Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/production/pages/hadith.php on line 215

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/production/pages/hadith.php on line 215
أرشيف الإسلام - موسوعة الحديث - حديث () - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حديث رقم: 24
  • 1855
  • حَدَّثَنَا أَبُو الْفَيْضِ ذُو النُّونِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمِصْرِيُّ ، قَالَ : " إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَصَفْوَةً مِنْ خَلْقِهِ , وَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَخِيَرَةً , فَقِيلَ لَهُ : يَا أَبَا الْفَيْضِ فَمَا عَلَامَتُهُمْ ؟ قَالَ : " إِذَا خَلَعَ الْعَبْدُ الرَّاحَةَ , وَأَعْطَى الْمَجْهُودَ فِي الطَّاعَةِ , وَأَحَبَّ سُقُوطَ الْمَنْزِلَةِ . ثُمَّ قَالَ : {
    }
    مَنَعَ الْقُرَانُ بِوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ {
    }
    مُقَلَ الْعُيُونِ بِلَيْلِهَا أَنْ تَهْجَعَا {
    }
    {
    }
    فَهِمُوا عَنِ الْمَلِكِ الْكَرِيمِ كَلَامَهُ {
    }
    فَهْمًا تَذِلُّ لَهُ الرِّقَابُ وَتَخْضَعَا {
    }
    وَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ فِي الْمَجْلِسِ حَاضِرًا : يَا أَبَا الْفَيْضِ مَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ؟ فَقَالَ : " وَيْحَكَ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ جَعَلُوا الرُّكَبَ لِجِبَاهِهِمْ وِسَادًا , وَالتُّرَابَ لِجُنُوبِهِمْ مِهَادًا , هَؤُلَاءِ قَوْمٌ خَالَطَ الْقُرْآنُ لُحُومَهُمْ وَدِمَاءَهُمْ فَعَزَلَهُمْ عَنِ الْأَزْوَاجِ ، وَحَرَّكَهُمْ بِالْإِدْلَاجِ فَوَضَعُوهُ عَلَى أَفْئِدَتِهِمْ فَانْفَرَجَتْ , وَضَمُّوهُ إِلَى صُدُورِهِمْ فَانْشَرَحَتْ , وَتَصَدَّعَتْ هِمَمُهُمْ بِهِ فَكَدَحَتْ , فَجَعَلُوهُ لِظُلْمَتِهِمْ سِرَاجًا , وَلِنَوْمِهِمْ مِهَادًا , وَلِسَبِيلِهِمْ مِنْهَاجًا , وَلِحُجَّتِهِمْ إِفْلَاجًا , يَفْرَحُ النَّاسُ وَيَحْزَنُونَ , وَيَنَامُ النَّاسُ وَيَسْهَرُونَ , وَيُفْطِرُ النَّاسُ وَيَصُومُونَ , وَيَأْمَنُ النَّاسُ وَيَخَافُونَ , فَهُمْ خَائِفُونَ , حَذِرُونَ , وَجِلُونَ , مُشْفِقُونَ , مُشَمِّرُونَ , يُبَادِرُونَ مِنَ الْفَوْتِ , وَيَسْتَعِدُّونَ لِلْمَوْتِ , لَمْ يَتَصَغَّرْ جَسِيمُ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ لِعِظَمِ مَا يَخَافُونَ مِنَ الْعَذَابِ , وَخَطَرِ مَا يُوعَدُونَ مِنَ الثَّوَابِ , دَرَجُوا عَلَى شَرَائِعِ الْقُرْآنِ , وَتَخَلَّصُوا بِخَالِصِ الْقُرْبَانِ , وَاسْتَنَارُوا بِنُورِ الرَّحْمَنِ , فَمَا لَبِثُوا أَنْ أَنْجَزَ لَهُمُ الْقُرْآنُ مَوْعُودَهُ , وَأَوْفَى لَهُمْ عُهُودَهُمْ , وَأَحَلَّهُمْ سُعُودَهُ , وَأَجَارَهُمْ وَعِيدَهُ , فَنَالُوا بِهِ الرَّغَائِبَ , وَعَانَقُوا بِهِ الْكَوَاعِبَ , وَأَمِنُوا بِهِ الْعَوَاطِبَ , وَحَذِرُوا بِهِ الْعَوَاقِبَ , لِأَنَّهُمْ فَارَقُوا بَهْجَةَ الدُّنْيَا بِعَيْنٍ قَالِيَةٍ , وَنَظَرُوا إِلَى ثَوَابِ الْآخِرَةِ بِعَيْنٍ رَاضِيَةٍ , وَاشْتَرَوُا الْبَاقِيَةَ بِالْفَانِيَةِ , فَنِعْمَ مَا اتَّجَرُوا رَبِحُوا الدَّارَيْنِ , وَجَمَعُوا الْخَيْرَيْنِ , وَاسْتَكْمَلُوا الْفَضْلَيْنِ , بَلَغُوا أَفْضَلَ الْمَنَازِلَ بِصَبْرِ أَيَّامٍ قَلَائِلَ , قَطَعُوا الْأَيَّامَ بِالْيَسِيرِ ، حِذَارَ يَوْمٍ قَمْطَرِيرٍ , وَسَارَعُوا فِي الْمُهْلَةِ , وَبَادَرُوا خَوْفَ حَوَادِثِ السَّاعَاتِ , وَلَمْ يَرْكَبُوا أَيَّامَهُمْ بِاللَّهْوِ وَاللَّذَّاتِ , بَلْ خَاضُوا الْغَمَرَاتِ لِلْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ , أَوْهَنَ وَاللَّهِ قُوَّتَهُمُ التَّعَبُ , وَغَيَّرَ أَلْوَانَهُمُ النَّصَبُ , وَذَكَرُوا نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ , مُسَارِعِينَ إِلَى الْخَيْرَاتِ , مُنْقَطِعِينَ عَنِ اللَّهَوَاتِ ، بَرِيئُونَ مِنَ الرِّيَبِ وَالْخَنَا , فَهُمْ خُرْسٌ فُصَحَاءُ , وَعُمْيٌ بُصَرَاءُ , فَعَنْهُمْ تَقْصُرُ الصِّفَاتُ , وَبِهِمْ تُدْفَعُ النَّقَمَاتُ , وَعَلَيْهِمْ تَنْزِلُ الْبَرَكَاتُ , فَهُمْ أَحْلَى النَّاسِ مَنْطِقًا وَمَذَاقًا , وَأَوْفَى النَّاسِ عَهْدًا وَمِيثَاقًا , سِرَاجُ الْعِبَادِ , وَمَنَارُ الْبِلَادِ , مَصَابِيحُ الدُّجَى , وَمَعَادِنُ الرَّحْمَةِ , وَمَنَابِعُ الْحِكْمَةِ , وَقَوَامُ الْأُمَّةِ , تَجَافَتْ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ , فَهُمْ أَقْبَلُ النَّاسِ لِلْمَعْذِرَةِ , وَأَصْفَحَهُمْ لِلْمَغْفِرَةِ , وَأَسْمَحَهُمْ بِالْعَطِيَّةِ , فَنَظَرُوا إِلَى ثَوَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِأَنْفُسٍ تَائِقَةٍ , وَعُيُونٍ رَامِقَةٍ , وَأَعْمَالٍ مُوَافِقَةٍ , فَحَلُّوا عَنِ الدُّنْيَا مَطِيِّ رِحَالِهِمْ , وَقَطَعُوا مِنْهَا حِبَالَ آمَالِهِمْ , لَمْ يَدَعْ لَهُمْ خَوْفُ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَمْوَالِهِمْ تَلِيدًا وَلَا عَتِيدًا , فَتَرَاهُمْ لَمْ يَشْتَهُوا مِنَ الْأَمْوَالِ كُنُوزَهَا , وَلَا مِنَ الْأَوْبَارِ خُزُوزَهَا , وَلَا مِنَ الْمَطَاءِ عَزِيزَهَا , وَلَا مِنَ الْقُصُورِ مَشِيدَهَا , بَلَى وَلَكِنَّهُمْ نَظَرُوا بِتَوْفِيقِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُمْ وَإِلْهَامِهِ إِيَّاهُمْ , فَحَرَّكَهُمْ مَا عَرَفُوا بِصَبْرِ أَيَّامٍ قَلَائِلَ , فَضَمُّوا أَبْدَانَهُمْ عَنِ الْمَحَارِمِ , وَكَفُّوا أَيْدِيَهُمْ عَنْ أَلْوَانِ الْمَطَاعِمِ ، وَهَرَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنِ الْمَآثِمِ ، فَسَلَكُوا مِنَ السَّبِيلِ رَشَادَهُ , وَمَهَّدُوا لِلرَّشَادِ مِهَادَهُ , فَشَارَكُوا أَهْلَ الدُّنْيَا فِي آخِرَتِهِمْ , عَزُّوا عَنِ الرَّزَايَا وَغُصَصِ الْمَنَايَا , هَابُوا الْمَوْتَ وَسَكَرَاتِهِ وَكُرْبَاتِهِ وَفَجَعَاتِهِ , وَمِنَ الْقَبْرِ وَضِيقِهِ , وَمُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ , وَمِنِ ابْتِدَارِهِمَا وَانْتِهَارِهِمَا وَسُؤَالِهِمَا , وَمِنَ الْمَقَامِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ , وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ "

    حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَصْقَلَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَيْضِ ذُو النُّونِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمِصْرِيُّ ، قَالَ : إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَصَفْوَةً مِنْ خَلْقِهِ , وَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَخِيَرَةً , فَقِيلَ لَهُ : يَا أَبَا الْفَيْضِ فَمَا عَلَامَتُهُمْ ؟ قَالَ : إِذَا خَلَعَ الْعَبْدُ الرَّاحَةَ , وَأَعْطَى الْمَجْهُودَ فِي الطَّاعَةِ , وَأَحَبَّ سُقُوطَ الْمَنْزِلَةِ . ثُمَّ قَالَ : مَنَعَ الْقُرَانُ بِوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ مُقَلَ الْعُيُونِ بِلَيْلِهَا أَنْ تَهْجَعَا فَهِمُوا عَنِ الْمَلِكِ الْكَرِيمِ كَلَامَهُ فَهْمًا تَذِلُّ لَهُ الرِّقَابُ وَتَخْضَعَا وَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ فِي الْمَجْلِسِ حَاضِرًا : يَا أَبَا الْفَيْضِ مَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ؟ فَقَالَ : وَيْحَكَ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ جَعَلُوا الرُّكَبَ لِجِبَاهِهِمْ وِسَادًا , وَالتُّرَابَ لِجُنُوبِهِمْ مِهَادًا , هَؤُلَاءِ قَوْمٌ خَالَطَ الْقُرْآنُ لُحُومَهُمْ وَدِمَاءَهُمْ فَعَزَلَهُمْ عَنِ الْأَزْوَاجِ ، وَحَرَّكَهُمْ بِالْإِدْلَاجِ فَوَضَعُوهُ عَلَى أَفْئِدَتِهِمْ فَانْفَرَجَتْ , وَضَمُّوهُ إِلَى صُدُورِهِمْ فَانْشَرَحَتْ , وَتَصَدَّعَتْ هِمَمُهُمْ بِهِ فَكَدَحَتْ , فَجَعَلُوهُ لِظُلْمَتِهِمْ سِرَاجًا , وَلِنَوْمِهِمْ مِهَادًا , وَلِسَبِيلِهِمْ مِنْهَاجًا , وَلِحُجَّتِهِمْ إِفْلَاجًا , يَفْرَحُ النَّاسُ وَيَحْزَنُونَ , وَيَنَامُ النَّاسُ وَيَسْهَرُونَ , وَيُفْطِرُ النَّاسُ وَيَصُومُونَ , وَيَأْمَنُ النَّاسُ وَيَخَافُونَ , فَهُمْ خَائِفُونَ , حَذِرُونَ , وَجِلُونَ , مُشْفِقُونَ , مُشَمِّرُونَ , يُبَادِرُونَ مِنَ الْفَوْتِ , وَيَسْتَعِدُّونَ لِلْمَوْتِ , لَمْ يَتَصَغَّرْ جَسِيمُ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ لِعِظَمِ مَا يَخَافُونَ مِنَ الْعَذَابِ , وَخَطَرِ مَا يُوعَدُونَ مِنَ الثَّوَابِ , دَرَجُوا عَلَى شَرَائِعِ الْقُرْآنِ , وَتَخَلَّصُوا بِخَالِصِ الْقُرْبَانِ , وَاسْتَنَارُوا بِنُورِ الرَّحْمَنِ , فَمَا لَبِثُوا أَنْ أَنْجَزَ لَهُمُ الْقُرْآنُ مَوْعُودَهُ , وَأَوْفَى لَهُمْ عُهُودَهُمْ , وَأَحَلَّهُمْ سُعُودَهُ , وَأَجَارَهُمْ وَعِيدَهُ , فَنَالُوا بِهِ الرَّغَائِبَ , وَعَانَقُوا بِهِ الْكَوَاعِبَ , وَأَمِنُوا بِهِ الْعَوَاطِبَ , وَحَذِرُوا بِهِ الْعَوَاقِبَ , لِأَنَّهُمْ فَارَقُوا بَهْجَةَ الدُّنْيَا بِعَيْنٍ قَالِيَةٍ , وَنَظَرُوا إِلَى ثَوَابِ الْآخِرَةِ بِعَيْنٍ رَاضِيَةٍ , وَاشْتَرَوُا الْبَاقِيَةَ بِالْفَانِيَةِ , فَنِعْمَ مَا اتَّجَرُوا رَبِحُوا الدَّارَيْنِ , وَجَمَعُوا الْخَيْرَيْنِ , وَاسْتَكْمَلُوا الْفَضْلَيْنِ , بَلَغُوا أَفْضَلَ الْمَنَازِلَ بِصَبْرِ أَيَّامٍ قَلَائِلَ , قَطَعُوا الْأَيَّامَ بِالْيَسِيرِ ، حِذَارَ يَوْمٍ قَمْطَرِيرٍ , وَسَارَعُوا فِي الْمُهْلَةِ , وَبَادَرُوا خَوْفَ حَوَادِثِ السَّاعَاتِ , وَلَمْ يَرْكَبُوا أَيَّامَهُمْ بِاللَّهْوِ وَاللَّذَّاتِ , بَلْ خَاضُوا الْغَمَرَاتِ لِلْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ , أَوْهَنَ وَاللَّهِ قُوَّتَهُمُ التَّعَبُ , وَغَيَّرَ أَلْوَانَهُمُ النَّصَبُ , وَذَكَرُوا نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ , مُسَارِعِينَ إِلَى الْخَيْرَاتِ , مُنْقَطِعِينَ عَنِ اللَّهَوَاتِ ، بَرِيئُونَ مِنَ الرِّيَبِ وَالْخَنَا , فَهُمْ خُرْسٌ فُصَحَاءُ , وَعُمْيٌ بُصَرَاءُ , فَعَنْهُمْ تَقْصُرُ الصِّفَاتُ , وَبِهِمْ تُدْفَعُ النَّقَمَاتُ , وَعَلَيْهِمْ تَنْزِلُ الْبَرَكَاتُ , فَهُمْ أَحْلَى النَّاسِ مَنْطِقًا وَمَذَاقًا , وَأَوْفَى النَّاسِ عَهْدًا وَمِيثَاقًا , سِرَاجُ الْعِبَادِ , وَمَنَارُ الْبِلَادِ , مَصَابِيحُ الدُّجَى , وَمَعَادِنُ الرَّحْمَةِ , وَمَنَابِعُ الْحِكْمَةِ , وَقَوَامُ الْأُمَّةِ , تَجَافَتْ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ , فَهُمْ أَقْبَلُ النَّاسِ لِلْمَعْذِرَةِ , وَأَصْفَحَهُمْ لِلْمَغْفِرَةِ , وَأَسْمَحَهُمْ بِالْعَطِيَّةِ , فَنَظَرُوا إِلَى ثَوَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِأَنْفُسٍ تَائِقَةٍ , وَعُيُونٍ رَامِقَةٍ , وَأَعْمَالٍ مُوَافِقَةٍ , فَحَلُّوا عَنِ الدُّنْيَا مَطِيِّ رِحَالِهِمْ , وَقَطَعُوا مِنْهَا حِبَالَ آمَالِهِمْ , لَمْ يَدَعْ لَهُمْ خَوْفُ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَمْوَالِهِمْ تَلِيدًا وَلَا عَتِيدًا , فَتَرَاهُمْ لَمْ يَشْتَهُوا مِنَ الْأَمْوَالِ كُنُوزَهَا , وَلَا مِنَ الْأَوْبَارِ خُزُوزَهَا , وَلَا مِنَ الْمَطَاءِ عَزِيزَهَا , وَلَا مِنَ الْقُصُورِ مَشِيدَهَا , بَلَى وَلَكِنَّهُمْ نَظَرُوا بِتَوْفِيقِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُمْ وَإِلْهَامِهِ إِيَّاهُمْ , فَحَرَّكَهُمْ مَا عَرَفُوا بِصَبْرِ أَيَّامٍ قَلَائِلَ , فَضَمُّوا أَبْدَانَهُمْ عَنِ الْمَحَارِمِ , وَكَفُّوا أَيْدِيَهُمْ عَنْ أَلْوَانِ الْمَطَاعِمِ ، وَهَرَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنِ الْمَآثِمِ ، فَسَلَكُوا مِنَ السَّبِيلِ رَشَادَهُ , وَمَهَّدُوا لِلرَّشَادِ مِهَادَهُ , فَشَارَكُوا أَهْلَ الدُّنْيَا فِي آخِرَتِهِمْ , عَزُّوا عَنِ الرَّزَايَا وَغُصَصِ الْمَنَايَا , هَابُوا الْمَوْتَ وَسَكَرَاتِهِ وَكُرْبَاتِهِ وَفَجَعَاتِهِ , وَمِنَ الْقَبْرِ وَضِيقِهِ , وَمُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ , وَمِنِ ابْتِدَارِهِمَا وَانْتِهَارِهِمَا وَسُؤَالِهِمَا , وَمِنَ الْمَقَامِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ , وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو نُعَيْمٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَهُمْ مَصَابِيحُ الدُّجَى , وَيَنَابِيعُ الرُّشْدِ وَالْحِجَى , خُصُّوا بِخَفِيِّ الِاخْتِصَاصِ , وَنُقُّوا مِنَ التَّصَنُّعِ بِالْإِخْلَاصِ

    سراجا: السراج : المصباح
    مشفقون: المشفق : الخائف
    مشمرون: مشمرون : مستعدون
    جسيم: الجسيم : العظيم الجسم
    قمطرير: القمطرير : الشديد
    سراج: السراج : المصباح
    مطي: المطايا : جمع مطية وهي الدابة التي يركب مطاها أي ظهرها ، أو هي التي تمط في سيرها أي تمدُّ
    ابتدارهما: ابتدر الشيءَ وله وإليه : عجل إليه واستبق وسارع
    وانتهارهما: الانتهار : الزجر والنهي والتعنيف
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات