عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : " كَانَ أَهْلُ سَبَأٍ قَدْ أُعْطُوا مَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ ، قَالَ : وَكَانَتْ فِيهِمْ كَهَنَةٌ ، فَكَانَتِ الشَّيَاطِينُ تَسْتَرِقُ السَّمْعَ فَتَأْتِي الْكَهَنَةَ بَأَخْبَارِ السَّمَاءِ ، وَإِنَّ كَاهِنًا مِنْهُمْ كَانَ سَيِّدًا شَرِيفًا كَثِيرَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ ، وَكَانَ كَاهِنًا يُخْبَرُ أَنَّ زَوَالَ أَمْرِهِمْ قَدْ دَنَا ، وَأَنَّ الْعَذَابَ قَدْ أَظَلَّهُمْ فَلَمْ يَدْرِ كَيْفَ يَصْنَعُ ، فَقَالَ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِيهِ أَعَزِّهِمْ أَخْوَالًا : إِذَا كَانَ غَدًا ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ آمُرُكَ بِأَمْرٍ فَلَا تَفْعَلْ ، فَإِذَا انْتَهَرْتُكَ فَانْتَهِرْنِي ، وَإِنْ تَنَاوَلْتُكَ فَالْطُمْنِي ، فَقَالَ : يَا أَبَتيِ هَذَا أَمْرٌ عَظِيمٌ ، فَلَا تُكَلِّفْنِيهِ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ إِنَّهُ حَدَثَ أَمْرٌ لَابُدَّ مِنْهُ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ أَمَرَهُ فَلَمْ يَفْعَلْ وَانْتَهَرَهُ فَانْتَهَرَهُ ، فَتَنَاوَلَهُ فَلَطَمَهُ ، فَقَالَ : عَلَيَّ بِالشَّفْرَةِ ، فَقَالُوا : وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَنْ أَذْبَحَهُ ، قَالُوا : الذَّبْحُ لَا ، إضْرِبْهُ ، قَالَ : لَا ، إِلَّا أَنْ أَذْبَحَهُ ، قَالَ : فَجَاءَ أَخْوَالُهُ فَقَالُوا : لَا نَدَعُكَ تَذْبَحُهُ فَتَكُونَ مَسَبَّةً عَلَيْنَا ، قَالَ : فَمَا مُقَامِي فِي بَلَدٍ يُحَالُ فِيهِ بَيْنِي وَبَيْنَ وَلَدِي ، اشْتَرُوا مِنِّي أَرْضِي ، اشْتَرُوا مِنِّي دَارِي ، حَتَّى بَاعَ كُلَّ شَيْءٍ لَهُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا قَوْمِ إِنَّهُ قَدْ دَنَا زَوَالُ أَمْرِكُمْ ، وَأَظَلَّكُمُ الْعَذَابُ فَمَنْ أَرَادَ سَفَرًا بَعِيدًا أَوْ حِمْلًا شَدِيدًا فَعَلَيْهِ بِعُمَانَ ، وَمَنْ أَرَادَ الْخَمْرَ وَالْخَمِيرَ وَكَذَا وَكَذَا ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ : وَذَكَرَ كَلِمَةً لَا أَحْفَظُهَا - وَالْعَصِيرَ فَعَلَيْهِ بِبُصْرَى - يَعْنِي الشَّامَ - وَمَنْ أَرَادَ الرَّاسِخَاتِ فِي الْوَحْلِ الْمُقِيمَاتِ فِي الْمَحْلِ فَعَلَيْهِ بِيَثْرِبَ ذَاتِ النَّخْلِ ، فَخَرَجَ وَخَرَجَ قَوْمٌ إِلَى عُمَانَ وَخَرَجَ قَوْمٌ إِلَى بُصْرَى - وَهُمْ غَسَّانُ ، وَخَرَجَ الْأَوْسُ , وَالْخَزْرَجُ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو وَخُزَاعَةُ لِيَثْرِبَ ذَاتِ النَّخْلِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَطْنِ مُرٍّ قَالَتْ خُزَاعَةُ : هَذَا مَوْضِعٌ صَالِحٌ ، أَوْ طَيِّبٌ لَا نُرِيدُ بِهِ بَدَلًا ، نَنْزِلُ هَا هُنَا فَانْخَزَعُوا - فَمِنْ ثَمَّ سُمُّوا خُزَاعَةَ - لِأَنَّهُمُ انْخَزَعُوا مِنْ أَصْحَابِهِمْ ، قَالَ : وَتَقَدَّمَتِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى نَزَلُوا بِيَثْرِبَ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ ، ثنا حَاجِبُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ الشَّهِيدُ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : كَانَ أَهْلُ سَبَأٍ قَدْ أُعْطُوا مَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ ، قَالَ : وَكَانَتْ فِيهِمْ كَهَنَةٌ ، فَكَانَتِ الشَّيَاطِينُ تَسْتَرِقُ السَّمْعَ فَتَأْتِي الْكَهَنَةَ بَأَخْبَارِ السَّمَاءِ ، وَإِنَّ كَاهِنًا مِنْهُمْ كَانَ سَيِّدًا شَرِيفًا كَثِيرَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ ، وَكَانَ كَاهِنًا يُخْبَرُ أَنَّ زَوَالَ أَمْرِهِمْ قَدْ دَنَا ، وَأَنَّ الْعَذَابَ قَدْ أَظَلَّهُمْ فَلَمْ يَدْرِ كَيْفَ يَصْنَعُ ، فَقَالَ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِيهِ أَعَزِّهِمْ أَخْوَالًا : إِذَا كَانَ غَدًا ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ آمُرُكَ بِأَمْرٍ فَلَا تَفْعَلْ ، فَإِذَا انْتَهَرْتُكَ فَانْتَهِرْنِي ، وَإِنْ تَنَاوَلْتُكَ فَالْطُمْنِي ، فَقَالَ : يَا أَبَتيِ هَذَا أَمْرٌ عَظِيمٌ ، فَلَا تُكَلِّفْنِيهِ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ إِنَّهُ حَدَثَ أَمْرٌ لَابُدَّ مِنْهُ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ أَمَرَهُ فَلَمْ يَفْعَلْ وَانْتَهَرَهُ فَانْتَهَرَهُ ، فَتَنَاوَلَهُ فَلَطَمَهُ ، فَقَالَ : عَلَيَّ بِالشَّفْرَةِ ، فَقَالُوا : وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَنْ أَذْبَحَهُ ، قَالُوا : الذَّبْحُ لَا ، إضْرِبْهُ ، قَالَ : لَا ، إِلَّا أَنْ أَذْبَحَهُ ، قَالَ : فَجَاءَ أَخْوَالُهُ فَقَالُوا : لَا نَدَعُكَ تَذْبَحُهُ فَتَكُونَ مَسَبَّةً عَلَيْنَا ، قَالَ : فَمَا مُقَامِي فِي بَلَدٍ يُحَالُ فِيهِ بَيْنِي وَبَيْنَ وَلَدِي ، اشْتَرُوا مِنِّي أَرْضِي ، اشْتَرُوا مِنِّي دَارِي ، حَتَّى بَاعَ كُلَّ شَيْءٍ لَهُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا قَوْمِ إِنَّهُ قَدْ دَنَا زَوَالُ أَمْرِكُمْ ، وَأَظَلَّكُمُ الْعَذَابُ فَمَنْ أَرَادَ سَفَرًا بَعِيدًا أَوْ حِمْلًا شَدِيدًا فَعَلَيْهِ بِعُمَانَ ، وَمَنْ أَرَادَ الْخَمْرَ وَالْخَمِيرَ وَكَذَا وَكَذَا ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ : وَذَكَرَ كَلِمَةً لَا أَحْفَظُهَا - وَالْعَصِيرَ فَعَلَيْهِ بِبُصْرَى - يَعْنِي الشَّامَ - وَمَنْ أَرَادَ الرَّاسِخَاتِ فِي الْوَحْلِ الْمُقِيمَاتِ فِي الْمَحْلِ فَعَلَيْهِ بِيَثْرِبَ ذَاتِ النَّخْلِ ، فَخَرَجَ وَخَرَجَ قَوْمٌ إِلَى عُمَانَ وَخَرَجَ قَوْمٌ إِلَى بُصْرَى - وَهُمْ غَسَّانُ ، وَخَرَجَ الْأَوْسُ , وَالْخَزْرَجُ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو وَخُزَاعَةُ لِيَثْرِبَ ذَاتِ النَّخْلِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَطْنِ مُرٍّ قَالَتْ خُزَاعَةُ : هَذَا مَوْضِعٌ صَالِحٌ ، أَوْ طَيِّبٌ لَا نُرِيدُ بِهِ بَدَلًا ، نَنْزِلُ هَا هُنَا فَانْخَزَعُوا - فَمِنْ ثَمَّ سُمُّوا خُزَاعَةَ - لِأَنَّهُمُ انْخَزَعُوا مِنْ أَصْحَابِهِمْ ، قَالَ : وَتَقَدَّمَتِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى نَزَلُوا بِيَثْرِبَ