عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَوَاصَّ يُسْكِنُهُمُ الرَّفِيعَ مِنَ الْجِنَّانِ , كَانُوا أَعْقَلَ النَّاسِ " , قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ كَانُوا أَعْقَلَ النَّاسِ ؟ قَالَ : " كَانَتْ هِمَّتُهُمُ الْمُسَابَقَةَ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ , وَالْمُسَارَعَةَ إِلَى مَا يُرْضِيهِ , وَزَهِدُوا فِي فُضُولِ الدُّنْيَا وَرِيَاسَتِهَا وَنَعِيمِهَا , وَهَانَتْ عَلَيْهِمْ فَصَبَرُوا قَلِيلًا وَاسْتَرَاحُوا طَوِيلًا "
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، ثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ وَدَاعَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَوَاصَّ يُسْكِنُهُمُ الرَّفِيعَ مِنَ الْجِنَّانِ , كَانُوا أَعْقَلَ النَّاسِ , قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ كَانُوا أَعْقَلَ النَّاسِ ؟ قَالَ : كَانَتْ هِمَّتُهُمُ الْمُسَابَقَةَ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ , وَالْمُسَارَعَةَ إِلَى مَا يُرْضِيهِ , وَزَهِدُوا فِي فُضُولِ الدُّنْيَا وَرِيَاسَتِهَا وَنَعِيمِهَا , وَهَانَتْ عَلَيْهِمْ فَصَبَرُوا قَلِيلًا وَاسْتَرَاحُوا طَوِيلًا قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : لَقَدْ رَوَيْنَا بَعْضَ مَنَاقِبِ الْأَوْلِيَاءِ , وَمَرَاتِبِ الْأَصْفِيَاءِ , فَأَمَّا التَّصَوُّفُ فَاشْتِقَاقُهُ عِنْدَ أَهْلِ الْإِشَارَاتِ , وَالْمُنَبِّئِينَ عَنْهُ بِالْعِبَارَاتِ مِنَ الصَّفَاءِ وَالْوَفَاءِ , وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ حَيْثُ الْحَقَائِقِ الَّتِي أَوْجَبَتِ اللُّغَةُ , فَإِنَّهُ تَفَعُّلٌ مِنْ أَحَدِ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ : مِنَ الصُّوفَانَةِ , وَهِيَ بَقْلَةٌ وَغْبَاءُ قَصِيرَةٌ , أَوْ مِنْ صُوفَةَ , وَهِيَ قَبِيلَةٌ كَانَتْ فِي الدَّهْرِ الْأَوَّلِ تُجِيزُ الْحَاجَّ وَتَخْدِمُ الْكَعْبَةَ , أَوْ مِنْ صُوفَةِ الْقَفَا , وَهِيَ الشَّعَرَاتِ النَّابِتَةِ فِي مُتَأَخِّرِهِ , أَوْ مِنَ الصُّوفِ الْمَعْرُوفِ عَلَى ظُهُورِ الضَّأْنِ . وَإِنْ أُخِذَ التَّصَوُّفُ مِنَ الصُّوفَانَةِ الَّتِي هِيَ الْبَقْلَةُ فَلِاجْتِزَاءِ الْقَوْمِ بِمَا تَوَحَّدَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِصُنْعِهِ وَمَنَّ بِهِ عَلَيْهِمْ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ بِخَلْقِهِ , فَاكْتَفَوْا بِهِ عَمَّا فِيهِ لِلْآدَمِيِّينَ , صُنْعٌ كَاكْتِفَاءِ الْبَرَرَةِ الطَّاهِرِينَ مِنْ جُلَّةِ الْمُهَاجِرِينَ فِي مَبَادِئِ إِقْبَالِهِمْ وَأَوَّلِ أَحْوَالِهِمْ . وَهُوَ مَا