كُنَّا عِنْدَ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ فَرَكِبْتُ يَوْمًا إِلَى الْحَجَّاجِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو غَادِيَةَ الْجُهَنِيُّ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : قُومُوا إِلَيْهِ فَأَنْزَلُوهُ فَقُولُوا : الْآنَ تَرْجِعُ فَخَرَجْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا لَهُ : الْآنَ تَرْجِعُ فَنَزَلَ فَدَخَلَ عَبْدُ الْأَعْلَى فَاسْتَسْقَى فَأُتِيَ بِمَاءٍ فِي قَدَحِ زُجَاجٍ فَأَبَى أَنْ يَشْرَبَ فِي الزُّجَاجِ ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ فِي قَدَحِ نُضَارٍ فَشَرِبَ ، فَقَالَ : بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَرُدُّ عَلَى أَهْلِي الْمَالَ ، فَقَالَ رَاشِدُ بْنُ أَبْيَضَ وَكَانَ مَعِي عِنْدَ عَبْدِ الْأَعْلَى : أَبِيَمِينِكَ هَذِهِ ؟ فَانْتَهَرَهُ عَبْدُ الْأَعْلَى ، وَقَالَ : اقْتَسَمَا لَهُ قَالَ : وَشَهِدْتُ خُطْبَتَهُ يَوْمَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ يَقُولُ : " إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَلَا لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ أُحِيطَ بِعُثْمَانَ سَمِعْتُ رَجُلًا وَهُوَ يَقُولُ : " أَلَا لَا تَقْتُلْ هَذَا ؟ " فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ عَمَّارٌ فَلَوْلَا مَنْ كَانَ خَلْفَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ لَوَطَّنْتُ بَطْنَهُ فَقُلْتُ : " اللَّهُمَّ إِنْ تَشَأْ أَنْ يُلْقِينِيهِ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ إِذَا أَنَا بِرَجُلِ شَرٍّ يَقُودُ كَتِيبَةً رَاجِلًا فَنَظَرْتُ إِلَى الدِّرْعِ فَانْكَسَفَ عَنْ رُكْبَتِهِ فَأَطْعُنُهُ فَإِذَا هُوَ عَمَّارٌ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْمَكِّيُّ ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُمَرَ اللَّيْثِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ فَرَكِبْتُ يَوْمًا إِلَى الْحَجَّاجِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو غَادِيَةَ الْجُهَنِيُّ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : قُومُوا إِلَيْهِ فَأَنْزَلُوهُ فَقُولُوا : الْآنَ تَرْجِعُ فَخَرَجْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا لَهُ : الْآنَ تَرْجِعُ فَنَزَلَ فَدَخَلَ عَبْدُ الْأَعْلَى فَاسْتَسْقَى فَأُتِيَ بِمَاءٍ فِي قَدَحِ زُجَاجٍ فَأَبَى أَنْ يَشْرَبَ فِي الزُّجَاجِ ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ فِي قَدَحِ نُضَارٍ فَشَرِبَ ، فَقَالَ : بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَنَا أَرُدُّ عَلَى أَهْلِي الْمَالَ ، فَقَالَ رَاشِدُ بْنُ أَبْيَضَ وَكَانَ مَعِي عِنْدَ عَبْدِ الْأَعْلَى : أَبِيَمِينِكَ هَذِهِ ؟ فَانْتَهَرَهُ عَبْدُ الْأَعْلَى ، وَقَالَ : اقْتَسَمَا لَهُ قَالَ : وَشَهِدْتُ خُطْبَتَهُ يَوْمَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ يَقُولُ : إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَلَا لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ أُحِيطَ بِعُثْمَانَ سَمِعْتُ رَجُلًا وَهُوَ يَقُولُ : أَلَا لَا تَقْتُلْ هَذَا ؟ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ عَمَّارٌ فَلَوْلَا مَنْ كَانَ خَلْفَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ لَوَطَّنْتُ بَطْنَهُ فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ إِنْ تَشَأْ أَنْ يُلْقِينِيهِ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ إِذَا أَنَا بِرَجُلِ شَرٍّ يَقُودُ كَتِيبَةً رَاجِلًا فَنَظَرْتُ إِلَى الدِّرْعِ فَانْكَسَفَ عَنْ رُكْبَتِهِ فَأَطْعُنُهُ فَإِذَا هُوَ عَمَّارٌ