• 1313
  • " لَمَّا عَزَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ مُعَاوِيَةَ عَنِ الشَّامِ ، بَعَثَ سَعِيدَ بْنَ عَامِرِ بْنِ جُذَيْمٍ الْجُمَحِيَّ ، قَالَ : فَخَرَجَ مَعَهُ بِجَارِيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ نَضِيرَةِ الْوَجْهِ ، فَمَا لَبِثَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى أَصَابَتْهُ حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ ، قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَلْفِ دِينَارٍ ، قَالَ : فَدَخَلَ بِهَا عَلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ : إِنَّ عُمَرَ بَعَثَ إِلَيْنَا بِمَا تَرَيْنَ ، فَقَالَتْ : لَوْ أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ لَنَا أَدَمًا وَطَعَامًا وَادَّخَرْتَ سَائِرَهَا ؟ فَقَالَ لَهَا : أَوَلَا أَدُلُّكِ عَلَى أَفْضَلِ مِنْ ذَلِكَ ؟ نُعْطِي هَذَا الْمَالَ مَنْ يَتَّجِرُ لَنَا فِيهِ ، فَنَأْكُلُ مِنْ رِبْحِهَا ، وَضَمَانُهَا عَلَيْهِ . قَالَتْ : فَنَعَمْ إِذًا ، فَاشْتَرَى أَدَمًا وَطَعَامًا وَاشْتَرَى بَعِيرَيْنِ وَغُلَامَيْنِ يَمْتَارَانِ عَلَيْهِمَا حَوَائِجَهُمْ ، وَفَرَّقَهَا فِي الْمَسَاكِينِ وَأَهْلِ الْحَاجَةِ ، قَالَ : فَمَا لَبِثَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : إِنَّهُ نَفَذَ كَذَا وَكَذَا ، فَلَوْ أَتَيْتَ ذَلِكَ الرَّجُلَ فَأَخَذْتَ لَنَا مِنَ الرِّبْحِ فَاشْتَرَيْتَ لَنَا مَكَانَهُ ، قَالَ : فَسَكَتَ عَنْهَا ، قَالَ : ثُمَّ عَاوَدَتْهُ ، قَالَ : فَسَكَتَ عَنْهَا حَتَّى آذَتْهُ ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ بَيْتَهُ إِلَّا مِنْ لَيْلٍ إِلَى لَيْلٍ ، قَالَ : وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ مِمَّنْ يَدْخُلُهُ بِدُخُولِهِ فَقَالَ لَهَا : مَا تَصْنَعِينَ ؟ إِنَّكِ قَدْ آذَيْتِيهِ ، وَإِنَّهُ قَدْ تَصَدَّقَ بِذَلِكَ الْمَالِ ، قَالَ : فَبَكَتْ أَسَفًا عَلَى ذَلِكَ الْمَالِ ، ثُمَّ إِنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا فَقَالَ : عَلَى رِسْلِكِ ، إِنَّهُ كَانَ لِي أَصْحَابٌ فَارَقُونِي مُنْذُ قَرِيبٍ ، مَا أُحِبُّ أَنِّي صُدِدْتُ عَنْهُمْ وَأَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَلَوْ أَنَّ خَيْرَةً مِنْ خَيْرَاتِ الْحِسَانِ اطَّلَعَتْ مِنَ السَّمَاءِ لَأَضَاءَتْ لِأَهْلِ الْأَرْضِ ، وَلَقَهَرَ ضَوْءُ وَجْهِهَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ، وَلَنَصِيفٌ تُكْسَى خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، فَلَأَنْتَ أَحْرَى فِي نَفْسِي أَنْ أَدَعَكَ لَهُنَّ مِنْ أَنْ أَدَعُهُنَّ لَكِ " قَالَ : فَسَمَحَتْ وَرَضِيتْ "

    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ، ثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَّانِيُّ ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ ، قَالَ : لَمَّا عَزَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ مُعَاوِيَةَ عَنِ الشَّامِ ، بَعَثَ سَعِيدَ بْنَ عَامِرِ بْنِ جُذَيْمٍ الْجُمَحِيَّ ، قَالَ : فَخَرَجَ مَعَهُ بِجَارِيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ نَضِيرَةِ الْوَجْهِ ، فَمَا لَبِثَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى أَصَابَتْهُ حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ ، قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَلْفِ دِينَارٍ ، قَالَ : فَدَخَلَ بِهَا عَلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ : إِنَّ عُمَرَ بَعَثَ إِلَيْنَا بِمَا تَرَيْنَ ، فَقَالَتْ : لَوْ أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ لَنَا أَدَمًا وَطَعَامًا وَادَّخَرْتَ سَائِرَهَا ؟ فَقَالَ لَهَا : أَوَلَا أَدُلُّكِ عَلَى أَفْضَلِ مِنْ ذَلِكَ ؟ نُعْطِي هَذَا الْمَالَ مَنْ يَتَّجِرُ لَنَا فِيهِ ، فَنَأْكُلُ مِنْ رِبْحِهَا ، وَضَمَانُهَا عَلَيْهِ . قَالَتْ : فَنَعَمْ إِذًا ، فَاشْتَرَى أَدَمًا وَطَعَامًا وَاشْتَرَى بَعِيرَيْنِ وَغُلَامَيْنِ يَمْتَارَانِ عَلَيْهِمَا حَوَائِجَهُمْ ، وَفَرَّقَهَا فِي الْمَسَاكِينِ وَأَهْلِ الْحَاجَةِ ، قَالَ : فَمَا لَبِثَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : إِنَّهُ نَفَذَ كَذَا وَكَذَا ، فَلَوْ أَتَيْتَ ذَلِكَ الرَّجُلَ فَأَخَذْتَ لَنَا مِنَ الرِّبْحِ فَاشْتَرَيْتَ لَنَا مَكَانَهُ ، قَالَ : فَسَكَتَ عَنْهَا ، قَالَ : ثُمَّ عَاوَدَتْهُ ، قَالَ : فَسَكَتَ عَنْهَا حَتَّى آذَتْهُ ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ بَيْتَهُ إِلَّا مِنْ لَيْلٍ إِلَى لَيْلٍ ، قَالَ : وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ مِمَّنْ يَدْخُلُهُ بِدُخُولِهِ فَقَالَ لَهَا : مَا تَصْنَعِينَ ؟ إِنَّكِ قَدْ آذَيْتِيهِ ، وَإِنَّهُ قَدْ تَصَدَّقَ بِذَلِكَ الْمَالِ ، قَالَ : فَبَكَتْ أَسَفًا عَلَى ذَلِكَ الْمَالِ ، ثُمَّ إِنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا فَقَالَ : عَلَى رِسْلِكِ ، إِنَّهُ كَانَ لِي أَصْحَابٌ فَارَقُونِي مُنْذُ قَرِيبٍ ، مَا أُحِبُّ أَنِّي صُدِدْتُ عَنْهُمْ وَأَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَلَوْ أَنَّ خَيْرَةً مِنْ خَيْرَاتِ الْحِسَانِ اطَّلَعَتْ مِنَ السَّمَاءِ لَأَضَاءَتْ لِأَهْلِ الْأَرْضِ ، وَلَقَهَرَ ضَوْءُ وَجْهِهَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ، وَلَنَصِيفٌ تُكْسَى خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، فَلَأَنْتَ أَحْرَى فِي نَفْسِي أَنْ أَدَعَكَ لَهُنَّ مِنْ أَنْ أَدَعُهُنَّ لَكِ قَالَ : فَسَمَحَتْ وَرَضِيتْ

    بجارية: الجارية : الأمة المملوكة أو الشابة من النساء
    لبث: اللبث : الإبطاء والتأخير والانتظار والإقامة
    أدما: الإدَام والأدْم : ما يُؤكَلُ مع الخُبْزِ أيّ شيء كان
    بعيرين: البعير : ما صلح للركوب والحمل من الإبل ، وذلك إذا استكمل أربع سنوات ، ويقال للجمل والناقة
    رسلك: على رسلك : تمهل ولا تعجل
    ولنصيف: النصيف : الخمار يوضع على رأس المرأة
    أحرى: أحرى : أجدر وأولى وأفضل وأقرب
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات