عَنْ صِلَةَ بْنِ أَشْيَمَ الْعَدَوِيِّ ، قَالَ : " خَرَجْنَا فِي بَعْضِ قُرَى نَهْرِ تِيرَى أَسِيرُ عَلَى دَابَّتِي فِي زَمَنِ فُيُوضِ الْمَاءِ فَأَنَا أَسِيرُ عَلَى مُسَنَّاةٍ فَسِرْتُ يَوْمًا لَا أَجِدُ شَيْئًا آكُلُهُ فَاشْتَدَّ جُوعِي فَلَقِيَنِي عِلْجٌ يَحْمِلُ عَلَى عَاتِقِهِ شَيْئًا فَقُلْتُ : ضَعْهُ فَوَضَعَهُ فَإِذَا هُوَ خُبْزٌ فَقُلْتُ : أَطْعِمْنِي مِنْهُ فَقَالَ : نَعَمْ إِنْ شِئْتَ ، وَلَكِنْ فِيهِ شَحْمُ خِنْزِيرٍ فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ تَرَكْتُهُ ، وَمَضَيْتُ ثُمَّ لَقِيَنِي آخَرُ يَحْمِلُ عَلَى عَاتِقِهِ طَعَامًا فَقُلْتُ لَهُ : أَطْعِمْنِي مِنْهُ فَقَالَ : تَزَوَّدْتَ هَذَا لِكَذَا وَكَذَا مِنْ يَوْمٍ ، فَإِنْ أَخَذْتَ مِنْهُ شَيْئًا أَضْرَرْتَ بِي وَأَجَعْتَنِي ، فَتَرَكْتُهُ ثُمَّ مَضَيْتُ فَوَاللَّهِ إِنِّي لِأَسِيرُ إِذْ سَمِعْتُ خَلْفِيَ وَجْبَةً كَوَجْبَةِ الطَّيْرِ يَعْنِي صَوْتَ طَيَرَانِهِ فَالْتَفَتُّ ، فَإِذَا بِشَيْءٍ مَلْفُوفٍ فِي سِبٍّ أَبْيَضَ أَيْ خِمَارٍ ، فَنَزَلْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ دَوْخَلَّةٌ مِنْ رُطَبٍ فِي زَمَانٍ لَيْسَ فِي الْأَرْضِ رُطَبَةٌ ، فَأَكَلْتُ مِنْهُ وَلَمْ آكُلْ قَطُّ رُطَبًا أَطْيَبَ مِنْهُ ، وَشَرِبْتُ مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ لَفَفْتُ مَا بَقِيَ مِنْهُ ، وَرَكِبْتُ الْفَرَسَ وَحَمَلْتُ مَعِي نَوَاهُنَّ " قَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ : فَحَدَّثَنِي أَوْفَى بْنُ دَلْهَمٍ قَالَ : رَأَيْتُ ذَلِكَ السِبَّ مَعَ امْرَأَتِهِ مَلْفُوفًا فِيهِ مُصْحَفٌ ثُمَّ فُقِدَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ : فَلَا يَدْرُونَ أَسُرِقُ أَمْ ذَهَبَ أَمْ مَا صُنِعَ بِهِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ : ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، قَالَ : ثنا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ ، عَنْ صِلَةَ بْنِ أَشْيَمَ الْعَدَوِيِّ ، قَالَ : خَرَجْنَا فِي بَعْضِ قُرَى نَهْرِ تِيرَى أَسِيرُ عَلَى دَابَّتِي فِي زَمَنِ فُيُوضِ الْمَاءِ فَأَنَا أَسِيرُ عَلَى مُسَنَّاةٍ فَسِرْتُ يَوْمًا لَا أَجِدُ شَيْئًا آكُلُهُ فَاشْتَدَّ جُوعِي فَلَقِيَنِي عِلْجٌ يَحْمِلُ عَلَى عَاتِقِهِ شَيْئًا فَقُلْتُ : ضَعْهُ فَوَضَعَهُ فَإِذَا هُوَ خُبْزٌ فَقُلْتُ : أَطْعِمْنِي مِنْهُ فَقَالَ : نَعَمْ إِنْ شِئْتَ ، وَلَكِنْ فِيهِ شَحْمُ خِنْزِيرٍ فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ تَرَكْتُهُ ، وَمَضَيْتُ ثُمَّ لَقِيَنِي آخَرُ يَحْمِلُ عَلَى عَاتِقِهِ طَعَامًا فَقُلْتُ لَهُ : أَطْعِمْنِي مِنْهُ فَقَالَ : تَزَوَّدْتَ هَذَا لِكَذَا وَكَذَا مِنْ يَوْمٍ ، فَإِنْ أَخَذْتَ مِنْهُ شَيْئًا أَضْرَرْتَ بِي وَأَجَعْتَنِي ، فَتَرَكْتُهُ ثُمَّ مَضَيْتُ فَوَاللَّهِ إِنِّي لِأَسِيرُ إِذْ سَمِعْتُ خَلْفِيَ وَجْبَةً كَوَجْبَةِ الطَّيْرِ يَعْنِي صَوْتَ طَيَرَانِهِ فَالْتَفَتُّ ، فَإِذَا بِشَيْءٍ مَلْفُوفٍ فِي سِبٍّ أَبْيَضَ أَيْ خِمَارٍ ، فَنَزَلْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ دَوْخَلَّةٌ مِنْ رُطَبٍ فِي زَمَانٍ لَيْسَ فِي الْأَرْضِ رُطَبَةٌ ، فَأَكَلْتُ مِنْهُ وَلَمْ آكُلْ قَطُّ رُطَبًا أَطْيَبَ مِنْهُ ، وَشَرِبْتُ مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ لَفَفْتُ مَا بَقِيَ مِنْهُ ، وَرَكِبْتُ الْفَرَسَ وَحَمَلْتُ مَعِي نَوَاهُنَّ قَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ : فَحَدَّثَنِي أَوْفَى بْنُ دَلْهَمٍ قَالَ : رَأَيْتُ ذَلِكَ السِبَّ مَعَ امْرَأَتِهِ مَلْفُوفًا فِيهِ مُصْحَفٌ ثُمَّ فُقِدَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ : فَلَا يَدْرُونَ أَسُرِقُ أَمْ ذَهَبَ أَمْ مَا صُنِعَ بِهِ