• 2165
  • عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ ، فَوَجَدْتُهُ مَوْعُوكًا ، قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : " خُذْ بِيَدِي يَا فَضْلُ " فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمِنْبَرِ ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ لِي : " صِحْ فِي النَّاسِ " فَصِحْتُ فِي النَّاسِ ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ قَدْ دَنَى مِنِّي حُقُوقٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ ، فَمَنْ كُنْتُ جَلَدْتُ لَهُ ظَهْرًا فَهَذَا ظَهْرِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ ، وَمَنْ كُنْتُ شَتَمْتُ لَهُ عِرْضًا فَهَذَا عِرْضِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ ، وَمَنْ كُنْتُ أَخَذْتُ لَهُ مَالًا ، فَهَذَا مَالِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ ولَا يَقُولَنَّ رَجُلٌ : إِنَّى أَخْشَى الشَّحْنَاءَ مِنْ قِبَلِ رَسُولِ اللَّهِ ، أَلَا وَإِنَّ الشَّحْنَاءَ لَيْسَتْ مِنْ طَبِيعَتِي ، وَلَا مِنْ شَأْنِي ، أَلَا وإِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ مَنْ أَخَذَ حَقًّا إِنْ كَانَ ، أَوْ حَلَّلَنِي فَلَقِيتُ اللَّهَ وَأَنَا طَيِّبُ النَّفْسِ ، أَلَا وَإِنِّي لَا أَرَى ذَلِكَ بِمُغْنٍ عَنِّي حَتَّى أَقُومَ فِيكُمْ مِرَارًا " ثُمَّ نَزَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَصَلَّى الظُّهْرَ ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ ، فَعَادَ إِلَى مَقَالَتِهِ فِي الشَّحْنَاءِ وَغَيْرِهَا ، ثُمَّ قَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ ، مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ فَلْيَرُدَّهُ ، وَلَا يَقُولُ : فُضُوحُ الدُّنْيَا ، أَلَا وَإِنَّ فُضُوحَ الدُّنْيَا خَيْرٌ مِنْ فُضُوحِ الْآخِرَةِ " ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي عِنْدَكَ ثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ ، فَقَالَ : " أَمَا إِنَّا لَا نُكَذِّبُ قَائِلًا ، وَلَا نَسْتَحْلِفُهُ عَلَى يَمِينٍ ، فَلِمَ صَارَتْ لَكَ عِنْدِي ؟ " قَالَ : تَذْكُرُ يَوْمَ مَرَّ بِكَ السَّائِلُ فَأَمَرْتَنِي ، فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ ثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ ؟ قَالَ : " ادْفَعْهَا إِلَيْهِ يَا فَضْلُ " ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عِنْدِي ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ ، كُنْتُ غَلَلْتُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ : " وَلِمَ غَلَلْتَهَا ؟ " قَالَ : كُنْتُ إِلَيْهَا مُحْتَاجًا قَالَ : " خُذْهَا مِنْهُ يَا فَضْلُ ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ خَشِيَ مِنْكُمْ شَيْئًا فَلْيَقُمْ أَدْعُ لَهُ " فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي لَكَذَّابٌ وَإِنِّي لَمُنَافِقٌ ، وَإِنِّي لَنَئُومٌ ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ صِدْقًا وَإِيمَانًا ، وَأَذْهِبْ عَنْهُ النَّوْمَ إِذَا أَرَادَ " ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي لَكَذَّابٌ ، وَإِنِّي لَمُنَافِقٌ ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ إِلَّا وَقَدْ أَتَيْتُهُ ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا هَذَا ، فَضَحْتَ نَفْسَكَ ، فَقَالَ : " مَهْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، فُضُوحُ الدُّنْيَا أَيْسَرُ مِنْ فُضُوحِ الْآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ صِدْقًا وَإِيمَانًا ، وصَيِّرْ أَمْرَهُ إِلَى خَيْرٍ " ، فَتَكَلَّمَ عُمَرُ بِكَلِمَةٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عُمَرُ مَعِي وَأَنَا مَعَ عُمَرَ ، وَالْحَقُّ بَعْدِي مَعَ عُمَرَ حَيْثُ كَانَ "

    حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ قَالَ : نا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ : نا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ قَالَ : نا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيُّ ثُمَّ السِّمْعِيُّ النَّخَعِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ ، فَوَجَدْتُهُ مَوْعُوكًا ، قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : خُذْ بِيَدِي يَا فَضْلُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمِنْبَرِ ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ لِي : صِحْ فِي النَّاسِ فَصِحْتُ فِي النَّاسِ ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ قَدْ دَنَى مِنِّي حُقُوقٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ ، فَمَنْ كُنْتُ جَلَدْتُ لَهُ ظَهْرًا فَهَذَا ظَهْرِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ ، وَمَنْ كُنْتُ شَتَمْتُ لَهُ عِرْضًا فَهَذَا عِرْضِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ ، وَمَنْ كُنْتُ أَخَذْتُ لَهُ مَالًا ، فَهَذَا مَالِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ ولَا يَقُولَنَّ رَجُلٌ : إِنَّى أَخْشَى الشَّحْنَاءَ مِنْ قِبَلِ رَسُولِ اللَّهِ ، أَلَا وَإِنَّ الشَّحْنَاءَ لَيْسَتْ مِنْ طَبِيعَتِي ، وَلَا مِنْ شَأْنِي ، أَلَا وإِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ مَنْ أَخَذَ حَقًّا إِنْ كَانَ ، أَوْ حَلَّلَنِي فَلَقِيتُ اللَّهَ وَأَنَا طَيِّبُ النَّفْسِ ، أَلَا وَإِنِّي لَا أَرَى ذَلِكَ بِمُغْنٍ عَنِّي حَتَّى أَقُومَ فِيكُمْ مِرَارًا ثُمَّ نَزَلَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَصَلَّى الظُّهْرَ ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ ، فَعَادَ إِلَى مَقَالَتِهِ فِي الشَّحْنَاءِ وَغَيْرِهَا ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ فَلْيَرُدَّهُ ، وَلَا يَقُولُ : فُضُوحُ الدُّنْيَا ، أَلَا وَإِنَّ فُضُوحَ الدُّنْيَا خَيْرٌ مِنْ فُضُوحِ الْآخِرَةِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي عِنْدَكَ ثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ ، فَقَالَ : أَمَا إِنَّا لَا نُكَذِّبُ قَائِلًا ، وَلَا نَسْتَحْلِفُهُ عَلَى يَمِينٍ ، فَلِمَ صَارَتْ لَكَ عِنْدِي ؟ قَالَ : تَذْكُرُ يَوْمَ مَرَّ بِكَ السَّائِلُ فَأَمَرْتَنِي ، فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ ثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ ؟ قَالَ : ادْفَعْهَا إِلَيْهِ يَا فَضْلُ ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عِنْدِي ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ ، كُنْتُ غَلَلْتُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ : وَلِمَ غَلَلْتَهَا ؟ قَالَ : كُنْتُ إِلَيْهَا مُحْتَاجًا قَالَ : خُذْهَا مِنْهُ يَا فَضْلُ ، ثُمَّ قَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَنْ خَشِيَ مِنْكُمْ شَيْئًا فَلْيَقُمْ أَدْعُ لَهُ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي لَكَذَّابٌ وَإِنِّي لَمُنَافِقٌ ، وَإِنِّي لَنَئُومٌ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ صِدْقًا وَإِيمَانًا ، وَأَذْهِبْ عَنْهُ النَّوْمَ إِذَا أَرَادَ ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي لَكَذَّابٌ ، وَإِنِّي لَمُنَافِقٌ ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ إِلَّا وَقَدْ أَتَيْتُهُ ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا هَذَا ، فَضَحْتَ نَفْسَكَ ، فَقَالَ : مَهْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، فُضُوحُ الدُّنْيَا أَيْسَرُ مِنْ فُضُوحِ الْآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ صِدْقًا وَإِيمَانًا ، وصَيِّرْ أَمْرَهُ إِلَى خَيْرٍ ، فَتَكَلَّمَ عُمَرُ بِكَلِمَةٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : عُمَرُ مَعِي وَأَنَا مَعَ عُمَرَ ، وَالْحَقُّ بَعْدِي مَعَ عُمَرَ حَيْثُ كَانَ لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الْفَضْلِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ ، تَفَرَّدَ بِهِ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ

    موعوكا: الموعوك : الذي يعاني آلام وشدة الحمى
    عصب: عصب : ربط
    الشحناء: الشحناء : العداوة والبغضاء والضغينة
    غللتها: الغلول : الخيانة والسرقة
    مه: مه : كلمة زجر بمعنى كف واسكت وانته
    قَدْ دَنَى مِنِّي حُقُوقٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ ، فَمَنْ كُنْتُ جَلَدْتُ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات