• 1363
  • سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ : حُدِّثْتُ عَنْ حَلِيمَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ : أَنَّهَا قَالَتْ : " قَدِمْتُ مَكَّةَ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ , نَلْتَمِسُ بِهَا الرُّضْعَانَ فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ فَقَدِمْتُ عَلَى أَتَانٍ لِي قَمْرَاءَ , كَانَتْ أَذِمَّةَ الرَّكْبِ , وَمَعِي صَبِيٌّ لَنَا , وَشَارِفٌ لَنَا ، وَاللَّهِ مَا نَنَامُ لَيْلَنَا ذَلِكَ أَجْمَعَ مَعَ صَبِيِّنَا ذَلِكَ , مَا يَجِدُ فِي ثَدْيَيَّ مَا يُغْنِيهِ , وَلَا فِي شَارِفِنَا مَا يُغَذِّيهِ , فَقَدِمْنَا مَكَّةَ , فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ مِنَّا امْرَأَةً إِلَّا وَقَدْ عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَإِذَا قِيلَ : إِنَّهُ يَتِيمٌ , تَرَكْنَاهُ , وَقُلْنَا : مَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ إِلَيْنَا أُمُّهُ ؟ إِنَّمَا نَرْجُو الْمَعْرُوفَ مِنْ أَبِ الْوَلَدِ , فَأَمَّا أُمُّهُ فَمَاذَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ إِلَيْنَا ؟ فَوَاللَّهِ مَا بَقِيَ مِنْ صَوَاحِبَاتِي امْرَأَةٌ إِلَّا أَخَذَتْ رَضِيعًا غَيْرِي , فَلَمَّا لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ , قُلْتُ لِزَوْجِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى : وَاللَّهِ إِنَّى لَأَكْرَهُ أَنْ أَرْجِعَ مِنْ بَيْنَ صَوَاحِبَاتِي لَيْسَ مَعِي رَضِيعٌ , لَأَنْطَلِقَنَّ إِلَى ذَلِكَ الْيَتِيمِ فَلَآخُذَنَّهُ , فَقَالَ : لَا عَلَيْكِ , فَذَهَبْتُ فَأَخَذْتُهُ , فَوَاللَّهِ مَا أَخَذْتُهُ : إِلَّا أَنَّى لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ , فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ أَخَذْتَهُ , فَجِئْتُ بِهِ رَحْلِي , فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ثَدْيَايَ بِمَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ لَبَنٍ , فَشَرِبَ حَتَّى رَوِيَ , وَشَرِبَ أَخُوهُ حَتَّى رَوِيَ , وَقَامَ صَاحِبِي إِلَى شَارِفِنَا تِلْكَ , فَإِذَا إِنَّهَا لَحَافِلٌ , فَحَلَبَ مَا شَرِبَ وَشَرِبْتُ حَتَّى رَوِينَا , فَبِتْنَا بِخَيْرِ لَيْلَةٍ , فَقَالَ صَاحِبِي : يَا حَلِيمَةُ , وَاللَّهِ إِنَّى لَأَرَاكَ قَدْ أَخَذْتِ نَسَمَةً مُبَارَكَةً , أَلَمْ تَرَيْ مَا بِتْنَا بِهِ اللَّيْلَةَ مِنَ الْخَيْرِ حِينَ أَخَذْنَاهُ فَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَزِيدُنَا خَيْرًا , ثُمَّ خَرَجْنَا رَاجِعِينَ إِلَى بِلَادِنَا , فَوَاللَّهِ لَقَطَعَتْ أَتَانِي الرَّكْبَ حَتَّى مَا يَتَعَلَّقُ بِهَا حِمَارٌ , حَتَّى إِنَّ صَوَاحِبَاتِي لَيَقُلْنَ : وَيْحَكِ يَا بِنْتَ أَبِي ذُؤَيْبٍ , أَهَذِهِ أَتَانُكِ الَّتِي خَرَجْتِ عَلَيْهَا مَعَنَا ؟ فَأَقُولُ : نَعَمْ , وَاللَّهِ إِنَّهَا هِيَ , فَيَقُلْنَ : وَاللَّهِ إِنَّ لَهَا لَشَأْنًا , حَتَّى قَدِمْنَا أَرْضَ بَنِي سَعْدٍ , وَمَا أَعْلَمُ أَرْضًا مِنْ أَرْضِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَجْدَبَ مِنْهَا , فَإِنْ كَانَتْ غَنَمِي لَتَسْرَحُ , ثُمَّ تَرُوحُ شِبَاعًا لَبَنًا , فَنَحْلِبُ مَا شِئْنَا وَمَا حَوْلَنَا أَحَدٌ تَبِضُّ لَهُ شَاةٌ بِقَطْرَةِ لَبَنٍ , وَإِنَّ أَغْنَامَهُمْ لَتَرُوحُ جِيَاعًا , حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ لِرُعَاتِهِمُ : انْظُرُوا حَيْثُ تَسْرَحُ غَنَمُ ابْنَةِ أَبِي ذُؤَيْبٍ , فَاسْرَحُوا مَعَهُمْ , فَيَسْرَحُونَ مَعَ غَنَمِي حَيْثُ تَسْرَحُ , فَيُرِيحُونَ أَغْنَامَهُمْ جِيَاعًا , وَمَا فِيهَا قَطْرَةُ لَبَنٍ , وَتَرُوحُ غَنَمِي شِبَاعًا لَبَنًا , فَنَحْلِبُ مَا شِئْنَا , فَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُرِينَا الْبَرَكَةَ , وَنَتَعَرَّفُهَا حَتَّى بَلَغَ سَنَتَيْنِ , فَكَانَ يَشِبُّ شَبَابًا لَا يُشْبِهُ الْغِلْمَانَ , فَوَاللَّهِ مَا بَلَغَ السَّنَتَيْنِ حَتَّى كَانَ غُلَامًا جَفْرًا , فَقَدِمْنَا بِهِ عَلَى أُمِّهِ , وَنَحْنُ أَضَنُّ شَيْءٍ بِهِ , مِمَّا رَأَيْنَا فِيهِ مِنَ الْبَرَكَةِ , فَلَمَّا رَأَتْهُ أُمُّهُ , قُلْنَا لَهَا : يَا ظِئْرُ , دَعِينَا بِابْنِنَا هَذِهِ السَّنَةَ الْأُخْرَى , فَإِنَّا نَخْشَى عَلَيْهِ أَوْبَاءَ مَكَّةَ , فَوَاللَّهِ مَازِلْنَا بِهَا حَتَّى قَالَتْ : فَنَعَمْ , فَسَرَّحَتْهُ مَعَنَا , فَأَقَمْنَا بِهِ شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً , فَبَيْنَا هُوَ خَلْفَ بُيُوتِنَا مَعَ أَخٍ لَهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ فِي بَهْمٍ لَنَا , فَجَاءَنَا أَخُوهُ يَشْتَدُّ , فَقَالَ : أَخِي ذَلِكَ الْقُرَشِيُّ , قَدْ جَاءَهُ رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا بَيَاضٌ , فَأَضْجَعَاهُ فَشَقَّا بَطْنَهُ , فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُوهُ نَشْتَدُّ نَحْوَهُ فَنَجِدُهُ قَائِمًا مُنْتَقِعًا لَوْنُهُ فَاعْتَنَقَهُ أَبُوهُ , وَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ , مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ : جَاءَنِي رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بَيَاضٌ فَأَضْجَعَانِي فَشَقَّا بَطْنِي , ثُمَّ اسْتَخْرَجَا مِنْهُ شَيْئًا فَطَرَحَاهُ , ثُمَّ رَدَّاهُ كَمَا كَانَ , فَرَجَعْنَا بِهِ مَعَنَا , فَقَالَ أَبُوهُ : يَا حَلِيمَةُ , لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ ابْنِي قَدْ أُصِيبَ , انْطَلِقِي بِنَا فَلْنَرُدَهُ إِلَى أَهْلِهِ قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ بِهِ مَا نَتَخَوَّفُ قَالَتْ : فَاحْتَمَلْنَاهُ , فَلَمْ تُرْعَ أُمُّهُ إِلَّا بِهِ , قَدْ قَدِمْنَا بِهِ عَلَيْهَا , فَقَالَتْ : مَا رَدَّكُمَا بِهِ فَقَدْ كُنْتُمَا عَلَيْهِ حَرِيصَيْنِ ؟ فَقُلْنَا : لَا وَاللَّهِ يَا ظِئْرُ , إِلَّا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَدَّى عَنَّا , وَقَضَيْنَا الَّذِي عَلَيْنَا , وَقُلْنَا : نَخْشَى الْإِتْلَافَ وَالْأَحْدَاثَ , فَقُلْنَا : نَرُدَّهُ عَلَى أَهْلِهِ , فَقَالَتْ : مَا ذَاكَ بِكُمَا ؟ فَاصْدُقَانِي شَأْنَكُمَا , فَلَمْ تَدَعْنَا حَتَّى أَخْبَرْنَاهَا خَبَرَهُ فَقَالَتْ : أَخَشِيتُمَا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ ؟ كَلَّا , وَاللَّهِ , مَا لِلشَّيْطَانِ عَلَيْهِ سَبِيلٌ , وَإِنَّهُ لكائنٌ لِابْنِي هَذَا شَأْنٌ , أَلَا أُخْبِرُكُمَا خَبَرَهُ ؟ قُلْنَا : بَلَى قَالَتْ : حَمَلْتُ بِهِ , فَمَا حَمَلْتُ حَمْلٌ قَطُّ أَخَفُّ مِنْهُ فَأُرِيتُ فِي النَّوْمِ حِينَ حَمَلْتُ بِهِ : كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ , ثُمَّ وَقَعَ حَيْثُ وَلَدْتُهُ وُقُوعًا مَا يَقَعُهُ الْمَوْلُودُ مُعْتَمِدًا عَلَى يَدَيْهِ ، رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَدَعَاهُ عَنْكُمَا

    حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ زَكَرِيَّا السُّكَّرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي جَهْمٍ , مَوْلًى لِامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ كَانَتْ عِنْدَ الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ , وَكَانَ يُقَالُ : مَوْلَى الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ , سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ : حُدِّثْتُ عَنْ حَلِيمَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ : أَنَّهَا قَالَتْ : قَدِمْتُ مَكَّةَ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ , نَلْتَمِسُ بِهَا الرُّضْعَانَ فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ فَقَدِمْتُ عَلَى أَتَانٍ لِي قَمْرَاءَ , كَانَتْ أَذِمَّةَ الرَّكْبِ , وَمَعِي صَبِيٌّ لَنَا , وَشَارِفٌ لَنَا ، وَاللَّهِ مَا نَنَامُ لَيْلَنَا ذَلِكَ أَجْمَعَ مَعَ صَبِيِّنَا ذَلِكَ , مَا يَجِدُ فِي ثَدْيَيَّ مَا يُغْنِيهِ , وَلَا فِي شَارِفِنَا مَا يُغَذِّيهِ , فَقَدِمْنَا مَكَّةَ , فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ مِنَّا امْرَأَةً إِلَّا وَقَدْ عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَإِذَا قِيلَ : إِنَّهُ يَتِيمٌ , تَرَكْنَاهُ , وَقُلْنَا : مَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ إِلَيْنَا أُمُّهُ ؟ إِنَّمَا نَرْجُو الْمَعْرُوفَ مِنْ أَبِ الْوَلَدِ , فَأَمَّا أُمُّهُ فَمَاذَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ إِلَيْنَا ؟ فَوَاللَّهِ مَا بَقِيَ مِنْ صَوَاحِبَاتِي امْرَأَةٌ إِلَّا أَخَذَتْ رَضِيعًا غَيْرِي , فَلَمَّا لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ , قُلْتُ لِزَوْجِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى : وَاللَّهِ إِنَّى لَأَكْرَهُ أَنْ أَرْجِعَ مِنْ بَيْنَ صَوَاحِبَاتِي لَيْسَ مَعِي رَضِيعٌ , لَأَنْطَلِقَنَّ إِلَى ذَلِكَ الْيَتِيمِ فَلَآخُذَنَّهُ , فَقَالَ : لَا عَلَيْكِ , فَذَهَبْتُ فَأَخَذْتُهُ , فَوَاللَّهِ مَا أَخَذْتُهُ : إِلَّا أَنَّى لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ , فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ أَخَذْتَهُ , فَجِئْتُ بِهِ رَحْلِي , فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ثَدْيَايَ بِمَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ لَبَنٍ , فَشَرِبَ حَتَّى رَوِيَ , وَشَرِبَ أَخُوهُ حَتَّى رَوِيَ , وَقَامَ صَاحِبِي إِلَى شَارِفِنَا تِلْكَ , فَإِذَا إِنَّهَا لَحَافِلٌ , فَحَلَبَ مَا شَرِبَ وَشَرِبْتُ حَتَّى رَوِينَا , فَبِتْنَا بِخَيْرِ لَيْلَةٍ , فَقَالَ صَاحِبِي : يَا حَلِيمَةُ , وَاللَّهِ إِنَّى لَأَرَاكَ قَدْ أَخَذْتِ نَسَمَةً مُبَارَكَةً , أَلَمْ تَرَيْ مَا بِتْنَا بِهِ اللَّيْلَةَ مِنَ الْخَيْرِ حِينَ أَخَذْنَاهُ فَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَزِيدُنَا خَيْرًا , ثُمَّ خَرَجْنَا رَاجِعِينَ إِلَى بِلَادِنَا , فَوَاللَّهِ لَقَطَعَتْ أَتَانِي الرَّكْبَ حَتَّى مَا يَتَعَلَّقُ بِهَا حِمَارٌ , حَتَّى إِنَّ صَوَاحِبَاتِي لَيَقُلْنَ : وَيْحَكِ يَا بِنْتَ أَبِي ذُؤَيْبٍ , أَهَذِهِ أَتَانُكِ الَّتِي خَرَجْتِ عَلَيْهَا مَعَنَا ؟ فَأَقُولُ : نَعَمْ , وَاللَّهِ إِنَّهَا هِيَ , فَيَقُلْنَ : وَاللَّهِ إِنَّ لَهَا لَشَأْنًا , حَتَّى قَدِمْنَا أَرْضَ بَنِي سَعْدٍ , وَمَا أَعْلَمُ أَرْضًا مِنْ أَرْضِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَجْدَبَ مِنْهَا , فَإِنْ كَانَتْ غَنَمِي لَتَسْرَحُ , ثُمَّ تَرُوحُ شِبَاعًا لَبَنًا , فَنَحْلِبُ مَا شِئْنَا وَمَا حَوْلَنَا أَحَدٌ تَبِضُّ لَهُ شَاةٌ بِقَطْرَةِ لَبَنٍ , وَإِنَّ أَغْنَامَهُمْ لَتَرُوحُ جِيَاعًا , حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ لِرُعَاتِهِمُ : انْظُرُوا حَيْثُ تَسْرَحُ غَنَمُ ابْنَةِ أَبِي ذُؤَيْبٍ , فَاسْرَحُوا مَعَهُمْ , فَيَسْرَحُونَ مَعَ غَنَمِي حَيْثُ تَسْرَحُ , فَيُرِيحُونَ أَغْنَامَهُمْ جِيَاعًا , وَمَا فِيهَا قَطْرَةُ لَبَنٍ , وَتَرُوحُ غَنَمِي شِبَاعًا لَبَنًا , فَنَحْلِبُ مَا شِئْنَا , فَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُرِينَا الْبَرَكَةَ , وَنَتَعَرَّفُهَا حَتَّى بَلَغَ سَنَتَيْنِ , فَكَانَ يَشِبُّ شَبَابًا لَا يُشْبِهُ الْغِلْمَانَ , فَوَاللَّهِ مَا بَلَغَ السَّنَتَيْنِ حَتَّى كَانَ غُلَامًا جَفْرًا , فَقَدِمْنَا بِهِ عَلَى أُمِّهِ , وَنَحْنُ أَضَنُّ شَيْءٍ بِهِ , مِمَّا رَأَيْنَا فِيهِ مِنَ الْبَرَكَةِ , فَلَمَّا رَأَتْهُ أُمُّهُ , قُلْنَا لَهَا : يَا ظِئْرُ , دَعِينَا بِابْنِنَا هَذِهِ السَّنَةَ الْأُخْرَى , فَإِنَّا نَخْشَى عَلَيْهِ أَوْبَاءَ مَكَّةَ , فَوَاللَّهِ مَازِلْنَا بِهَا حَتَّى قَالَتْ : فَنَعَمْ , فَسَرَّحَتْهُ مَعَنَا , فَأَقَمْنَا بِهِ شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً , فَبَيْنَا هُوَ خَلْفَ بُيُوتِنَا مَعَ أَخٍ لَهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ فِي بَهْمٍ لَنَا , فَجَاءَنَا أَخُوهُ يَشْتَدُّ , فَقَالَ : أَخِي ذَلِكَ الْقُرَشِيُّ , قَدْ جَاءَهُ رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا بَيَاضٌ , فَأَضْجَعَاهُ فَشَقَّا بَطْنَهُ , فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُوهُ نَشْتَدُّ نَحْوَهُ فَنَجِدُهُ قَائِمًا مُنْتَقِعًا لَوْنُهُ فَاعْتَنَقَهُ أَبُوهُ , وَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ , مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ : جَاءَنِي رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بَيَاضٌ فَأَضْجَعَانِي فَشَقَّا بَطْنِي , ثُمَّ اسْتَخْرَجَا مِنْهُ شَيْئًا فَطَرَحَاهُ , ثُمَّ رَدَّاهُ كَمَا كَانَ , فَرَجَعْنَا بِهِ مَعَنَا , فَقَالَ أَبُوهُ : يَا حَلِيمَةُ , لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ ابْنِي قَدْ أُصِيبَ , انْطَلِقِي بِنَا فَلْنَرُدَهُ إِلَى أَهْلِهِ قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ بِهِ مَا نَتَخَوَّفُ قَالَتْ : فَاحْتَمَلْنَاهُ , فَلَمْ تُرْعَ أُمُّهُ إِلَّا بِهِ , قَدْ قَدِمْنَا بِهِ عَلَيْهَا , فَقَالَتْ : مَا رَدَّكُمَا بِهِ فَقَدْ كُنْتُمَا عَلَيْهِ حَرِيصَيْنِ ؟ فَقُلْنَا : لَا وَاللَّهِ يَا ظِئْرُ , إِلَّا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَدَّى عَنَّا , وَقَضَيْنَا الَّذِي عَلَيْنَا , وَقُلْنَا : نَخْشَى الْإِتْلَافَ وَالْأَحْدَاثَ , فَقُلْنَا : نَرُدَّهُ عَلَى أَهْلِهِ , فَقَالَتْ : مَا ذَاكَ بِكُمَا ؟ فَاصْدُقَانِي شَأْنَكُمَا , فَلَمْ تَدَعْنَا حَتَّى أَخْبَرْنَاهَا خَبَرَهُ فَقَالَتْ : أَخَشِيتُمَا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ ؟ كَلَّا , وَاللَّهِ , مَا لِلشَّيْطَانِ عَلَيْهِ سَبِيلٌ , وَإِنَّهُ لكائنٌ لِابْنِي هَذَا شَأْنٌ , أَلَا أُخْبِرُكُمَا خَبَرَهُ ؟ قُلْنَا : بَلَى قَالَتْ : حَمَلْتُ بِهِ , فَمَا حَمَلْتُ حَمْلٌ قَطُّ أَخَفُّ مِنْهُ فَأُرِيتُ فِي النَّوْمِ حِينَ حَمَلْتُ بِهِ : كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ , ثُمَّ وَقَعَ حَيْثُ وَلَدْتُهُ وُقُوعًا مَا يَقَعُهُ الْمَوْلُودُ مُعْتَمِدًا عَلَى يَدَيْهِ ، رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَدَعَاهُ عَنْكُمَا

    شهباء: الشهباء : البيضاء التي يخالطها قليل سواد
    أتان: الأتان : الحمار يقع على الذكر والأنثى ، والأتَانُ الحمارَةُ الأنثى خاصَّةً
    شارفنا: الشارف : الناقة المسنة التي ارتفع لبنها
    أتاني: الأتان : الحمار يقع على الذكر والأنثى ، والأتَانُ الحمارَةُ الأنثى خاصَّةً
    أتانك: الأتان : الحمار يقع على الذكر والأنثى ، والأتَانُ الحمارَةُ الأنثى خاصَّةً
    جفرا: الجفر : الصبي يقرب البلوغ
    بهم: البَهْم : جمع بَهْمَة وهي ولد الضأن الذكر والأنثى
    منتقعا: انتقع لونه : تغير من خوف أو ألم
    فأضجعاني: أضجعه : أماله على جانبه
    ظئر: الظئر : المرضعة لغير ولدها ، ويطلق على زوجها أيضا
    " قَدِمْتُ مَكَّةَ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ,
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات