عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ " ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا أَبُو زَرْعٍ ، وَأُمُّ زَرْعٍ ؟ ، قَالَ : " اجْتَمَعْنَ عَشْرُ نِسْوَةٍ فَأَقْسَمْنَ لَيَصْدُقْنَ عَنْ أَزْوَاجِهِنَّ ، فَقَالَتْ إِحْدَاهُنُّ : لَا أُخْبِرُ خَبَرَهُ أَخْشَى أَنْ لَا أَذَرَهُ . قَالَتِ الْأُخْرَى : هُوَ الْعَشَنَّقُ إِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ وَإِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ . قَالَتِ الْأُخْرَى : هُوَ لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ عَلَى جَبَلٍ لَا سَمِينٍ فَيُرْتَقَى إِلَيْهِ وَلَا سَهْلٍ فَيُنْتَقَلُ . قَالَتِ الْأُخْرَى : هُوَ إِذَا أَكَلَ لَفَّ ، وَإِذَا شَرِبَ اشْتَفَّ ، وَلَا يَدْخُلُ الْكَفَّ فَيَخْرُجُ الْبَثَّ . قَالَتِ الْأُخْرَى : هُوَ لَيْلُ تِهَامَةَ لَا حَرٌّ ، وَلَا قَرٌّ ، وَلَا مَخَافَةَ . قَالَتِ الْأُخْرَى : هُوَ إِذَا دَخَلَ فَهِدَ ، وَإِذَا خَرَجَ أَسِدَ ، وَلَا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ . قَالَتِ الْأُخْرَى : الرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ ، وَالْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ ، وَإِنَّمَا أَغْلِبُهُ وَالنَّاسَ يَغْلِبُ . قَالَتِ الْأُخْرَى : هُوَ طَوِيلُ الزِّنَادِ ، رُفَيْعُ الْعِمَادِ ، عَظِيمُ الرَّمَادِ ، قَرِيبُ الْبَيْتِ مِنَ النَّادِ . قَالَتِ الْأُخْرَى : هُوَ مَالِكٌ وَمَا مَالِكٌ ؟ لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ الْمَسَالِكِ ، قَلِيلَاتُ الْمَبَارِكِ ، إِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمِزْمَارِ أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ . قَالَتِ الْأُخْرَى : هُوَ أَبُو زَرْعٍ وَمَا أَبُو زَرْعٍ ؟ صَاحِبُ نَعَمٍ وَزَرْعٍ ، آنَسَنِي فَآنَسَتْ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ ، وَمِنْ شَحْمٍ عَضُدِيَّ ، وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي ، فَعِنْدَهُ أَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ وَأَشْرَبُ فَأَتَقَمَّحُ وَأَقُولُ فَلَا أُقَبَّحُ ، أَخَذَنِي مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ بِشِقٍّ فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ . ابْنُ أَبِي زَرْعٍ وَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ ؟ مَرْقَدُهُ كَالشَّطْبَةِ ، وَيَكْفِيهِ ذِرَاعُ الْقَصَبَةِ . بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ وَمَا بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ ؟ مِلْءُ كِسَائِهَا وَعَطْفُ رِدَائِهَا ، وَقُرَّةُ عَيْنٍ لِأَبِيهَا وَأُمِّهَا ، وَزَيْنٌ لِأَهْلِهَا ، وَغَيْرُ مُجَازٍ بِهَا . خَادِمُ أَبِي زَرْعٍ وَمَا خَادِمُ أَبِي زَرْعٍ ؟ لَا تَفْشِي حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا ، وَلَا تُفْسِدُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا . فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِي أَبُو زَرْعٍ وَالْأَوْطَابُ تُمْخَضُ فَرَأَى امْرَأَةً مَعَهَا ابْنَانِ لَهَا كَالْفَهْدَيْنِ يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ ، فَنَكَحَهَا وَطَلَّقَنِي ، فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ شَابًّا سَرِيًّا ، فَخَرَجَ شَحِيًّا وَأَخَذَ خَطِّيًّا فَسَاقَ نَعَمًا ثَرِيًّا ، وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ سَائِمَةٍ زَوْجًا ، وَقَالَ مِيرِي أَهْلَكِ يَا أُمَّ زَرْعٍ ، فَقُلْتُ : لَوْ كَانَ هَذَا أَجْمَعُ فِي وِعَاءٍ مِنْ أَوْعِيَةِ أَبِي زَرْعٍ لَمْ تَمْلِهِ . قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ خَيْرٌ لِي مِنْ أَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ ، ح وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَا : ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، ثنا رَيْحَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا أَبُو زَرْعٍ ، وَأُمُّ زَرْعٍ ؟ ، قَالَ : اجْتَمَعْنَ عَشْرُ نِسْوَةٍ فَأَقْسَمْنَ لَيَصْدُقْنَ عَنْ أَزْوَاجِهِنَّ ، فَقَالَتْ إِحْدَاهُنُّ : لَا أُخْبِرُ خَبَرَهُ أَخْشَى أَنْ لَا أَذَرَهُ . قَالَتِ الْأُخْرَى : هُوَ الْعَشَنَّقُ إِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ وَإِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ . قَالَتِ الْأُخْرَى : هُوَ لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ عَلَى جَبَلٍ لَا سَمِينٍ فَيُرْتَقَى إِلَيْهِ وَلَا سَهْلٍ فَيُنْتَقَلُ . قَالَتِ الْأُخْرَى : هُوَ إِذَا أَكَلَ لَفَّ ، وَإِذَا شَرِبَ اشْتَفَّ ، وَلَا يَدْخُلُ الْكَفَّ فَيَخْرُجُ الْبَثَّ . قَالَتِ الْأُخْرَى : هُوَ لَيْلُ تِهَامَةَ لَا حَرٌّ ، وَلَا قَرٌّ ، وَلَا مَخَافَةَ . قَالَتِ الْأُخْرَى : هُوَ إِذَا دَخَلَ فَهِدَ ، وَإِذَا خَرَجَ أَسِدَ ، وَلَا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ . قَالَتِ الْأُخْرَى : الرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ ، وَالْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ ، وَإِنَّمَا أَغْلِبُهُ وَالنَّاسَ يَغْلِبُ . قَالَتِ الْأُخْرَى : هُوَ طَوِيلُ الزِّنَادِ ، رُفَيْعُ الْعِمَادِ ، عَظِيمُ الرَّمَادِ ، قَرِيبُ الْبَيْتِ مِنَ النَّادِ . قَالَتِ الْأُخْرَى : هُوَ مَالِكٌ وَمَا مَالِكٌ ؟ لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ الْمَسَالِكِ ، قَلِيلَاتُ الْمَبَارِكِ ، إِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمِزْمَارِ أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ . قَالَتِ الْأُخْرَى : هُوَ أَبُو زَرْعٍ وَمَا أَبُو زَرْعٍ ؟ صَاحِبُ نَعَمٍ وَزَرْعٍ ، آنَسَنِي فَآنَسَتْ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ ، وَمِنْ شَحْمٍ عَضُدِيَّ ، وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي ، فَعِنْدَهُ أَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ وَأَشْرَبُ فَأَتَقَمَّحُ وَأَقُولُ فَلَا أُقَبَّحُ ، أَخَذَنِي مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ بِشِقٍّ فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ . ابْنُ أَبِي زَرْعٍ وَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ ؟ مَرْقَدُهُ كَالشَّطْبَةِ ، وَيَكْفِيهِ ذِرَاعُ الْقَصَبَةِ . بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ وَمَا بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ ؟ مِلْءُ كِسَائِهَا وَعَطْفُ رِدَائِهَا ، وَقُرَّةُ عَيْنٍ لِأَبِيهَا وَأُمِّهَا ، وَزَيْنٌ لِأَهْلِهَا ، وَغَيْرُ مُجَازٍ بِهَا . خَادِمُ أَبِي زَرْعٍ وَمَا خَادِمُ أَبِي زَرْعٍ ؟ لَا تَفْشِي حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا ، وَلَا تُفْسِدُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا . فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِي أَبُو زَرْعٍ وَالْأَوْطَابُ تُمْخَضُ فَرَأَى امْرَأَةً مَعَهَا ابْنَانِ لَهَا كَالْفَهْدَيْنِ يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ ، فَنَكَحَهَا وَطَلَّقَنِي ، فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ شَابًّا سَرِيًّا ، فَخَرَجَ شَحِيًّا وَأَخَذَ خَطِّيًّا فَسَاقَ نَعَمًا ثَرِيًّا ، وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ سَائِمَةٍ زَوْجًا ، وَقَالَ مِيرِي أَهْلَكِ يَا أُمَّ زَرْعٍ ، فَقُلْتُ : لَوْ كَانَ هَذَا أَجْمَعُ فِي وِعَاءٍ مِنْ أَوْعِيَةِ أَبِي زَرْعٍ لَمْ تَمْلِهِ . قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ خَيْرٌ لِي مِنْ أَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ