قَالَ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ حِينَ قَدِمَ مَكَّةَ ، مُنْصَرَفُهُ عَنْ حَمْزَةَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ نَزَلَ يَثْرِبَ ، وَأَرْسَلَ طَلَائِعَهُ ، وَإِنَّمَا يُرِيدُ أَنْ يُصِيبَ مِنْكُمْ شَيْئًا ، فَاحْذَرُوا أَنْ تَمُرُّوا طَرِيقَهُ ، وَأَنْ تُقَارِبُوهُ ، فَإِنَّهُ كَالْأَسَدِ الضَّارِي ، إِنَّهُ حَنَقَ عَلَيْكُمْ نَفَيْتُمُوهُ ، نَفْيَ الْقِرْدَانِ عَلَى الْمَنَاسِمِ ، وَاللَّهِ إِنَّ لَهُ لَسَحَرَةً ، مَا رَأَيْتُهُ قَطُّ ، وَلَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ ، إِلَّا رَأَيْتَ مَعَهُمُ الشَّيَاطِينَ ، وَإِنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ عَدَاوَةَ ابْنَيْ قَيْلَةَ ، فَهُوَ عَدُوٌّ اسْتَعَانَ بِعَدُوٍّ ، فَقَالَ لَهُ مُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ : يَا أَبَا الْحَكَمِ ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا ، أَصْدَقَ لِسَانًا ، وَلَا أَصْدَقَ مَوْعِدًا مِنْ أَخِيكُمْ ، الَّذِي طَرَدْتُمْ فَإِذْ فَعَلْتُمْ ، الَّذِي فَعَلْتُمْ ، فَكُونُوا أَكَفَّ النَّاسِ عَنْهُ ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ : كُونُوا أَشَدَّ مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ ، فَإِنَّ ابْنَيْ قَيْلَةَ إِنْ ظَفِرُوا بِكُمْ ، لَمْ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ، وَإِنْ أَطْعَمْتُمُونَنِي أَلْحَمْتُمُوهمْ خَبَرَ كِنَانَةَ ، أَوْ يُخْرِجُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ فَيَكُونَ وَحِيدًا مَطْرُودًا ، وَأَمَّا ابْنَا قَيْلَةَ ، فَوَاللَّهِ مَا هُمَا ، وَأَهْلُ دَهْلِكَ فِي الْمَذَلَّةِ ، إِلَّا سَوَاءٌ ، وَسَأَكْفِيكُمْ حَدَّهُمْ ، وَقَالَ : {
} سَأَمْنَحُ جَانِبًا مِنِّي غَلِيظًا {
}عَلَى مَا كَانَ مِنْ قُرْبٍ وَبُعْدِ {
}{
} رِجَالُ الْخَزْرَجِيَّةِ أَهْلُ ذُلٍّ {
}إِذَا مَا كَانَ هَزْلٌ بَعْدَ جَدِّ {
}فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَأَقْتُلَنَّهُمْ ، وَلَأُصَلِّبَنَّهُمْ ، وَلَأَهْدِيَنَّهُمْ ، وَهُمْ كَارِهُونَ ، إِنِّي رَحْمَةٌ ، بَعَثَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَا يَتَوَفَّانِي حَتَّى يُظْهِرَ اللَّهُ دِينَهُ ، لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ ، أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَحْمَدُ ، وَأَنَا الْمَاحِي ، الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى يَدَيَّ ، وَأَنَا الْعَاقِبُ "
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَافِعٍ الْمِصْرِيُّ الطَّحَّانُ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ، قَالَ : وَجَدْتُ فِي كِتَابِ بِالْمَدِينَةِ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ التَّمَّارُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ حِينَ قَدِمَ مَكَّةَ ، مُنْصَرَفُهُ عَنْ حَمْزَةَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ نَزَلَ يَثْرِبَ ، وَأَرْسَلَ طَلَائِعَهُ ، وَإِنَّمَا يُرِيدُ أَنْ يُصِيبَ مِنْكُمْ شَيْئًا ، فَاحْذَرُوا أَنْ تَمُرُّوا طَرِيقَهُ ، وَأَنْ تُقَارِبُوهُ ، فَإِنَّهُ كَالْأَسَدِ الضَّارِي ، إِنَّهُ حَنَقَ عَلَيْكُمْ نَفَيْتُمُوهُ ، نَفْيَ الْقِرْدَانِ عَلَى الْمَنَاسِمِ ، وَاللَّهِ إِنَّ لَهُ لَسَحَرَةً ، مَا رَأَيْتُهُ قَطُّ ، وَلَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ ، إِلَّا رَأَيْتَ مَعَهُمُ الشَّيَاطِينَ ، وَإِنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ عَدَاوَةَ ابْنَيْ قَيْلَةَ ، فَهُوَ عَدُوٌّ اسْتَعَانَ بِعَدُوٍّ ، فَقَالَ لَهُ مُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ : يَا أَبَا الْحَكَمِ ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا ، أَصْدَقَ لِسَانًا ، وَلَا أَصْدَقَ مَوْعِدًا مِنْ أَخِيكُمْ ، الَّذِي طَرَدْتُمْ فَإِذْ فَعَلْتُمْ ، الَّذِي فَعَلْتُمْ ، فَكُونُوا أَكَفَّ النَّاسِ عَنْهُ ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ : كُونُوا أَشَدَّ مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ ، فَإِنَّ ابْنَيْ قَيْلَةَ إِنْ ظَفِرُوا بِكُمْ ، لَمْ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ، وَإِنْ أَطْعَمْتُمُونَنِي أَلْحَمْتُمُوهمْ خَبَرَ كِنَانَةَ ، أَوْ يُخْرِجُوا مُحَمَّدًا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ فَيَكُونَ وَحِيدًا مَطْرُودًا ، وَأَمَّا ابْنَا قَيْلَةَ ، فَوَاللَّهِ مَا هُمَا ، وَأَهْلُ دَهْلِكَ فِي الْمَذَلَّةِ ، إِلَّا سَوَاءٌ ، وَسَأَكْفِيكُمْ حَدَّهُمْ ، وَقَالَ : سَأَمْنَحُ جَانِبًا مِنِّي غَلِيظًا عَلَى مَا كَانَ مِنْ قُرْبٍ وَبُعْدِ رِجَالُ الْخَزْرَجِيَّةِ أَهْلُ ذُلٍّ إِذَا مَا كَانَ هَزْلٌ بَعْدَ جَدِّ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَأَقْتُلَنَّهُمْ ، وَلَأُصَلِّبَنَّهُمْ ، وَلَأَهْدِيَنَّهُمْ ، وَهُمْ كَارِهُونَ ، إِنِّي رَحْمَةٌ ، بَعَثَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَا يَتَوَفَّانِي حَتَّى يُظْهِرَ اللَّهُ دِينَهُ ، لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ ، أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَحْمَدُ ، وَأَنَا الْمَاحِي ، الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى يَدَيَّ ، وَأَنَا الْعَاقِبُ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ : أَرْجُو أَنْ يَكُونَ الْحَدِيثُ صَحِيحًا