قَالَ لِي سُفْيَانُ " عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ هُوَ الَّذِي أَدَّبَنِي وَعَلَّمَنِي قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ ، وَعَلَّمَنِي الْفَرَائِضَ ، فَكُنْتُ أَطْلُبُهُ فِي سُوقِهِ ، فَإِنْ لَمْ أَجِدْهُ فِي سُوقِهِ وَجَدْتُهُ فِي بَيْتِهِ ، إِمَّا أَنْ يُصَلِّي ، وَإِمَّا يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ ، كَأَنَّهُ يُبَادِرُ أُمُورًا تَفُوتُهُ ، فَإِنْ لَمْ أَجِدْهُ فِي بَيْتِهِ وَجَدْتُهُ فِي بَعْضِ مَسَاجِدِ الْكُوفَةِ ، فِي زَاوِيَةٍ مِنْ بَعْضِ زَوَايَا الْمَسْجِدِ ، كَأَنَّهُ سَارِقٌ قَاعِدًا يَبْكِي ، فَإِنْ لَمْ أَجِدْهُ وَجَدْتُهُ فِي الْمَقْبَرَةِ قَاعِدًا يَنُوحُ عَلَى نَفْسِهِ . فَلَمَّا مَاتَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ أَغْلَقَ أَهْلُ الْكُوفَةِ أَبْوَابَهُمْ ، وَخَرَجُوا بِجَنَازَتِهِ ، فَلَمَّا أَخْرَجُوهُ إِلَى الْجِبَانِ وَبَرَزُوا بِسَرِيرِهِ - وَكَانَ أَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ - تَقَدَّمَ أَبُو حَيَّانَ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا ، وَسَمِعُوا صَائِحًا يَصِيحُ : قَدْ جَاءَ الْمُحْسِنُ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ ، وَإِذَا الْبَرِيَّةُ مَمْلُوءَةٌ مِنْ طَيْرٍ أَبْيضَ ، لَمْ يُرَ عَلَى خِلْقَتِهَا وَحُسْنِهَا ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَعْجَبُونَ مِنْ حُسْنِهَا وَكَثْرَتِهَا ، فَقَالَ أَبُو حَيَّانَ : مَنْ أَيِّ شَيْءٍ تَعْجَبُونَ ؟ هَذِهِ مَلَائِكَةٌ جَاءَتْ فَشَهِدَتْ عَمْرًا "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ كَزَالٍ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ قَالَ : قَالَ لِي سُفْيَانُ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ هُوَ الَّذِي أَدَّبَنِي وَعَلَّمَنِي قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ ، وَعَلَّمَنِي الْفَرَائِضَ ، فَكُنْتُ أَطْلُبُهُ فِي سُوقِهِ ، فَإِنْ لَمْ أَجِدْهُ فِي سُوقِهِ وَجَدْتُهُ فِي بَيْتِهِ ، إِمَّا أَنْ يُصَلِّي ، وَإِمَّا يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ ، كَأَنَّهُ يُبَادِرُ أُمُورًا تَفُوتُهُ ، فَإِنْ لَمْ أَجِدْهُ فِي بَيْتِهِ وَجَدْتُهُ فِي بَعْضِ مَسَاجِدِ الْكُوفَةِ ، فِي زَاوِيَةٍ مِنْ بَعْضِ زَوَايَا الْمَسْجِدِ ، كَأَنَّهُ سَارِقٌ قَاعِدًا يَبْكِي ، فَإِنْ لَمْ أَجِدْهُ وَجَدْتُهُ فِي الْمَقْبَرَةِ قَاعِدًا يَنُوحُ عَلَى نَفْسِهِ . فَلَمَّا مَاتَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ أَغْلَقَ أَهْلُ الْكُوفَةِ أَبْوَابَهُمْ ، وَخَرَجُوا بِجَنَازَتِهِ ، فَلَمَّا أَخْرَجُوهُ إِلَى الْجِبَانِ وَبَرَزُوا بِسَرِيرِهِ - وَكَانَ أَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ - تَقَدَّمَ أَبُو حَيَّانَ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا ، وَسَمِعُوا صَائِحًا يَصِيحُ : قَدْ جَاءَ الْمُحْسِنُ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ ، وَإِذَا الْبَرِيَّةُ مَمْلُوءَةٌ مِنْ طَيْرٍ أَبْيضَ ، لَمْ يُرَ عَلَى خِلْقَتِهَا وَحُسْنِهَا ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَعْجَبُونَ مِنْ حُسْنِهَا وَكَثْرَتِهَا ، فَقَالَ أَبُو حَيَّانَ : مَنْ أَيِّ شَيْءٍ تَعْجَبُونَ ؟ هَذِهِ مَلَائِكَةٌ جَاءَتْ فَشَهِدَتْ عَمْرًا