عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : صَالَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ خَيْبَرَ عَلَى كُلِّ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ ، وَعَلَى كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَذَرَارِيَهُمْ ، قَالَ : فَأُتِي بِالرَّبِيعِ وَكِنَانَةَ ابْنِي أَبِي الْحُقَيْقِ وَأَحَدُهُمَا عَرُوسٌ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ فَقَالَ : " أَيْنَ آنِيَتُكُمُ الَّتِي كَانَتْ تُسْتَعارُ فِي أَعْرَاسِِ الْمَدِينَةِ ؟ " قَالَ : أَخْرَجْتَنَا وأَجْلَيْتَنَا فَأَنْفَقْناها فَقَالَ : " انْظُرا مَا تَقُولَانِ فَإِنَّكُمَا إِنْ كَتَمْتَانِي اسْتَحْلَلْتُ بِذَلِكَ دماءَكُمُا وذُرِّيَّتَكُمَا " قَالَ : فَدَعَا رَجُلَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ : " اذْهَبْ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَانْظُرْ نُخَيْلَةً فِي رَأْسِهَا رُقْعَةٌ فَانْزَعْ تِلْكَ الرُّقْعَةَ وَاسْتَخْرِجْ تِلْكَ الْآنِيَةَ وَائْتِنِي بِهَا " فَانْطَلَقَ حَتَّى جَاءَ بِهَا ، فَقَدَّمَهُما رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَرَبَ أعناقَهُما وَبَعَثَ إِلَى ذُرِّيَّتِهما فَأُتِي بِصَفِيَّةَ وَهِيَ عَرُوسٌ ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَانْطَلَقَ بِهَا إِلَى مَنْزِلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ بِلَالٌ فَمَرَّ عَلَى زَوْجِهَا وَأَخِيهِ وَهُمَا قَتِيلَانِ ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَرَدْتَ يَا بِلَالُ إِلَى جَارِيَةٍ بَكْرٍ تَمُرُّ بِهَا عَلَى قَتِيلَيْنِ تُرِيهُمَا إِيَّاهُمَا أَمَا لَكَ رَحْمَةٌ ؟ " قَالَ : أَرَدْتُ أَنْ أُحَرِّقَ جَوْفَهَا قَالَ : وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَاتَ مَعَهَا وَجَاءَ أَبُو أَيُّوبَ بِسَيْفِهِ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِ الْفُسْطَاطِ قَالَ : إِنْ سَمِعْتُ راعةً أَوْ رَابَنِي شَيْءٌ كُنْتُ قَرِيبًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى إِقَامَةِ بِلَالٍ قَالَ : " مَنْ هَذَا " قَالَ أَنَا أَبُو أَيُّوبَ قَالَ : " مَا شَأْنُكَ هَذِهِ السَّاعَةَ هَاهُنَا " قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ دَخَلْتَ بِجَارِيَةٍ بَكْرٍ وَقَدْ قَتَلْتَ زَوْجَهَا وَأَخَاهُ ، فَأَشْفَقْتُ عَلَيْكَ ، قُلْتُ : أَكُونُ قَرِيبًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَبَا أَيُّوبَ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، فَأَكْثَرَ النَّاسُ فِيهَا ، فَقَائِلٌ يَقُولُ : سُرِّيَّتُهُ ، وَقَائِلٌ يَقُولُ : امْرَأَتُهُ ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الرَّحِيلِ قَالُوا : انْظُرُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ امْرَأَتُهُ وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ سُرِّيَّتُهُ ، فَأَخْرَجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَجَبَها فَوَضَعَ لَهَا رُكْبَتَهُ فَقَالَ : " ارْكَبِي " فَأَكْرَمَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَضَعَ قَدَمَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ ، وَوَضَعَتْ رُكْبَتَهَا عَلَى فَخِذِهِ ، وَرَكِبَتْ وَقَدْ كَانَ عَرَضَ عَلَيْهَا قَبْلَ ذَلِكَ أَنْ يَتَّخِذَهَا سُرِّيَّةً أَوْ يُعْتِقَهَا وَيَنْكِحَهَا فَقَالَتْ : لَا ، بَلْ أَعْتِقْنِي وَأَنْكِحْنِي فَفَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مِقْسَمٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : صَالَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَهْلَ خَيْبَرَ عَلَى كُلِّ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ ، وَعَلَى كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَذَرَارِيَهُمْ ، قَالَ : فَأُتِي بِالرَّبِيعِ وَكِنَانَةَ ابْنِي أَبِي الْحُقَيْقِ وَأَحَدُهُمَا عَرُوسٌ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ فَقَالَ : أَيْنَ آنِيَتُكُمُ الَّتِي كَانَتْ تُسْتَعارُ فِي أَعْرَاسِِ الْمَدِينَةِ ؟ قَالَ : أَخْرَجْتَنَا وأَجْلَيْتَنَا فَأَنْفَقْناها فَقَالَ : انْظُرا مَا تَقُولَانِ فَإِنَّكُمَا إِنْ كَتَمْتَانِي اسْتَحْلَلْتُ بِذَلِكَ دماءَكُمُا وذُرِّيَّتَكُمَا قَالَ : فَدَعَا رَجُلَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ : اذْهَبْ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَانْظُرْ نُخَيْلَةً فِي رَأْسِهَا رُقْعَةٌ فَانْزَعْ تِلْكَ الرُّقْعَةَ وَاسْتَخْرِجْ تِلْكَ الْآنِيَةَ وَائْتِنِي بِهَا فَانْطَلَقَ حَتَّى جَاءَ بِهَا ، فَقَدَّمَهُما رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَضَرَبَ أعناقَهُما وَبَعَثَ إِلَى ذُرِّيَّتِهما فَأُتِي بِصَفِيَّةَ وَهِيَ عَرُوسٌ ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَانْطَلَقَ بِهَا إِلَى مَنْزِلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَانْطَلَقَ بِلَالٌ فَمَرَّ عَلَى زَوْجِهَا وَأَخِيهِ وَهُمَا قَتِيلَانِ ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَرَدْتَ يَا بِلَالُ إِلَى جَارِيَةٍ بَكْرٍ تَمُرُّ بِهَا عَلَى قَتِيلَيْنِ تُرِيهُمَا إِيَّاهُمَا أَمَا لَكَ رَحْمَةٌ ؟ قَالَ : أَرَدْتُ أَنْ أُحَرِّقَ جَوْفَهَا قَالَ : وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَبَاتَ مَعَهَا وَجَاءَ أَبُو أَيُّوبَ بِسَيْفِهِ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِ الْفُسْطَاطِ قَالَ : إِنْ سَمِعْتُ راعةً أَوْ رَابَنِي شَيْءٌ كُنْتُ قَرِيبًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى إِقَامَةِ بِلَالٍ قَالَ : مَنْ هَذَا قَالَ أَنَا أَبُو أَيُّوبَ قَالَ : مَا شَأْنُكَ هَذِهِ السَّاعَةَ هَاهُنَا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ دَخَلْتَ بِجَارِيَةٍ بَكْرٍ وَقَدْ قَتَلْتَ زَوْجَهَا وَأَخَاهُ ، فَأَشْفَقْتُ عَلَيْكَ ، قُلْتُ : أَكُونُ قَرِيبًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَبَا أَيُّوبَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، فَأَكْثَرَ النَّاسُ فِيهَا ، فَقَائِلٌ يَقُولُ : سُرِّيَّتُهُ ، وَقَائِلٌ يَقُولُ : امْرَأَتُهُ ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الرَّحِيلِ قَالُوا : انْظُرُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَإِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ امْرَأَتُهُ وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ سُرِّيَّتُهُ ، فَأَخْرَجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَحَجَبَها فَوَضَعَ لَهَا رُكْبَتَهُ فَقَالَ : ارْكَبِي فَأَكْرَمَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ تَضَعَ قَدَمَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ ، وَوَضَعَتْ رُكْبَتَهَا عَلَى فَخِذِهِ ، وَرَكِبَتْ وَقَدْ كَانَ عَرَضَ عَلَيْهَا قَبْلَ ذَلِكَ أَنْ يَتَّخِذَهَا سُرِّيَّةً أَوْ يُعْتِقَهَا وَيَنْكِحَهَا فَقَالَتْ : لَا ، بَلْ أَعْتِقْنِي وَأَنْكِحْنِي فَفَعَلَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ