دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فَوَجَدْتُ أَصْحَابَ الْخَزِّ وَالْيَمَنِيَّةِ قَدْ سَبَقُونِي إِلَى الْمَجْلِسِ ، فَقُلْتُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ مِنْ أَجْلِ أَنِّي رَجُلٌ أَعْمَى أَدْنَيْتَ هَؤُلَاءِ وَأَقْصَيْتَنِي ، قَالَ : " ادْنُ " ، فَدَنَوْتُ حَتَّى مَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ جَلِيسٌ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : " يُؤْخَذُ بِيَدِ الْعَبْدِ أَوِ الْأَمَةِ فَيُنْصَبُ عَلَى رُءُوسِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : هَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ، فَمَنْ كَانَ لَهُ حَقٌّ فَلْيَأْتِ إِلَى حَقِّهِ ، فَتَفْرَحُ الْمَرْأَةُ أَنْ يَدُورَ لَهَا الْحَقُّ عَلَى ابْنِهَا وَأَخِيهَا ، أَوْ عَلَى أَبِيهَا ، أَوْ عَلَى زَوْجِهَا . ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ {{ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ }} فَيَقُولُ الرَّبُّ تَعَالَى لِلْعَبْدِ : ائْتِ هَؤُلَاءِ حُقُوقَهُمْ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، فَنِيَتِ الدُّنْيَا ، فَمِنْ أَيْنَ أُوتِيهِمْ ، فَيَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ : خُذُوا مِنْ أَعْمَالِهِ الصَّالِحَةِ فَأَعْطُوا كُلَّ إِنْسَانٍ بِقَدْرِ طُلْبَتِهِ ، فَإِنْ كَانِ وَلِيًّا لِلَّهِ فَضَلَتْ مِنْ حَسَنَاتِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ ضَاعَفَهَا حَتَّى يُدْخِلَهُ بِهَا الْجَنَّةَ ، ثُمَّ قَرَأَ {{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ، وَإِنْ تَكُ حَسَنَةٍ يُضَاعِفْهَا ، وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهِ أَجْرًا عَظِيمًا }} . وَإِنْ كَانَ عَبْدًا شَقِيًّا قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ : يَا رَبِّ ، فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ ، وَبَقِيَ طَالِبُونَ ، فَيَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ : خُذُوا مِنْ أَعْمَالِهِمُ السَّيِّئَةِ فَأَضِيفُوهَا إِلَى سَيِّئَاتِهِ ، وَصُكُّوا لَهُ صَكًّا إِلَى النَّارِ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا أَحْمَدُ ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الْحَسَنِ ، ح ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ قُتَيْبَةَ الرَّمْلِيُّ ، قَالَا : ثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهِبٍ ، ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ أَبِي وَكِيعٍ ، قَالَ سَمِعْتُ زَاذَانَ أَبَا عَمْرٍو ، يَقُولُ : دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فَوَجَدْتُ أَصْحَابَ الْخَزِّ وَالْيَمَنِيَّةِ قَدْ سَبَقُونِي إِلَى الْمَجْلِسِ ، فَقُلْتُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ مِنْ أَجْلِ أَنِّي رَجُلٌ أَعْمَى أَدْنَيْتَ هَؤُلَاءِ وَأَقْصَيْتَنِي ، قَالَ : ادْنُ ، فَدَنَوْتُ حَتَّى مَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ جَلِيسٌ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : يُؤْخَذُ بِيَدِ الْعَبْدِ أَوِ الْأَمَةِ فَيُنْصَبُ عَلَى رُءُوسِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : هَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ، فَمَنْ كَانَ لَهُ حَقٌّ فَلْيَأْتِ إِلَى حَقِّهِ ، فَتَفْرَحُ الْمَرْأَةُ أَنْ يَدُورَ لَهَا الْحَقُّ عَلَى ابْنِهَا وَأَخِيهَا ، أَوْ عَلَى أَبِيهَا ، أَوْ عَلَى زَوْجِهَا . ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ {{ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ }} فَيَقُولُ الرَّبُّ تَعَالَى لِلْعَبْدِ : ائْتِ هَؤُلَاءِ حُقُوقَهُمْ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، فَنِيَتِ الدُّنْيَا ، فَمِنْ أَيْنَ أُوتِيهِمْ ، فَيَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ : خُذُوا مِنْ أَعْمَالِهِ الصَّالِحَةِ فَأَعْطُوا كُلَّ إِنْسَانٍ بِقَدْرِ طُلْبَتِهِ ، فَإِنْ كَانِ وَلِيًّا لِلَّهِ فَضَلَتْ مِنْ حَسَنَاتِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ ضَاعَفَهَا حَتَّى يُدْخِلَهُ بِهَا الْجَنَّةَ ، ثُمَّ قَرَأَ {{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ، وَإِنْ تَكُ حَسَنَةٍ يُضَاعِفْهَا ، وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهِ أَجْرًا عَظِيمًا }} . وَإِنْ كَانَ عَبْدًا شَقِيًّا قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ : يَا رَبِّ ، فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ ، وَبَقِيَ طَالِبُونَ ، فَيَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ : خُذُوا مِنْ أَعْمَالِهِمُ السَّيِّئَةِ فَأَضِيفُوهَا إِلَى سَيِّئَاتِهِ ، وَصُكُّوا لَهُ صَكًّا إِلَى النَّارِ . قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : هَارُونُ بْنُ أَبِي وَكِيعٍ هُوَ ابْنُ عَشْرَةٍ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ زَاذَانُ ، وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ الْأَنْصَارِيُّ عَنْهُ مُخْتَصَرًا مَرْفُوعًا