أَبُو هُرَيْرَةَ قَامَ فَقَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ : أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " تَكُونُ بَعْدِي فِتَنٌ وَأُمُورٌ وَأَحْدَاثٌ " ، قُلْنَا : فَأَيْنَ الْمَنْجَا مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " إِلَى الْأَمِينِ وَحِزْبِهِ " وَأَشَارَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَقَامَ النَّاسُ فَقَالُوا : قَدْ أَمْكَتْنَا الْبَصَائِرُ ، فَائْذَنْ لَنَا فِي الْجِهَادِ ، فَقَالَ عُثْمَانُ : عَزَمْتُ عَلَى مَنْ كَانَتْ لِي عَلَيْهِ طَاعَةٌ أَلَّا يُقَاتِلَ ، قَالَ : فَبَادَرَ الَّذِينَ قَتَلُوا عُثْمَانَ مِيعَادَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، فَقَتَلُوهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ ، وَهُوَ جَدُّ مُوسَى أَبُو أُمِّهِ ، قَالَ : بَعَثَنِي الزُّبَيْرُ إِلَى عُثْمَانَ ، وَهُوَ مَحْصُورٌ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ ، وَهُوَ عَلَى فُرُشِ ذِي ظَهْرٍ ، وَعِنْدَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ مَرَاكِنُ مَاءٍ مَمْلُوءَةٌ ، وَرِيَاطٌ مُطْرَحَةٌ ، فَقُلْتُ : بَعَثَنِي إِلَيْكَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ : إِنِّي عَلَى طَاعَتِكَ لَمْ أُبَدِّلْ وَلَمْ أَنْكُثْ ، فَإِنْ شِئْتَ دَخَلْتُ الدَّارَ مَعَكَ ، فَكُنْتُ رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ ، وَإِنْ شِئْتَ أَقَمْتُ ، وَإِنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَعَدُونِي أَنْ يُصْبِحُوا عَلَى بَابِي ، ثُمَّ يَمْضُوا لِمَا آمُرُهُمْ بِهِ ، فَلَمَّا سَمِعَ الرِّسَالَةَ قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَصَمَ أَخِي ، أَقْرِئْهُ السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ أَنْ يَدْخُلَ الدَّارَ لَا يَكُونُ إِلَّا رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ ، فَمَكَانُكَ أَحَبُّ إِلَيَّ ، وَعَسَى أَنْ يَدْفَعَ اللَّهُ بِكَ عَنِّي ، فَلَمَّا سَمِعَ الرِّسَالَةَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَامَ فَقَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ : أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : تَكُونُ بَعْدِي فِتَنٌ وَأُمُورٌ وَأَحْدَاثٌ ، قُلْنَا : فَأَيْنَ الْمَنْجَا مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : إِلَى الْأَمِينِ وَحِزْبِهِ وَأَشَارَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَقَامَ النَّاسُ فَقَالُوا : قَدْ أَمْكَتْنَا الْبَصَائِرُ ، فَائْذَنْ لَنَا فِي الْجِهَادِ ، فَقَالَ عُثْمَانُ : عَزَمْتُ عَلَى مَنْ كَانَتْ لِي عَلَيْهِ طَاعَةٌ أَلَّا يُقَاتِلَ ، قَالَ : فَبَادَرَ الَّذِينَ قَتَلُوا عُثْمَانَ مِيعَادَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، فَقَتَلُوهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .