عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ : " بَيْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَى بِسَاطٍ مِنْ شَعْرٍ وَأَصْحَابُهُ حَوْلَهُ ، إِذْ أَمَرَ الرِّيحَ فَاسْتَقَلَّتْهُ وَسَارَتِ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ أَمَامَهُ ، وَالطَّيْرُ تُظِلُّهُ ، إِذَا حَرَّاثٌ يَحْرُثُ عَلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ ، قَالَ : فَقَالَ الْحَرَّاثُ : لَوْ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عِنْدِي كَلَّمْتُهُ بِثَلَاثِ كَلِمَاتٍ ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ أَنِ ائْتِ الْحَرَّاثَ ، قَالَ : فَرَكِبَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ حَتَّى أَتَاهُ قَالَ : يَا حَرَّاثُ أَنَا سُلَيْمَانُ ، فَقُلْ مَا أَرَدْتَ أَنْ تَقُولَ ، قَالَ : وَمَا عِلْمُكَ أَنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمَنِي ، قَالَ : أَشْهَدُ لَهُ بِذَلِكَ ، قَالَ : وَاللَّهِ إِلَّا أَنِّي رَأَيْتُكَ فِيمَا أَنْتَ فِيهِ فَقُلْتُ : وَاللَّهِ مَا سُلَيْمَانُ فِي لَذَّةٍ لَذَّهَا أَمْسِ ، وَلَا فِي نَعِيمٍ نَعِمَهُ ، وَأَنَا فِي تَعَبٍ تَعِبْتُهُ أَمْسِ ، وَفِي نَصَبٍ نَصِبْتُهُ إِلَّا سَوَاءً ، لَا سُلَيْمَانُ يَجِدُ لَذَّةَ مَا مَضَى ، وَلَا أَنَا أَجِدُ تَعَبَ مَا مَضَى ، قَالَ : وَأُخْرَى قُلْتُهَا ، قَالَ : وَمَا هِيَ ؟ قُلْتُ : سُلَيْمَانُ يَمُوتُ وَأَنَا أَمُوتُ ، قَالَ : صَدَقْتَ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا سُلَيْمَانُ لَكِنِّي قُلْتُ كَلِمَةً طَيَّبْتُ بِهَا نَفْسِي ، قُلْتُ : سُلَيْمَانُ يُسْأَلُ غَدًا عَمَّا أُعْطِيَ ، وَأَنَا لَا أُسْأَلُ ، قَالَ : فَخَرَّ سُلَيْمَانُ سَاجِدًا عَلَى فَرَسِهِ يَبْكِي وَهُوَ يَقُولُ : يَا رَبِّ لَوْلَا أَنَّكَ جَوَادٌ لَا تَبْخَلُ لَسَأَلْتُكَ أَنْ تَنْزِعَ مِنِّي مَا أَعْطَيْتَنِي ، قَالَ : فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ : يَا سُلَيْمَانُ ارْفَعْ رَأْسَكَ ، فَإِنِّي لَمْ أَنْعَمْ عَلَى عَبْدٍ لِي نِعْمَةً فَتَكُونُ تِلْكَ النِّعْمَةُ رِضًا فَأُحَاسِبُهُ عَلَيْهَا "
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ ، ح . وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا : ثنا أَبُو زُرْعَةَ ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ جُنَادَةَ ، ثنا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيِّ ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ : بَيْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَى بِسَاطٍ مِنْ شَعْرٍ وَأَصْحَابُهُ حَوْلَهُ ، إِذْ أَمَرَ الرِّيحَ فَاسْتَقَلَّتْهُ وَسَارَتِ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ أَمَامَهُ ، وَالطَّيْرُ تُظِلُّهُ ، إِذَا حَرَّاثٌ يَحْرُثُ عَلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ ، قَالَ : فَقَالَ الْحَرَّاثُ : لَوْ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عِنْدِي كَلَّمْتُهُ بِثَلَاثِ كَلِمَاتٍ ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ أَنِ ائْتِ الْحَرَّاثَ ، قَالَ : فَرَكِبَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ حَتَّى أَتَاهُ قَالَ : يَا حَرَّاثُ أَنَا سُلَيْمَانُ ، فَقُلْ مَا أَرَدْتَ أَنْ تَقُولَ ، قَالَ : وَمَا عِلْمُكَ أَنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمَنِي ، قَالَ : أَشْهَدُ لَهُ بِذَلِكَ ، قَالَ : وَاللَّهِ إِلَّا أَنِّي رَأَيْتُكَ فِيمَا أَنْتَ فِيهِ فَقُلْتُ : وَاللَّهِ مَا سُلَيْمَانُ فِي لَذَّةٍ لَذَّهَا أَمْسِ ، وَلَا فِي نَعِيمٍ نَعِمَهُ ، وَأَنَا فِي تَعَبٍ تَعِبْتُهُ أَمْسِ ، وَفِي نَصَبٍ نَصِبْتُهُ إِلَّا سَوَاءً ، لَا سُلَيْمَانُ يَجِدُ لَذَّةَ مَا مَضَى ، وَلَا أَنَا أَجِدُ تَعَبَ مَا مَضَى ، قَالَ : وَأُخْرَى قُلْتُهَا ، قَالَ : وَمَا هِيَ ؟ قُلْتُ : سُلَيْمَانُ يَمُوتُ وَأَنَا أَمُوتُ ، قَالَ : صَدَقْتَ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا سُلَيْمَانُ لَكِنِّي قُلْتُ كَلِمَةً طَيَّبْتُ بِهَا نَفْسِي ، قُلْتُ : سُلَيْمَانُ يُسْأَلُ غَدًا عَمَّا أُعْطِيَ ، وَأَنَا لَا أُسْأَلُ ، قَالَ : فَخَرَّ سُلَيْمَانُ سَاجِدًا عَلَى فَرَسِهِ يَبْكِي وَهُوَ يَقُولُ : يَا رَبِّ لَوْلَا أَنَّكَ جَوَادٌ لَا تَبْخَلُ لَسَأَلْتُكَ أَنْ تَنْزِعَ مِنِّي مَا أَعْطَيْتَنِي ، قَالَ : فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ : يَا سُلَيْمَانُ ارْفَعْ رَأْسَكَ ، فَإِنِّي لَمْ أَنْعَمْ عَلَى عَبْدٍ لِي نِعْمَةً فَتَكُونُ تِلْكَ النِّعْمَةُ رِضًا فَأُحَاسِبُهُ عَلَيْهَا