سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ ، يَقُولُ : جَرَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ سُفْيَانَ إِلَى الْقَضَاءِ , فَتَحَامَقَ عَلَيْهِ لِيُخَلِّصَ نَفْسَهُ مِنْهُ , فَلَمَّا أَنْ عَلِمَ أَنَّهُ يَتَحَامَقُ عَلَيْهِ أَرْسَلَهُ , وَهَرَبَ مِنَ السُّلْطَانِ , وَجَعَلَ كَيْنُونَتَهُ فِي بَيْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ بَضْعَةَ عَشَرَ سَنَةً , فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ مَوْتِهِ قَالُوا : أَيْنَ نَذْهَبُ بِكَ ؟ قَالَ : " اغْسِلُونِي وَكَفِّنُونِي , وَضَعُونِي عَلَى السَّرِيرِ , وَاحْمِلُوا فِيمَا بَيْنَكُمُ السَّرِيرَ " , فَفَعَلُوا فَوَضَعُوهُ بِبَابِ مَسْجِدِ الْجَامِعِ , فَجَاءَ السُّلْطَانُ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَغَاصَهُ فِي الْكَافُورِ , وَكَتَبَ إِلَى السُّلْطَانِ الْأَعْظَمِ : إِنِّي وَجَدْتُ سُفْيَانَ عَلَى سَرِيرٍ مَفْرُوغًا مِنْ غُسْلِهِ وَكَفَنِهِ , فَغَصَصْتُهُ فِي الْكَافُورِ , أَنْتَظِرُ مَا تَأْمُرُ فِيهِ , فَوَقَعَ عَلَى الْمَاءِ أَلْفُ سُمَارَى إِلَى جَنَازَتِهِ , فَدُفِنَ بَعْدَ أَيَّامٍ "
حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ ، يَقُولُ : جَرَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ سُفْيَانَ إِلَى الْقَضَاءِ , فَتَحَامَقَ عَلَيْهِ لِيُخَلِّصَ نَفْسَهُ مِنْهُ , فَلَمَّا أَنْ عَلِمَ أَنَّهُ يَتَحَامَقُ عَلَيْهِ أَرْسَلَهُ , وَهَرَبَ مِنَ السُّلْطَانِ , وَجَعَلَ كَيْنُونَتَهُ فِي بَيْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ بَضْعَةَ عَشَرَ سَنَةً , فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ مَوْتِهِ قَالُوا : أَيْنَ نَذْهَبُ بِكَ ؟ قَالَ : اغْسِلُونِي وَكَفِّنُونِي , وَضَعُونِي عَلَى السَّرِيرِ , وَاحْمِلُوا فِيمَا بَيْنَكُمُ السَّرِيرَ , فَفَعَلُوا فَوَضَعُوهُ بِبَابِ مَسْجِدِ الْجَامِعِ , فَجَاءَ السُّلْطَانُ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَغَاصَهُ فِي الْكَافُورِ , وَكَتَبَ إِلَى السُّلْطَانِ الْأَعْظَمِ : إِنِّي وَجَدْتُ سُفْيَانَ عَلَى سَرِيرٍ مَفْرُوغًا مِنْ غُسْلِهِ وَكَفَنِهِ , فَغَصَصْتُهُ فِي الْكَافُورِ , أَنْتَظِرُ مَا تَأْمُرُ فِيهِ , فَوَقَعَ عَلَى الْمَاءِ أَلْفُ سُمَارَى إِلَى جَنَازَتِهِ , فَدُفِنَ بَعْدَ أَيَّامٍ