فَلَمَّا أَشْرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ لُبِطَ بِالنَّاسِ حَوْلَ الْكَعْبَةِ ، خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَتَهُ - وَقَدْ كَتَبْنَاهَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ كِتَابِنَا بِغَيْرِ هَذَا الْإِسْنَادِ - ثُمَّ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ الْمِفْتَاحُ فَتَنَحَّى نَاحِيَةً مِنَ الْمَسْجِدِ فَجَلَسَ ، وَكَانَ قَدْ قَبَضَ السِّقَايَةَ مِنَ الْعَبَّاسِ ، وَقَبَضَ الْمِفْتَاحَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ ، فَلَمَّا جَلَسَ بَسَطَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَدَهُ ، فَقَالَ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اجْمَعْ لَنَا الْحِجَابَةَ وَالسِّقَايَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أُعْطِيكُمْ مَا تُرْزَءُونَ فِيهِ ، وَلَا أُعْطِيكُمْ مَا تُرْزَءُونَ مِنْهُ " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ادْعُ لِي عُثْمَانَ " فَقاَمَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقَالَ : ادْعُ لِي عُثْمَانَ فََقَامَ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ يَوْمًا وَهُوَ بِمَكَّةَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَمَعَ عُثْمَانَ الْمِفْتَاحُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَعَلَّكَ سَتَرَى هَذَا الْمِفْتَاحَ يَوْمًا بِيَدِي أَضَعُهُ حَيْثُ شِئْتُ " فَقَالَ عُثْمَانُ : لَقَدْ هَلَكَتْ قُرَيْشٌ يَوْمَئِذٍ إِذًا وَذَلَّتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بَلْ عَزَّتْ وَعَمَرَتْ يَوْمَئِذٍ يَا عُثْمَانُ " قَالَ عُثْمَانُ : فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَخْذِهِ الْمِفْتَاحَ ، فَذَكَرْتُ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا كَانَ , قَالَ لِي ، فَأَقْبَلْتُ فَاسْتَقْبَلْتُهُ بِبِشْرٍ وَاسْتَقْبَلَنِي بِبِشْرٍ ، ثُمَّ قَالَ : " خُذُوهَا يَا بَنِي أَبِي طَلْحَةَ تَالِدَةً خَالِدَةً ، لَا يَنْزِعُهَا مِنْكُمْ إِلَّا ظَالِمٌ ، يَا عُثْمَانُ ، إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اسْتَأْمَنَكُمْ عَلَى بَيْتِهِ ، فَخُذُوهَا بِأَمَانَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " . قَالَ عُثْمَانُ : فَلَمَّا وَلَّيْتُ نَادَانِي ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلَمْ يَكُنِ الَّذِي قُلْتُ لَكَ " ؟ قَالَ : فَذَكَرْتُ قَوْلَهُ بِمَكَّةَ ، فَقُلْتُ : بَلَى ، أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ . فَأَعْطَاهُ الْمِفْتَاحَ ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَبِعٌ عَلَيْهِ بِثَوْبِهِ ، وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : " غَيِّبُوهُ "
وَحَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، عَنْ أَشْيَاخِهِ ، قَالُوا : فَلَمَّا أَشْرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَقَدْ لُبِطَ بِالنَّاسِ حَوْلَ الْكَعْبَةِ ، خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ خُطْبَتَهُ - وَقَدْ كَتَبْنَاهَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ كِتَابِنَا بِغَيْرِ هَذَا الْإِسْنَادِ - ثُمَّ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَمَعَهُ الْمِفْتَاحُ فَتَنَحَّى نَاحِيَةً مِنَ الْمَسْجِدِ فَجَلَسَ ، وَكَانَ قَدْ قَبَضَ السِّقَايَةَ مِنَ الْعَبَّاسِ ، وَقَبَضَ الْمِفْتَاحَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ ، فَلَمَّا جَلَسَ بَسَطَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَدَهُ ، فَقَالَ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اجْمَعْ لَنَا الْحِجَابَةَ وَالسِّقَايَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أُعْطِيكُمْ مَا تُرْزَءُونَ فِيهِ ، وَلَا أُعْطِيكُمْ مَا تُرْزَءُونَ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ادْعُ لِي عُثْمَانَ فَقاَمَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقَالَ : ادْعُ لِي عُثْمَانَ فََقَامَ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ لِعُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ يَوْمًا وَهُوَ بِمَكَّةَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَمَعَ عُثْمَانَ الْمِفْتَاحُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَعَلَّكَ سَتَرَى هَذَا الْمِفْتَاحَ يَوْمًا بِيَدِي أَضَعُهُ حَيْثُ شِئْتُ فَقَالَ عُثْمَانُ : لَقَدْ هَلَكَتْ قُرَيْشٌ يَوْمَئِذٍ إِذًا وَذَلَّتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : بَلْ عَزَّتْ وَعَمَرَتْ يَوْمَئِذٍ يَا عُثْمَانُ قَالَ عُثْمَانُ : فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعْدَ أَخْذِهِ الْمِفْتَاحَ ، فَذَكَرْتُ قَوْلَهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَمَا كَانَ , قَالَ لِي ، فَأَقْبَلْتُ فَاسْتَقْبَلْتُهُ بِبِشْرٍ وَاسْتَقْبَلَنِي بِبِشْرٍ ، ثُمَّ قَالَ : خُذُوهَا يَا بَنِي أَبِي طَلْحَةَ تَالِدَةً خَالِدَةً ، لَا يَنْزِعُهَا مِنْكُمْ إِلَّا ظَالِمٌ ، يَا عُثْمَانُ ، إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اسْتَأْمَنَكُمْ عَلَى بَيْتِهِ ، فَخُذُوهَا بِأَمَانَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . قَالَ عُثْمَانُ : فَلَمَّا وَلَّيْتُ نَادَانِي ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَلَمْ يَكُنِ الَّذِي قُلْتُ لَكَ ؟ قَالَ : فَذَكَرْتُ قَوْلَهُ بِمَكَّةَ ، فَقُلْتُ : بَلَى ، أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ . فَأَعْطَاهُ الْمِفْتَاحَ ، وَالنَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُضْطَبِعٌ عَلَيْهِ بِثَوْبِهِ ، وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : غَيِّبُوهُ