• 1562
  • أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ فِي بَعْضِ خُطَبِهِ : " إِنَّ لِكُلِّ سَفَرٍ زَادًا لَا مَحَالَةَ ، فَتَزَوَّدُوا لِسَفَرِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَةِ التَّقْوَى ، وَكُونُوا كَمَنْ عَاينَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ مِنْ ثَوَابِهِ وَعِقَابِهِ ، وَتَرَغَّبُوا وَتَرَهَّبُوا ، وَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمُ الْأَمَدُ فَتَقْسَى قُلُوبُكُمْ ، وَتَنْقَادُوا لِعَدُوِّكُمْ ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا بُسِطَ أَمَلُ مَنْ لَا يَدْرِي لَعَلَّهُ لَا يُصْبِحُ بَعْدَ مَسَائِهِ وَلَا يُمْسِي بَعْدَ صَبَاحِهِ ، وَلَرُبَّمَا كَانَتْ بَيْنَ ذَلِكَ خَطَفَاتُ الْمَنَايَا ، فَكَمْ رَأَيْتُ وَرَأَيْتُمْ مَنْ كَانَ بِالدُّنْيَا مُغْتَرًّا ، وَإِنَّمَا تَقَرُّ عَيْنُ مَنْ وَثِقَ بِالنَّجَاةِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ ، وَإِنَّمَا يَفْرَحُ مَنَ أَمِنَ مِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَأَمَّا مَنْ لَا يَدَاوِي كَلْمًا إِلَّا أَصَابَهُ جُرْحٌ فِي نَاحِيَةٍ أُخْرَى ، أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ آمُرَكُمْ بِمَا أَنْهَى عَنْهُ نَفْسِي ، فَتَخْسَرُ صَفْقَتِي ، وَتَظْهَرُ غَيْلَتِي ، وَتَبْدُو مَسْكَنَتِي فِي يَوْمٍ يَبْدُو فِيهِ الْغِنَى وَالْفَقْرُ ، وَالْمَوَازِينُ مَنْصُوبَةٌ ، وَلَقَدْ عُنِيتُمْ بِأَمْرٍ لَوْ عُنِيَتْ بِهِ النُّجُومُ لَانْكَدَرَتْ ، وَلَوْ عُنِيَتْ بِهِ الْجِبَالُ لَذَابَتْ ، وَلَوْ عُنِيَتْ بِهِ الْأَرْضُ لَتَشَقَّقَتْ ، أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ مَنْزِلَةٌ ، وَأَنَّكُمْ صَائِرُونَ إِلَى إِحْدَاهُمَا "

    حَدَّثَنَا أَبِي ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَا : ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَاتِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ عُثْمَانَ : أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ فِي بَعْضِ خُطَبِهِ : إِنَّ لِكُلِّ سَفَرٍ زَادًا لَا مَحَالَةَ ، فَتَزَوَّدُوا لِسَفَرِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَةِ التَّقْوَى ، وَكُونُوا كَمَنْ عَاينَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ مِنْ ثَوَابِهِ وَعِقَابِهِ ، وَتَرَغَّبُوا وَتَرَهَّبُوا ، وَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمُ الْأَمَدُ فَتَقْسَى قُلُوبُكُمْ ، وَتَنْقَادُوا لِعَدُوِّكُمْ ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا بُسِطَ أَمَلُ مَنْ لَا يَدْرِي لَعَلَّهُ لَا يُصْبِحُ بَعْدَ مَسَائِهِ وَلَا يُمْسِي بَعْدَ صَبَاحِهِ ، وَلَرُبَّمَا كَانَتْ بَيْنَ ذَلِكَ خَطَفَاتُ الْمَنَايَا ، فَكَمْ رَأَيْتُ وَرَأَيْتُمْ مَنْ كَانَ بِالدُّنْيَا مُغْتَرًّا ، وَإِنَّمَا تَقَرُّ عَيْنُ مَنْ وَثِقَ بِالنَّجَاةِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ ، وَإِنَّمَا يَفْرَحُ مَنَ أَمِنَ مِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَأَمَّا مَنْ لَا يَدَاوِي كَلْمًا إِلَّا أَصَابَهُ جُرْحٌ فِي نَاحِيَةٍ أُخْرَى ، أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ آمُرَكُمْ بِمَا أَنْهَى عَنْهُ نَفْسِي ، فَتَخْسَرُ صَفْقَتِي ، وَتَظْهَرُ غَيْلَتِي ، وَتَبْدُو مَسْكَنَتِي فِي يَوْمٍ يَبْدُو فِيهِ الْغِنَى وَالْفَقْرُ ، وَالْمَوَازِينُ مَنْصُوبَةٌ ، وَلَقَدْ عُنِيتُمْ بِأَمْرٍ لَوْ عُنِيَتْ بِهِ النُّجُومُ لَانْكَدَرَتْ ، وَلَوْ عُنِيَتْ بِهِ الْجِبَالُ لَذَابَتْ ، وَلَوْ عُنِيَتْ بِهِ الْأَرْضُ لَتَشَقَّقَتْ ، أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ مَنْزِلَةٌ ، وَأَنَّكُمْ صَائِرُونَ إِلَى إِحْدَاهُمَا

    زادا: الزاد : هو الطعام والشراب وما يُتَبَلَّغُ به، ويُطْلق على كل ما يُتَوصَّل به إلى غاية بعينها
    الأمد: الأمد : الغاية والزمن والمدة والأجل
    تقر: قرة العين : هدوء العين وسعادتها ويعبر بها عن المسرة ورؤية ما يحبه الإنسان
    كلما: الكَلْم : واحد الكلوم وهو الجرح
    أصابه: أصابه : نزل به
    أعوذ: أعوذ : ألجأ وأحتمي وأعتصم
    يبدو: بدا : وضح وظهر
    لانكدرت: انكدرت : تساقطت وتهاوت
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات