَيْهِ , وَإِذَا إِلَى جَانِبِنَا دَارٌ فِيهَا غُرْفَةٌ , فَبَصُرَ بِنَا صَاحِبُ الْغُرْفَةِ حِينَ نَزَلْنَا وَلَمْ نَطْعَمْ , فَبَعَثَ إِلَيْنَا بِجَفْنَةٍ فِيهَا ثَرِيدٌ ، وَخُبْزٌ عِرَاقٌ , فَوُضِعَتْ بَيْنَ أَيْدِينَا , فَانْفَتَلَ مِنَ الصَّلَاةِ فَقَالَ : مَنْ بَعَثَ ؟ فَقُلْتُ : صَاحِبُ الْمَنْزِلِ , قَالَ : مَا اسْمُهُ ؟ قُلْتُ : فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ , فَأَكَلَ وَأَكَلْتُ , ثُمَّ أَتَيْنَا عُمْقَ أَنْطَاكِيَةَ وَقَدْ حَضَرَ الْحَصَادُ , فَحَصَدْنَا بِنَحْوِ ثَمَانِينَ دِرْهَمًا فَقُلْتُ : آخُذُ نِصْفَ هَذِهِ وَأَرْجِعُ , مَا بِي قُوَّةٌ عَلَى صُحْبَتِهِ , فَقُلْتُ : إِنِّي أُرِيدُ الرُّجُوعَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ , قَالَ : مَا أَنْتَ لِي مُصَاحِبًا , فَدَخَلَ أَنْطَاكِيَةَ , وَاشْتَرَى مُلَاءَتَيْنِ مِنْ تِلْكَ الدَّرَاهِمِ , فَقَالَ : إِذَا أَتَيْتَ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا الَّتِي أَطْعَمْنَا فِيهَا فَسَلْ عَنْ فُلَانِ ابْنِ فُلَانٍ , وَادْفَعْ إِلَيْهِ الْمُلَاءَتَيْنِ , وَدَفَعَ إِلَيَّ بَقِيَّةَ الدَّرَاهِمِ , وَبَقِيَ لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ , فَدَفَعْتُ الْمُلَاءَتَيْنِ إِلَى الرَّجُلِ , فَقَالَ : مَنْ بَعَثَ بِهَا ؟ قُلْتُ : إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ , فَقَالَ : وَمَنْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَدْهَمِ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ كَانَ أَحَدَ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ بَعَثَ إِلَيْهِمَا بِالطَّعَامِ , فَأَخَذَهُمَا , وَمَضَيْتُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَأَقَمْتُ حِينًا , فَرَجَعْتُ وَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ ، فَقِيلَ لِي : مَاتَ وَكُفِّنَ فِي الْمُلَاءَتَيْنِ "

    حَدَّثَنَا أَبِي ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، قَالَا : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَفِيقُهُ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ ، مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ , فَنَفِدَ زَادُنَا فِي الطَّرِيقِ , فَجَعَلْنَا نَأْكُلُ الْخَرْنُوبَ , وَعُرُوقَ الشَّجَرِ حَتَّى خَشِنَتْ حُلُوقُنَا , وَبَلَغَ مِنَّا الْجَهْدُ , فَقُلْتُ : نَدْخُلُ الْقَرْيَةَ عَسَى أَنْ نَطْلُبَ عَمَلًا , فَإِذَا فِي الْقَرْيَةِ نَهَرٌ , فَتَوَضَّأَ وَصَفَّ قَدَمَيْهِ فَدَخَلْتُ أَلْتَمِسُ فَتَقَبَّلْتُ مِنْ قَوْمٍ حَائِطًا قَدْ سَقَطَ أَجْرَهُ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ , فَقُلْتُ : قَدْ تَقَبَّلْتَ عَمَلًا , فَجَعَلَ يَعْمَلُ عَمَلَ الرِّجَالِ , وَأَعْمَلُ عَمَلًا ضَعِيفًا , فَجَاءُونَا بِغَدَاءٍ , فَغَسَلْتُ يَدِي أُبَادِرُ الطَّعَامَ , فَقَالَ لِي : هَذَا فِي شَرْطِكَ بَعْدَمَا تَعَالَى النَّهَارُ ؟ فَقُلْتُ : لَا , قَالَ : فَاصْبِرْ حَتَّى تَأْخُذَ كِرَاكَ وَتَشْتَرِيَ , قَالَ : فَلَمَّا فَرَغْنَا أَخَذْنَا الدَّرَاهِمَ , وَاشْتَرَيْنَا , وَأَكَلْنَا وَطَعِمْنَا , ثُمَّ خَرَجْنَا فَأَصَابَنَا فِي الطَّرِيقِ الْجُوعُ , فَأَتَيْنَا قَرْيَةً مِنْ قُرَى حِمْصَ , فَإِذَا سَاقِيَةُ مَاءٍ , فَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ وَصَفَّ قَدَمَيْهِ , وَإِذَا إِلَى جَانِبِنَا دَارٌ فِيهَا غُرْفَةٌ , فَبَصُرَ بِنَا صَاحِبُ الْغُرْفَةِ حِينَ نَزَلْنَا وَلَمْ نَطْعَمْ , فَبَعَثَ إِلَيْنَا بِجَفْنَةٍ فِيهَا ثَرِيدٌ ، وَخُبْزٌ عِرَاقٌ , فَوُضِعَتْ بَيْنَ أَيْدِينَا , فَانْفَتَلَ مِنَ الصَّلَاةِ فَقَالَ : مَنْ بَعَثَ ؟ فَقُلْتُ : صَاحِبُ الْمَنْزِلِ , قَالَ : مَا اسْمُهُ ؟ قُلْتُ : فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ , فَأَكَلَ وَأَكَلْتُ , ثُمَّ أَتَيْنَا عُمْقَ أَنْطَاكِيَةَ وَقَدْ حَضَرَ الْحَصَادُ , فَحَصَدْنَا بِنَحْوِ ثَمَانِينَ دِرْهَمًا فَقُلْتُ : آخُذُ نِصْفَ هَذِهِ وَأَرْجِعُ , مَا بِي قُوَّةٌ عَلَى صُحْبَتِهِ , فَقُلْتُ : إِنِّي أُرِيدُ الرُّجُوعَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ , قَالَ : مَا أَنْتَ لِي مُصَاحِبًا , فَدَخَلَ أَنْطَاكِيَةَ , وَاشْتَرَى مُلَاءَتَيْنِ مِنْ تِلْكَ الدَّرَاهِمِ , فَقَالَ : إِذَا أَتَيْتَ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا الَّتِي أَطْعَمْنَا فِيهَا فَسَلْ عَنْ فُلَانِ ابْنِ فُلَانٍ , وَادْفَعْ إِلَيْهِ الْمُلَاءَتَيْنِ , وَدَفَعَ إِلَيَّ بَقِيَّةَ الدَّرَاهِمِ , وَبَقِيَ لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ , فَدَفَعْتُ الْمُلَاءَتَيْنِ إِلَى الرَّجُلِ , فَقَالَ : مَنْ بَعَثَ بِهَا ؟ قُلْتُ : إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ , فَقَالَ : وَمَنْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَدْهَمِ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ كَانَ أَحَدَ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ بَعَثَ إِلَيْهِمَا بِالطَّعَامِ , فَأَخَذَهُمَا , وَمَضَيْتُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَأَقَمْتُ حِينًا , فَرَجَعْتُ وَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ ، فَقِيلَ لِي : مَاتَ وَكُفِّنَ فِي الْمُلَاءَتَيْنِ

    فنفد: نفد الشيء : فني وذهب
    زادنا: الزاد : هو الطعام والشراب وما يُتَبَلَّغُ به، ويُطْلق على كل ما يُتَوصَّل به إلى غاية بعينها
    حائطا: الحائط : البستان أو الحديقة وحوله جدار
    ثريد: الثريد : الطعام الذي يصنع بخلط اللحم والخبز المفتت مع المرق وأحيانا يكون من غير اللحم
    فانفتل: الانفتال : الانصراف
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات