قَالَ لِي عَطَاءٌ : " وَإِنَّمَا كَانَتْ سِقَايَتُهُمُ الَّتِي يَسْقُونَ بِهَا : قَالَ : كَانَ لِزَمْزَمَ حَوْضَانِ فِي الزَّمَانِ الْأَوَّلِ ، فَحَوْضٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الرُّكْنِ يُشْرَبُ مِنْهُ الْمَاءُ ، وَحَوْضٌ مِنْ وَرَائِهَا لِلْوُضُوءِ ، لَهُ سَرْبٌ يَذْهَبُ فِيهِ الْمَاءُ مِنْ بَابِ وُضُوئِهِمُ الْآنَ " - يَعْنِي بَابَ الصَّفَا - قَالَ : " فَيَصُبُّ النَّازِعُ الْمَاءَ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى الْبِئْرِ فِي هَذَا ، وَفِي هَذَا مِنْ قُرْبِهَا مِنَ الْبِئْرِ "
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : قَالَ لِي عَطَاءٌ : وَإِنَّمَا كَانَتْ سِقَايَتُهُمُ الَّتِي يَسْقُونَ بِهَا : قَالَ : كَانَ لِزَمْزَمَ حَوْضَانِ فِي الزَّمَانِ الْأَوَّلِ ، فَحَوْضٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الرُّكْنِ يُشْرَبُ مِنْهُ الْمَاءُ ، وَحَوْضٌ مِنْ وَرَائِهَا لِلْوُضُوءِ ، لَهُ سَرْبٌ يَذْهَبُ فِيهِ الْمَاءُ مِنْ بَابِ وُضُوئِهِمُ الْآنَ - يَعْنِي بَابَ الصَّفَا - قَالَ : فَيَصُبُّ النَّازِعُ الْمَاءَ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى الْبِئْرِ فِي هَذَا ، وَفِي هَذَا مِنْ قُرْبِهَا مِنَ الْبِئْرِ ، قَالَ الْخُزَاعِيُّ : وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ الشَّاعِرُ : كَأَنِّي لَمْ أَقْطُنْ بِمَكَّةَ سَاعَةً وَلَمْ يُلْهِنِي فِيهَا رَبِيبٌ مُنَعَّمُ وَلَمْ أَجْلِسِ الْحَوْضَيْنِ شَرْقِيَّ زَمْزَمٍ وَهَيْهَاتَ أَنِّي مِنْكَ لَا أَيْنَ زَمْزَمُ قَالَ : وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا شُبَّاكٌ حِينَئِذٍ ، قَالَ : وَأَرَادَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَنْ يَسْقِيَ فِي دَارِ النَّدْوَةِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنْ لَيْسَ ذَلِكَ لَكَ ، فَقَالَ : صَدَقَ ، فَسَقَى حِينَئِذٍ بِالْمُحَصَّبِ ، ثُمَّ رَجَعَ فَسَقَى بِمِنًى ، قَالَ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ : كَانَ مَوْضِعُ السِّقَايَةِ الَّتِي لِلنَّبِيذِ بَيْنَ الرُّكْنِ وَزَمْزَمَ مِمَّا يَلِي نَاحِيَةَ الصَّفَا ، فَنَحَّاهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى مَوْضِعِهَا الَّذِي هِيَ فِيهِ الْيَوْمَ وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ : كَانَ مَوْضِعُ مَجْلِسِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي زَاوِيَةِ زَمْزَمَ الَّتِي تَلِي الصَّفَا وَالْوَادِي ، وَهُوَ عَلَى يَسَارِ مَنْ دَخَلَ زَمْزَمَ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ عَمِلَ عَلَى مَجْلِسِهِ الْقُبَّةَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَلَى مَكَّةَ يَوْمَئِذٍ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ ، عَامِلٌ لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ثُمَّ عَمِلَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو جَعْفَرٍ فِي خِلَافَتِهِ ، وَعَمِلَ عَلَى زَمْزَمَ شِبَّاكًا ، ثُمَّ عَمِلَهُ الْمَهْدِيُّ ، وَعَمِلَ شُبَّاكَيْ زَمْزَمَ أَيْضًا ، فَعَمِلَ فِي مَجْلِسِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَنِيسَةَ سَاجٍ عَلَى رَفٍّ فِي الرُّكْنِ عَلَى يَسَارِكَ