وَجَّهَنِي سُفْيَانُ وَكَتَبَ مَعِي إِلَى الْمَهْدِيِّ وَإِلَى وَزِيرِهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ , وَيَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ , وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ فَجَرُأَ كَلَامِي فَقَالَ : " لَوْ جَاءَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لَوَضَعْنَا أَيْدِيَنَا فِي يَدَهِ وَارْتَدَيْنَا بِرِدَاءٍ , وَاتَّزَرْنَا بِآخَرَ , وَخَرَجْنَا إِلَى السُّوقِ , فَأَمَرَنَا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْنَا عَنِ الْمُنْكَرِ , فَإِذَا تَوَارَى عَنَّا مِثْلُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ , لَقَدْ جَاءَ قُرَّاؤُكُمُ الَّذِينَ هُمْ قُرَّاؤُكُمْ فَأَمَرُونِي وَنَهَوْنِي , وَوَعَظُونِي وَبَكَوْا وَاللَّهِ لِي وَتَبَاكَيْتُ لَهُمْ , ثُمَّ لَمْ يَفْجَأْنِي مِنْ أَحَدِهِمْ إِلَّا أَنْ أَخْرَجَ مِنْ كُمِّهِ رُقْعَةً : أَنِ افْعَلْ بِي كَذَا , وَافْعَلْ بِي كَذَا , فَفَعَلْتُ ذَلِكَ بِهِمْ , وَمَقَتُّهُمْ عَلَيْهِ , وَإِنَّمَا كَتَبَ إِلَيْهِ لِأَنَّهُ طَالَ مَهْرَبُهُ أَنْ يُعْطِيهَ الْأَمَانَ , فَأَمَّنَهُ , وَقَدِمْتُ عَلَيْهِ الْبَصْرَةَ بِالْأَمَانِ ثُمَّ قَالَ : اخْرُجْ إِلَى أَهْلِكَ , فَقَدْ طَالَتْ غَيْبَتُكَ فَأَلِمَّ بِهِمْ , ثُمَّ الْحَقْ بِي بِالْكُوفَةِ , فَإِنِّي مُنْتَظِرُكَ حَتَّى تَجِيءَ , فَمَرِضَ بَعْدَهُ بِالْبَصْرَةِ , وَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ "
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ رُسْتُمَ الْأَصْبَهَانِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِصَامِ بْنِ يَزِيدَ خَيْرٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : وَجَّهَنِي سُفْيَانُ وَكَتَبَ مَعِي إِلَى الْمَهْدِيِّ وَإِلَى وَزِيرِهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ , وَيَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ , وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ فَجَرُأَ كَلَامِي فَقَالَ : لَوْ جَاءَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لَوَضَعْنَا أَيْدِيَنَا فِي يَدَهِ وَارْتَدَيْنَا بِرِدَاءٍ , وَاتَّزَرْنَا بِآخَرَ , وَخَرَجْنَا إِلَى السُّوقِ , فَأَمَرَنَا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْنَا عَنِ الْمُنْكَرِ , فَإِذَا تَوَارَى عَنَّا مِثْلُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ , لَقَدْ جَاءَ قُرَّاؤُكُمُ الَّذِينَ هُمْ قُرَّاؤُكُمْ فَأَمَرُونِي وَنَهَوْنِي , وَوَعَظُونِي وَبَكَوْا وَاللَّهِ لِي وَتَبَاكَيْتُ لَهُمْ , ثُمَّ لَمْ يَفْجَأْنِي مِنْ أَحَدِهِمْ إِلَّا أَنْ أَخْرَجَ مِنْ كُمِّهِ رُقْعَةً : أَنِ افْعَلْ بِي كَذَا , وَافْعَلْ بِي كَذَا , فَفَعَلْتُ ذَلِكَ بِهِمْ , وَمَقَتُّهُمْ عَلَيْهِ , وَإِنَّمَا كَتَبَ إِلَيْهِ لِأَنَّهُ طَالَ مَهْرَبُهُ أَنْ يُعْطِيهَ الْأَمَانَ , فَأَمَّنَهُ , وَقَدِمْتُ عَلَيْهِ الْبَصْرَةَ بِالْأَمَانِ ثُمَّ قَالَ : اخْرُجْ إِلَى أَهْلِكَ , فَقَدْ طَالَتْ غَيْبَتُكَ فَأَلِمَّ بِهِمْ , ثُمَّ الْحَقْ بِي بِالْكُوفَةِ , فَإِنِّي مُنْتَظِرُكَ حَتَّى تَجِيءَ , فَمَرِضَ بَعْدَهُ بِالْبَصْرَةِ , وَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ