عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَبْسٍ يُقَالُ لَهُ : خَالِدُ بْنُ سِنَانَ قَالَ لِقَوْمِهِ : أَنَا أُطْفِئُ عَنْكُمْ نَارَ الْحَدَثَانِ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ : وَاللَّهِ مَا قُلْتُ لَنَا يَا خَالِدُ قَطُّ إِلَّا حَقًّا فَمَا شَأْنُكَ وشأنُ نَارِ الْحَدَثَانِ ؟ ، تَزْعُمُ أَنَّكَ تُطْفِئُها ، قَالَ : فَانْطَلَقَ مَعَهُ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ فِي نَاسٍ مِنْ قَوْمِهِ حَتَّى أَتَوْها وَهِيَ تَخْرُجُ فِي شَقِّ جَبَلٍ فِي حَرَّةٍ يُقَالُ لَهَا : حَرَّةُ أَشْجَعَ ، قَالَ : فَخَطَّ لَهُمْ خَالِدٌ خَطَّةً فَأَجْلَسَهُمْ فِيهَا ، وَقَالَ : إِنْ أَبْطَأْتُ عَلَيْكُمْ فَلَا تَدْعُونِي بِاسْمِي ، فَخَرَجَتْ كَأَنَّهَا خَيْلٌ شُقْرٌ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، فَاسْتَقْبَلَهَا خَالِدٌ فَجَعَلَ يَضْرِبُهَا بِعَصَاهُ وَهُوَ يَقُولُ : بَدَا بَدَا كُلٌّ هُدى مُرْدًا ، زَعَمَ ابْنُ رَاعِيَةِ الْمَعْزَى أَنِّي لَا أَخْرُجُ مِنْهَا وَثِيَابِي تَنْدَى حَتَّى دَخَلَ مَعَهَا الشِّقَّ ، فَأَبْطَأَ عَلَيْهِمْ ، قَالَ : فَقَالَ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ : وَاللَّهِ لَوْ كَانَ صَاحِبُكُمْ حَيًّا لَقَدْ خَرَجَ إِلَيْكُمْ بَعْدُ ، فَقَالُوا : إِنَّهُ قَدْ نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَهُ بِاسْمِهِ قَالَ : فَدَعُوهُ بِاسْمِهِ قَالَ : فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ وَقَدْ أَخَذَ بِرَأْسِهِ ، فَقَالَ : أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَدْعُونِي بِاسْمِي ؟ فَقَدْ وَاللَّهِ قَتَلْتُمُوني ، فَادْفِنُونِي فَإِذَا مَرَّتْ بِكُمُ الْحُمُرُ فِيهَا حِمَارٌ أَبْتَرُ فانْبُشُوني فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُوني حَيًّا ، قَالَ : فَمَرَّتْ بِهِ الْحُمُرُ فِيهَا حِمَارٌ أَبْتَرُ ، فَقَالُوا : انْبُشْهُ فَإِنَّهُ قَدْ أَمَرَنَا أَنْ نَنْبُشَهُ ، فَقَالَ لَهُمْ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ : لَا تُحَدِّثُ مُضَرُ أَنَّا نَنْبُشُ مَوْتَانَا وَاللَّهِ لَا تَنْبُشُوهُ أَبَدًا ، قَالَ : وَقَدْ كَانَ خَالِدٌ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ فِي عِكْمِ امْرَأَتِهِ لَوْحَيْنِ ، فَإِذَا أَشْكَلَ عَلَيْكُمْ أَمْرٌ فَانْظُرُوا فِيهِمَا ، فَإِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ مَا تَسْأَلُونَ عَنْهُ ، وَقَالَ : لَا يَمَسَّهُما حَائِضٌ قَالَ : فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى امْرَأَتِهِ سَأَلُوها عَنْهُمَا ، فَأَخْرَجَتْهُما وَهِيَ حَائِضٌ ، فَذَهَبَ مَا كَانَ فِيهِمَا مِنْ عَلِمٍ ، قَالَ : وَقَالَ أَبُو يُونُسَ : قَالَ سِمَاكٌ : إِنَّ ابْنَ خَالِدِ بْنِ سِنَانَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَرْحَبًا بِابْنِ أَخِي ، وَأَبُو يُونُسَ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ "
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَخَلَفُ بْنُ عَمْرٍو الْعُكْبَرِيُّ ، قَالَا : ثنا مُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ الْمَوْصِلِيُّ ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي يُونُسَ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَبْسٍ يُقَالُ لَهُ : خَالِدُ بْنُ سِنَانَ قَالَ لِقَوْمِهِ : أَنَا أُطْفِئُ عَنْكُمْ نَارَ الْحَدَثَانِ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ : وَاللَّهِ مَا قُلْتُ لَنَا يَا خَالِدُ قَطُّ إِلَّا حَقًّا فَمَا شَأْنُكَ وشأنُ نَارِ الْحَدَثَانِ ؟ ، تَزْعُمُ أَنَّكَ تُطْفِئُها ، قَالَ : فَانْطَلَقَ مَعَهُ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ فِي نَاسٍ مِنْ قَوْمِهِ حَتَّى أَتَوْها وَهِيَ تَخْرُجُ فِي شَقِّ جَبَلٍ فِي حَرَّةٍ يُقَالُ لَهَا : حَرَّةُ أَشْجَعَ ، قَالَ : فَخَطَّ لَهُمْ خَالِدٌ خَطَّةً فَأَجْلَسَهُمْ فِيهَا ، وَقَالَ : إِنْ أَبْطَأْتُ عَلَيْكُمْ فَلَا تَدْعُونِي بِاسْمِي ، فَخَرَجَتْ كَأَنَّهَا خَيْلٌ شُقْرٌ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، فَاسْتَقْبَلَهَا خَالِدٌ فَجَعَلَ يَضْرِبُهَا بِعَصَاهُ وَهُوَ يَقُولُ : بَدَا بَدَا كُلٌّ هُدى مُرْدًا ، زَعَمَ ابْنُ رَاعِيَةِ الْمَعْزَى أَنِّي لَا أَخْرُجُ مِنْهَا وَثِيَابِي تَنْدَى حَتَّى دَخَلَ مَعَهَا الشِّقَّ ، فَأَبْطَأَ عَلَيْهِمْ ، قَالَ : فَقَالَ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ : وَاللَّهِ لَوْ كَانَ صَاحِبُكُمْ حَيًّا لَقَدْ خَرَجَ إِلَيْكُمْ بَعْدُ ، فَقَالُوا : إِنَّهُ قَدْ نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَهُ بِاسْمِهِ قَالَ : فَدَعُوهُ بِاسْمِهِ قَالَ : فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ وَقَدْ أَخَذَ بِرَأْسِهِ ، فَقَالَ : أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَدْعُونِي بِاسْمِي ؟ فَقَدْ وَاللَّهِ قَتَلْتُمُوني ، فَادْفِنُونِي فَإِذَا مَرَّتْ بِكُمُ الْحُمُرُ فِيهَا حِمَارٌ أَبْتَرُ فانْبُشُوني فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُوني حَيًّا ، قَالَ : فَمَرَّتْ بِهِ الْحُمُرُ فِيهَا حِمَارٌ أَبْتَرُ ، فَقَالُوا : انْبُشْهُ فَإِنَّهُ قَدْ أَمَرَنَا أَنْ نَنْبُشَهُ ، فَقَالَ لَهُمْ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ : لَا تُحَدِّثُ مُضَرُ أَنَّا نَنْبُشُ مَوْتَانَا وَاللَّهِ لَا تَنْبُشُوهُ أَبَدًا ، قَالَ : وَقَدْ كَانَ خَالِدٌ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ فِي عِكْمِ امْرَأَتِهِ لَوْحَيْنِ ، فَإِذَا أَشْكَلَ عَلَيْكُمْ أَمْرٌ فَانْظُرُوا فِيهِمَا ، فَإِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ مَا تَسْأَلُونَ عَنْهُ ، وَقَالَ : لَا يَمَسَّهُما حَائِضٌ قَالَ : فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى امْرَأَتِهِ سَأَلُوها عَنْهُمَا ، فَأَخْرَجَتْهُما وَهِيَ حَائِضٌ ، فَذَهَبَ مَا كَانَ فِيهِمَا مِنْ عَلِمٍ ، قَالَ : وَقَالَ أَبُو يُونُسَ : قَالَ سِمَاكٌ : إِنَّ ابْنَ خَالِدِ بْنِ سِنَانَ أَتَى النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَرْحَبًا بِابْنِ أَخِي ، وَأَبُو يُونُسَ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ