عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : وَلِيَنَا أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ " فَخَيْرُ خَلِيفَةٍ أَرْحَمُهُ بِنَا وَأَحْنَاهُ عَلَيْنَا "
حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : وَلِيَنَا أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فَخَيْرُ خَلِيفَةٍ أَرْحَمُهُ بِنَا وَأَحْنَاهُ عَلَيْنَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : فَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ فَلْتَةً , وَقَى اللَّهُ شَرَّهَا قِيلَ لَهُ : إِنْ كُنْتَ مِمَّنْ يَعْقِلُ فَاعْلَمْ أَنَّ هَذَا مَدْحٌ لِبَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَلَيْسَ هُوَ ذَمًّا لَهَا يَا جَاهِلُ , فَإِنْ قَالَ : كَيْفَ ؟ قِيلَ لَهُ : لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَدُفِنَ اجْتَمَعَتِ الْأَنْصَارُ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ فَمَضَى إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَمَعَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , وَخَشِيَ أَنْ يُحْدِثُوا شَيْئًا لَا يُسْتَدْرَكُ سَرِيعًا فَكَلَّمَهُمْ بِمَا يَحْسُنُ , وَيَجْمُلُ مِنَ الْكَلَامِ , وَوَعَظَهُمْ فَقَالَ مِنْهُمْ قَائِلٌ : مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَلَوْ تَمَّ هَذَا لَكَانَ فِيهِ بَلَاءٌ عَظِيمٌ , وَاخْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ ؛ لِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَا خَلِيفَتَيْنِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ , فَقَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ الْكَرِيمِ لَهُ فَقَالَ : لَأَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَأَمَّرَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ , ثُمَّ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ : مُدَّ يَدَكَ أُبَايِعْكَ , فَمَدَّ يَدَهُ فَبَايَعَهُ , فَعَلِمَتِ الْأَنْصَارُ وَجَمِيعُ الْمُهَاجِرِينَ أَنَّ الْحَقَّ فِيمَا فَعَلَهُ عُمَرُ فَبَايَعَهُ الْجَمِيعُ طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ لَمْ يَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ , وَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَبَايَعَهُ , وَجَاءَ الزُّبَيْرُ فَبَايَعَهُ , وَجَاءَ بَنُو هَاشِمٍ فَبَايَعُوهُ , فَقُولُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ فَلْتَةً يَعْنِي : افْتُلِتَتْ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِلشَّيْطَانِ فِيهَا نَصِيبٌ , لَمْ يُسْفَكْ فِيهَا دَمٌ , وَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِ النَّاسُ , فَهَذَا مَدْحٌ لَهَا لَيْسَ بِذَمٍّ يَا مَنْ يَطْلُبُ الْفِتْنَةَ اعْقِلْ إِنْ كُنْتَ تَعْقِلُ