أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ رَأَى حَبْرًا الْيهُودِيَّ يَبْكِي ، فَقَالَ لَهُ : " مَا يُبْكِيكَ ؟ " قَالَ : ذَكَرْتُ بَعْضَ الْأَمْرِ ، فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ : " أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ لَئِنْ أَخْبَرْتُكَ مَا أَبْكَاكَ لَتَصْدُقَنِّي ؟ " قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : " أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ هَلْ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ : رَبِّ إِنِّي أَجِدُ أُمَّةً فِي التَّوْرَاةِ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ، يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَيُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ الْأَوَّلِ ، وَبِالْكِتَابِ الْآخِرِ ، وَيُقَاتِلُونَ أَهْلَ الضَّلَالَةِ حَتَّى يُقَاتِلُوا الْأَعْوَرَ الدَّجَّالَ ، قَالَ مُوسَى : رَبِّ اجْعَلْهُمْ أُمَّتِي ، قَالَ : إِنَّهُمْ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى ؟ قَالَ الْحَبْرُ : نَعَمْ ، قَالَ كَعْبٌ : " فَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ : رَبِّ إِنِّي أَجِدُ أُمَّةً هُمُ الْحَمَّادُونَ رُعَاةُ الشَّمْسِ الْمُحَكَّمُونَ ، إِذَا أَرَادُوا أَمْرًا قَالُوا : نَفْعَلُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي ، قَالَ : هِيَ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى ؟ قَالَ الْحَبْرُ : نَعَمْ ، قَالَ كَعْبٌ : " فَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ : رَبِّ إِنِّي أَجِدُ أُمَّةً يَأْكُلُونَ كَفَّارَتَهُمْ وَصَدَقَاتِهِمْ ، وَكَانَ الْأَوَّلُونَ يَحْرِقُونَ صَدَقَاتِهِمْ بِالنَّارِ ، غَيْرَ أَنَّ مُوسَى كَانَ يَجْمَعُ صَدَقَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَا يَجِدُ عَبْدًا مَمْلُوكًا وَلَا أَمَةً إِلَّا اشْتَرَاهُ ، ثُمَّ أَعْتَقَهُ مِنْ تِلْكِ الصَّدَقَةِ ، وَمَا فَضَلَ حَفَرَ لَهُ بِئْرًا عَمِيقَةَ الْقَعْرِ فَأَلْقَاهُ فِيهَا ، ثُمَّ دَفَنَهُ كَيْ لَا يَرْجِعُوا فِيهِ ، وَهُمُ الْمُسْتَجِيبُونَ وَالْمُسْتَجَابُ لَهُمُ ، الشَّافِعُونَ وَالْمَشْفُوعُ لَهُمْ ، قَالَ مُوسَى : فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي ، قَالَ : هِيَ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى ؟ قَالَ الْحَبْرُ : نَعَمْ ، قَالَ كَعْبٌ : " أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ : يَا رَبِّ إِنِّي أَجِدُ أُمَّةً إِذَا أَشْرَفَ أَحَدُهُمْ عَلَى شَرَفٍ كَبَّرَ اللَّهُ ، وَإِذَا هَبَطَ وَادِيًا حَمِدَ اللَّهَ ، الصَّعِيدُ لَهُمْ طَهُورٌ ، وَالْأَرْضُ لَهُمْ مَسْجِدٌ حَيْثُ مَا كَانُوا ، يَتَطَهَّرُونَ مِنَ الْجَنَابَةِ ، طُهُورُهُمْ بِالصَّعِيدِ كَطُهُورِهِمْ بِالْمَاءِ ، حَيْثُ لَا يَجِدُونَ الْمَاءَ ، غُرٌّ مُحَجَّلُونَ مِنْ آثَارِ الْوضُوءِ ، فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي ، قَالَ : هُمْ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى ؟ قَالَ الْحَبْرُ : نَعَمْ ، قَالَ كَعْبٌ : " أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ ، تَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ : يَا رَبِّ إِنِّي أَجِدُ أُمَّةً إِذَا هَمَّ أَحَدُهُمْ بِحَسَنَةٍ لَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً مِثْلَهَا ، وَإِنْ عَمِلَهَا ضُعِّفَتْ عَشْرَ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ ، وَإِذَا هَمَّ بِالسَّيِّئَةِ وَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ ، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً مِثْلَهَا ، فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي ، قَالَ : هِيَ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى ؟ قَالَ الْحَبْرُ : نَعَمْ ، قَالَ كَعْبٌ : أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ : رَبِّ أَنِّي أَجِدُ أُمَّةً مَرْحُومَةً ضُعَفَاءَ يَرِثُونَ الْكِتَابَ ، اصْطَفَيْتَهُمْ ، فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ، وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ، وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ، فَلَا أَجِدُ أَحَدًا مِنْهُمْ إِلَّا مَرْحُومًا ، فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي ، قَالَ : هِيَ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى ؟ قَالَ الْحَبْرُ : نَعَمْ ، قَالَ كَعْبٌ : " أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ : رَبِّ إِنِّي أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ أُمَّةً مَصَاحِفَهُمْ فِي صُدُورِهِمْ ، يَلْبَسُونَ أَلْوَانَ ثِيَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، يَصُفُّونَ فِي صَلَاتِهِمْ كَصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ ، أَصْوَاتُهُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ كَدَوِيِّ النَّحْلِ ، لَا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا مَنْ بَرِئَ مِنَ الْحَسَنَاتِ ، مِثْلَ مَا بَرِئَ الْحَجَرُ مِنْ وَرِقِ الشَّجَرِ ، قَالَ مُوسَى : فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي ، قَالَ : هِيَ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى ؟ قَالَ الْحَبْرُ : نَعَمْ ، فَلَمَّا عَجِبَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي أَعْطَى اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتَهُ قَالَ : يَا لَيْتَنِي مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ بِثَلَاثِ آيَاتٍ يُرْضِيهِ بِهِنَّ : {{ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً }} إِلَى قَوْلِهِ : {{ دَارَ الْفَاسِقِينَ }} قَالَ : {{ وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ }} قَالَ : فَرَضِيَ مُوسَى كُلَّ الرِّضَا "
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثنا قُتَيْبَةُ ، ثنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعَافِرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ رَأَى حَبْرًا الْيهُودِيَّ يَبْكِي ، فَقَالَ لَهُ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : ذَكَرْتُ بَعْضَ الْأَمْرِ ، فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ : أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ لَئِنْ أَخْبَرْتُكَ مَا أَبْكَاكَ لَتَصْدُقَنِّي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ هَلْ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ : رَبِّ إِنِّي أَجِدُ أُمَّةً فِي التَّوْرَاةِ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ، يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَيُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ الْأَوَّلِ ، وَبِالْكِتَابِ الْآخِرِ ، وَيُقَاتِلُونَ أَهْلَ الضَّلَالَةِ حَتَّى يُقَاتِلُوا الْأَعْوَرَ الدَّجَّالَ ، قَالَ مُوسَى : رَبِّ اجْعَلْهُمْ أُمَّتِي ، قَالَ : إِنَّهُمْ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى ؟ قَالَ الْحَبْرُ : نَعَمْ ، قَالَ كَعْبٌ : فَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ : رَبِّ إِنِّي أَجِدُ أُمَّةً هُمُ الْحَمَّادُونَ رُعَاةُ الشَّمْسِ الْمُحَكَّمُونَ ، إِذَا أَرَادُوا أَمْرًا قَالُوا : نَفْعَلُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي ، قَالَ : هِيَ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى ؟ قَالَ الْحَبْرُ : نَعَمْ ، قَالَ كَعْبٌ : فَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ : رَبِّ إِنِّي أَجِدُ أُمَّةً يَأْكُلُونَ كَفَّارَتَهُمْ وَصَدَقَاتِهِمْ ، وَكَانَ الْأَوَّلُونَ يَحْرِقُونَ صَدَقَاتِهِمْ بِالنَّارِ ، غَيْرَ أَنَّ مُوسَى كَانَ يَجْمَعُ صَدَقَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَا يَجِدُ عَبْدًا مَمْلُوكًا وَلَا أَمَةً إِلَّا اشْتَرَاهُ ، ثُمَّ أَعْتَقَهُ مِنْ تِلْكِ الصَّدَقَةِ ، وَمَا فَضَلَ حَفَرَ لَهُ بِئْرًا عَمِيقَةَ الْقَعْرِ فَأَلْقَاهُ فِيهَا ، ثُمَّ دَفَنَهُ كَيْ لَا يَرْجِعُوا فِيهِ ، وَهُمُ الْمُسْتَجِيبُونَ وَالْمُسْتَجَابُ لَهُمُ ، الشَّافِعُونَ وَالْمَشْفُوعُ لَهُمْ ، قَالَ مُوسَى : فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي ، قَالَ : هِيَ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى ؟ قَالَ الْحَبْرُ : نَعَمْ ، قَالَ كَعْبٌ : أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ : يَا رَبِّ إِنِّي أَجِدُ أُمَّةً إِذَا أَشْرَفَ أَحَدُهُمْ عَلَى شَرَفٍ كَبَّرَ اللَّهُ ، وَإِذَا هَبَطَ وَادِيًا حَمِدَ اللَّهَ ، الصَّعِيدُ لَهُمْ طَهُورٌ ، وَالْأَرْضُ لَهُمْ مَسْجِدٌ حَيْثُ مَا كَانُوا ، يَتَطَهَّرُونَ مِنَ الْجَنَابَةِ ، طُهُورُهُمْ بِالصَّعِيدِ كَطُهُورِهِمْ بِالْمَاءِ ، حَيْثُ لَا يَجِدُونَ الْمَاءَ ، غُرٌّ مُحَجَّلُونَ مِنْ آثَارِ الْوضُوءِ ، فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي ، قَالَ : هُمْ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى ؟ قَالَ الْحَبْرُ : نَعَمْ ، قَالَ كَعْبٌ : أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ ، تَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ : يَا رَبِّ إِنِّي أَجِدُ أُمَّةً إِذَا هَمَّ أَحَدُهُمْ بِحَسَنَةٍ لَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً مِثْلَهَا ، وَإِنْ عَمِلَهَا ضُعِّفَتْ عَشْرَ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ ، وَإِذَا هَمَّ بِالسَّيِّئَةِ وَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ ، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً مِثْلَهَا ، فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي ، قَالَ : هِيَ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى ؟ قَالَ الْحَبْرُ : نَعَمْ ، قَالَ كَعْبٌ : أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ : رَبِّ أَنِّي أَجِدُ أُمَّةً مَرْحُومَةً ضُعَفَاءَ يَرِثُونَ الْكِتَابَ ، اصْطَفَيْتَهُمْ ، فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ، وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ، وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ، فَلَا أَجِدُ أَحَدًا مِنْهُمْ إِلَّا مَرْحُومًا ، فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي ، قَالَ : هِيَ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى ؟ قَالَ الْحَبْرُ : نَعَمْ ، قَالَ كَعْبٌ : أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ : رَبِّ إِنِّي أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ أُمَّةً مَصَاحِفَهُمْ فِي صُدُورِهِمْ ، يَلْبَسُونَ أَلْوَانَ ثِيَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، يَصُفُّونَ فِي صَلَاتِهِمْ كَصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ ، أَصْوَاتُهُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ كَدَوِيِّ النَّحْلِ ، لَا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا مَنْ بَرِئَ مِنَ الْحَسَنَاتِ ، مِثْلَ مَا بَرِئَ الْحَجَرُ مِنْ وَرِقِ الشَّجَرِ ، قَالَ مُوسَى : فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي ، قَالَ : هِيَ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى ؟ قَالَ الْحَبْرُ : نَعَمْ ، فَلَمَّا عَجِبَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي أَعْطَى اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأُمَّتَهُ قَالَ : يَا لَيْتَنِي مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ بِثَلَاثِ آيَاتٍ يُرْضِيهِ بِهِنَّ : {{ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً }} إِلَى قَوْلِهِ : {{ دَارَ الْفَاسِقِينَ }} قَالَ : {{ وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ }} قَالَ : فَرَضِيَ مُوسَى كُلَّ الرِّضَا