عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، " {{ وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ }} ، قَالَ : " هُوَ أَشْرَفُ شَرَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ لِلْمُقَرَّبِينَ صَرْفًا ، وَلِلنَّاسِ مِزَاجًا "
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، {{ وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ }} ، قَالَ : هُوَ أَشْرَفُ شَرَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ لِلْمُقَرَّبِينَ صَرْفًا ، وَلِلنَّاسِ مِزَاجًا قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَأَهْلُ الصُّفَّةِ هُمْ أَخْيَارُ الْقَبَائِلِ وَالْأَقْطَارِ ، أُلْبِسُوا الْأَنْوَارَ ، فَاسْتَطَابُوا الْأَذْكَارَ ، وَاسْتَرَاحَتْ لَهُمُ الْأَعْضَاءُ وَالْأَطْوَارُ ، وَاسْتَنَارَتْ مِنْهُمُ الْبَوَاطِنُ وَالْأَسْرَارُ ، بِمَا قَدَحَ فِيهَا الْمَعْبُودُ مِنَ الرِّضَا وَالْأَخْبَارِ ، فَأَعْرَضُوا عَنِ الْمَشْغُوفِينَ بِمَا غَرَّهُمْ ، وَلَهَوْا عَنِ الْجَامِعِينَ لِمَا ضَرَّهُمْ مِنَ الْحُطَامِ الزَّائِلِ الْبَائِدِ ، وَمُسَالَمَةِ الْعَدُوِّ الْحَاسِدِ مُعْتَصِمِينَ بِمَا حَمَاهُمْ بِهِ الْوَاقِي الذَّائِدُ ، فَاجْتَزَوْا مِنَ الدُّنْيَا بِالْفَلَقِ ، وَمِنْ مَلْبُوسِهَا بِالْخِرَقِ ، لَمْ يَعْدِلُوا إِلَى أَحَدٍ سِوَاهُ ، وَلَمْ يُعَوِّلُوا إِلَّا عَلَى مَحَبَّتِهِ وَرِضَاهُ ، رَغِبَتِ الْمَلَائِكَةُ فِي زِيَارَتِهِمْ وَخُلَّتِهِمْ ، وَأَمَرَ الرَّسُولُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالصَّبْرِ عَلَى مُحَادَثَتِهِمْ وَمُجَالَسَتِهِمْ