" قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي حَازِمٍ : مَا شُكْرُ الْعَيْنَيْنِ ؟ فَقَالَ : إِنْ رَأَيْتَ بِهِمَا خَيْرًا أَعْلَنْتَهُ ، وَإِنْ رَأَيْتَ بِهِمَا شَرًّا سَتَرْتَهُ ، قَالَ : فَمَا شُكْرُ الْأُذُنَيْنِ ؟ قَالَ : إِنْ سَمِعْتَ بِهِمَا خَيْرًا وَعَيْتَهُ ، وَإِنْ سَمِعْتَ بِهِمَا شَرًّا دَفَنْتَهُ ، قَالَ : مَا شُكْرُ الْيَدَيْنِ ؟ قَالَ : لَا تَأْخُذْ بِهِمَا مَا لَيْسَ لَكَ ، وَلَا تَمْنَعْ حَقًّا لِلَّهِ هُوَ فِيهِمَا ، قَالَ : وَمَا شُكْرُ الْبَطْنِ ؟ قَالَ : أَنْ يَكُونَ أَسْفَلُهُ طَعَامًا وَأَعْلَاهُ عِلْمًا ، قَالَ : وَمَا شُكْرُ الْفَرْجِ ؟ قَالَ : كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجَهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ }} إِلَى قَوْلِهِ : {{ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ }} " قَالَ : فَمَا شُكْرُ الرِّجْلَيْنِ ؟ قَالَ : إِنْ رَأَيْتَ مَيِّتًا غَبَطْتَهُ ، اسْتَعْمَلْتَ بِهِمَا عَمَلَهُ ، وَإِنْ رَأَيْتَ مَيِّتًا مَقَتَّهُ كَفَفْتَهُمَا عَنْ عَمَلِهِ ، وَأَنْتَ شَاكِرٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَأَمَّا مَنْ يَشْكُرُ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَشْكُرْ بِجَمِيعِ أَعْضَائِهِ ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ لَهُ كِسَاءٌ فَأَخَذَ بِطَرْفِهِ وَلَمْ يَلْبَسْهُ ، فَلَمْ يَنْفَعْهُ ذَلِكَ مِنَ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ وَالثَّلْجِ وَالْمَطَرِ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ الْأَزْدِيُّ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَانِئٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي حَازِمٍ : مَا شُكْرُ الْعَيْنَيْنِ ؟ فَقَالَ : إِنْ رَأَيْتَ بِهِمَا خَيْرًا أَعْلَنْتَهُ ، وَإِنْ رَأَيْتَ بِهِمَا شَرًّا سَتَرْتَهُ ، قَالَ : فَمَا شُكْرُ الْأُذُنَيْنِ ؟ قَالَ : إِنْ سَمِعْتَ بِهِمَا خَيْرًا وَعَيْتَهُ ، وَإِنْ سَمِعْتَ بِهِمَا شَرًّا دَفَنْتَهُ ، قَالَ : مَا شُكْرُ الْيَدَيْنِ ؟ قَالَ : لَا تَأْخُذْ بِهِمَا مَا لَيْسَ لَكَ ، وَلَا تَمْنَعْ حَقًّا لِلَّهِ هُوَ فِيهِمَا ، قَالَ : وَمَا شُكْرُ الْبَطْنِ ؟ قَالَ : أَنْ يَكُونَ أَسْفَلُهُ طَعَامًا وَأَعْلَاهُ عِلْمًا ، قَالَ : وَمَا شُكْرُ الْفَرْجِ ؟ قَالَ : كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجَهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ }} إِلَى قَوْلِهِ : {{ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ }} قَالَ : فَمَا شُكْرُ الرِّجْلَيْنِ ؟ قَالَ : إِنْ رَأَيْتَ مَيِّتًا غَبَطْتَهُ ، اسْتَعْمَلْتَ بِهِمَا عَمَلَهُ ، وَإِنْ رَأَيْتَ مَيِّتًا مَقَتَّهُ كَفَفْتَهُمَا عَنْ عَمَلِهِ ، وَأَنْتَ شَاكِرٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَأَمَّا مَنْ يَشْكُرُ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَشْكُرْ بِجَمِيعِ أَعْضَائِهِ ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ لَهُ كِسَاءٌ فَأَخَذَ بِطَرْفِهِ وَلَمْ يَلْبَسْهُ ، فَلَمْ يَنْفَعْهُ ذَلِكَ مِنَ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ وَالثَّلْجِ وَالْمَطَرِ