: " بَعَثَنِي الزُّبَيْرُ إِلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ ، وَهُوَ عَلَى كُرْسِيٍّ ، وَعِنْدَهُ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ مَرَاكِنُ مَمْلُؤَةٌ مِنْ مَاءٍ ، وَرِبَاطٌ مَطْرُوحَةٌ ، فَقُلْتُ : بَعَثَنِي إِلَيْكَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ ، وَهُوَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ : " إِنِّي عَلَى طَاعَةٍ ، لَمْ أُبَدِّلْ وَلَمْ أَنْكُثْ ، فَإِنْ شِئْتَ دَخَلْتُ الدَّارَ مَعَكَ ، وَكُنْتُ رَجُلًا مَعَكَ ، وَإِنْ شِئْتَ أَقَمْتُ ، وَإِنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَعَدُونِي أَنْ يُصْبِحُوا عَلَى بَابِي ، ثُمَّ يَمْضُوا عَلَى مَا آمُرُهُمْ بِهِ " . فَلَمَّا سَمِعَ الرِّسَالَةَ قَالَ : " اللَّهُ أَكْبَرُ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَصَمَ أَخِي ، أَقْرِئْهُ السَّلَامَ وَقُلْ : إِنْ تَدْخُلِ الدَّارَ لَا تَكُنْ إِلَّا رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ ، وَمَكَانُكَ أَحَبُّ إِلَيَّ ، وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَدْفَعَ بِكَ عَنِّي " . فَلَمَّا سَمِعَ الرِّسَالَةَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَامَ ، فَقَالَ : " أَلَا أُخْبِرُكُمْ مَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : " بَلَى يَا أَبَا هُرَيْرَةَ . قَالَ : أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " تَكُونُ مِنْ بَعْدِي أُمُورٌ " . فَقُلْنَا : أَيْنَ الْمَنْجَا مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " إِلَى الْأَمِيرِ وَحِزْبِهِ " . وَأَشَارَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَقَامَ النَّاسُ فَقَالُوا : قَدْ أَمْكَنَّا الْبَصَائِرَ ، فَأْذَنْ لَنَا فِي الْجِهَادِ . قَالَ عُثْمَانُ : إِنِّي أَعْزِمُ ، أَوْ كَلِمَةً ، عَلَى مَنْ كَانَ لِي عَلَيْهِ طَاعَةٌ أَلَّا يُقَاتِلَ
أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ ، قَالَ : نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ وَهُوَ جَدُّ مُوسَى إِلَى أُمِّهِ ، قَالَ : بَعَثَنِي الزُّبَيْرُ إِلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ ، وَهُوَ عَلَى كُرْسِيٍّ ، وَعِنْدَهُ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ مَرَاكِنُ مَمْلُؤَةٌ مِنْ مَاءٍ ، وَرِبَاطٌ مَطْرُوحَةٌ ، فَقُلْتُ : بَعَثَنِي إِلَيْكَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ ، وَهُوَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ : إِنِّي عَلَى طَاعَةٍ ، لَمْ أُبَدِّلْ وَلَمْ أَنْكُثْ ، فَإِنْ شِئْتَ دَخَلْتُ الدَّارَ مَعَكَ ، وَكُنْتُ رَجُلًا مَعَكَ ، وَإِنْ شِئْتَ أَقَمْتُ ، وَإِنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَعَدُونِي أَنْ يُصْبِحُوا عَلَى بَابِي ، ثُمَّ يَمْضُوا عَلَى مَا آمُرُهُمْ بِهِ . فَلَمَّا سَمِعَ الرِّسَالَةَ قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَصَمَ أَخِي ، أَقْرِئْهُ السَّلَامَ وَقُلْ : إِنْ تَدْخُلِ الدَّارَ لَا تَكُنْ إِلَّا رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ ، وَمَكَانُكَ أَحَبُّ إِلَيَّ ، وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَدْفَعَ بِكَ عَنِّي . فَلَمَّا سَمِعَ الرِّسَالَةَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَامَ ، فَقَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ مَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : بَلَى يَا أَبَا هُرَيْرَةَ . قَالَ : أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : تَكُونُ مِنْ بَعْدِي أُمُورٌ . فَقُلْنَا : أَيْنَ الْمَنْجَا مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : إِلَى الْأَمِيرِ وَحِزْبِهِ . وَأَشَارَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَقَامَ النَّاسُ فَقَالُوا : قَدْ أَمْكَنَّا الْبَصَائِرَ ، فَأْذَنْ لَنَا فِي الْجِهَادِ . قَالَ عُثْمَانُ : إِنِّي أَعْزِمُ ، أَوْ كَلِمَةً ، عَلَى مَنْ كَانَ لِي عَلَيْهِ طَاعَةٌ أَلَّا يُقَاتِلَ