عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمِسْوَرِ ، أَنَّ رَجُلًا ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي مِنْ غَرَائِبِ الْعِلْمِ , قَالَ : " مَا فَعَلْتَ فِي رَأْسِ الْعِلْمِ فَتَطْلُبَ الْغَرَائِبَ ؟ " قَالَ : وَمَا رَأْسُ الْعِلْمِ ؟ قَالَ : " هَلْ عَرَفْتَ الرَّبَّ ؟ " قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : " فَمَا صَنَعْتَ فِي حَقِّهِ ؟ " قَالَ : مَا شَاءَ اللَّهُ , قَالَ : " عَرَفْتَ الْمَوْتَ ؟ " قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : " مَا أَعْدَدْتَ لَهُ ؟ " قَالَ : مَا شَاءَ اللَّهُ ، قَالَ : " انْطَلِقْ فَاحْكُمْ هَاهُنَا , ثُمَّ تَعَالَ أُعَلِّمْكَ مِنْ غَرَائِبِ الْعِلْمِ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمِسْوَرِ ، أَنَّ رَجُلًا ، أَتَى النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي مِنْ غَرَائِبِ الْعِلْمِ , قَالَ : مَا فَعَلْتَ فِي رَأْسِ الْعِلْمِ فَتَطْلُبَ الْغَرَائِبَ ؟ قَالَ : وَمَا رَأْسُ الْعِلْمِ ؟ قَالَ : هَلْ عَرَفْتَ الرَّبَّ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : فَمَا صَنَعْتَ فِي حَقِّهِ ؟ قَالَ : مَا شَاءَ اللَّهُ , قَالَ : عَرَفْتَ الْمَوْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : مَا أَعْدَدْتَ لَهُ ؟ قَالَ : مَا شَاءَ اللَّهُ ، قَالَ : انْطَلِقْ فَاحْكُمْ هَاهُنَا , ثُمَّ تَعَالَ أُعَلِّمْكَ مِنْ غَرَائِبِ الْعِلْمِ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَمَبَانِي الْمُتَصَوِّفَةِ الْمُتَحَقِّقَةُ فِي حَقَائِقِهِمْ عَلَى أَرْكَانٍ أَرْبَعَةٍ : مَعْرِفَةُ اللَّهِ تَعَالَى , وَمَعْرِفَةُ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ , وَمَعْرِفَةُ النُّفُوسِ وَشُرُورِهَا وَدَوَاعِيهَا , وَمَعْرِفَةُ وَسْوَاسِ الْعَدُوِّ وَمَكَائِدِهِ وَمَضَالِّهِ , وَمَعْرِفَةُ الدُّنْيَا وَغُرُورِهَا وَتَفْتِينَهَا وَتَلْوِينِهَا , وَكَيْفَ الِاحْتِرَازُ مِنْهَا وَالتَّجَافِي عَنْهَا , ثُمَّ أَلْزَمُوا أَنْفُسُهُمْ بَعْدَ تَوْطِئَةِ هَذِهِ الْأَبْنِيَةِ دَوَامَ الْمُجَاهَدَةِ , وَشِدَّةَ الْمُكَابَدَةِ , وَحِفْظَ الْأَوْقَاتِ , وَاغْتِنَامَ الطَّاعَاتِ , وَمُفَارَقَةَ الرَّاحَاتِ , وَالتَّلَذُّذَ بِمَا أُيِّدُوا بِهِ مِنَ الْمُطَالَعَاتِ , وَصِيَانَةَ مَا خُصُّوا بِهِ مِنَ الْكَرَامَاتِ , لَا عَنِ الْمُعَامَلَاتِ انْقَطَعُوا , وَلَا إِلَى التَّأْوِيلَاتِ رَكَنُوا , رَغِبُوا عَنِ الْعَلَائِقِ , وَرَفَضُوا الْعَوَائِقَ , وَجَعَلُوا الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا , وَمُزَايَلَةَ الْأَعْرَاضِ طَارِفًا وَتَالِدًا ، وَاقْتَدَوْا بِالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ , وَفَارَقُوا الْعُرُوضَ وَالْعِقَارَ , وَآثَرُوا الْبَذْلَ وَالْإِيثَارَ , وَهَرَبُوا بِدِينِهِمْ إِلَى الْجِبَالِ وَالْقِفَارِ احْتِرَازًا مِنْ مُوَامَقَةِ الْأَبْصَارِ أَنْ يَوْمَى إِلَيْهَا بِالْأَصَابِعِ , وَيُشَارُ لِمَا أَنِسُوا بِهِ مِنَ التُّحَفِ وَالْأَنْوَارِ , فَهُمُ الْأَتْقِيَاءُ الْأَخْفِيَاءُ , وَالْغُرَبَاءُ النُّجَبَاءُ , صَحَّتْ عَقِيدَتُهُمْ فَسَلِمَتْ سَرِيرَتُهُمْ