فَقُلْتُ لَهُ يَا أَبَا عَبَّاسٍ , إِنَّ قَوْمَكَ ، يَزْعُمُونَ أَنَّ الرَّمَلَ ، بِالْبَيْتِ سُنَّةٌ , وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : صَدَقُوا وَكَذَبُوا ، قَدْ " فَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَإِنَّمَا فَعَلَهُ حِينَ قَدِمَ مُعْتَمِرًا " , فَقَالَتْ قُرَيْشٌ : احْبِسُوا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ حَتَّى يَصِيرُوا نَغَفًا , فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَكَّةَ أَحَبَّ أَنْ يُرِيَهُمْ أَنَّ بِهِمْ قُوَّةً , فَرَمَلَ ثَلَاثًا , وَمَشَى مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِي وَالرُّكْنِ الْأَسْوَدِ , وَلَيْسَتْ سُنَّةً قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَا عَبَّاسٍ , إِنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ بِأَنَّ الطَّوَافَ عَلَى الدَّابَّةِ سُنَّةٌ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ , وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : صَدَقُوا وَكَذَبُوا ، قَالَ : قُلْتُ : مَا صَدَقُوا , وَمَا كَذَبُوا ؟ قَالَ : " فَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَإِنَّمَا فَعَلَهُ لِأَنَّهُ كَانَ لَا يُدَعُّ عِنْدَهُ أَحَدٌ " , وَلَيْسَتْ بِسُنَّةٍ قَالَ قُلْتُ : يَا أَبَا عَبَّاسٍ , إِنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ أَنَّ السَّعْيَ فِي بَطْنِ الْوَادِي سُنَّةٌ وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ ، قَالَ : صَدَقُوا ، قَالَ : قُلْتُ : مَا صَدَقُوا ؟ قَالَ : إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا أَتَى إِبْرَاهِيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَقَامَ لَهُ الْمَنَاسِكَ : طَافَ بِالْبَيْتِ , ثُمَّ خَرَجَ بِهِ إِلَى الصَّفَا , فَلَمَّا انْحَدَرَ إِبْرَاهِيَمُ عَرَضَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ لِيَقْطَعَ طَوَافَهُ , فَسَعَى حَتَّى سَبَقَهُ فَعَلَ ذَلِكَ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ حَتَّى فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ , ثُمَّ خَرَجَ بِهِ إِلَى مِنًى , فَلَمَّا انْتَهَى بِهِ إِلَى الْعَقَبَةِ الْكُبْرَى تَخَيَّلَ لَهُ الشَّيْطَانُ هُنَاكَ , فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ , فَسَاخَ فِي الْأَرْضِ , ثُمَّ انْتَهَى إِلَى الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى فَتَخَيَّلَ لَهُ الشَّيْطَانُ , فَرَآهُ , فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ , فَسَاخَ فِي الْأَرْضِ , ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى الْجَمْرَةِ الْقُصْوَى , فَتَخَيَّلَ لَهُ الشَّيْطَانُ , فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ , فَسَاخَ فِي الْأَرْضِ , فَذَهَبَ , وَعِنْدَهَا تَلَّ ابْنَهُ لِلْجَبِينِ , ثُمَّ خَرَجَ بِهِ إِلَى جَمْعٍ , فَقَالَ : هَذَا مَبِيتُ النَّاسِ , وَمِنْ هَا هُنَا يُدْفَعُونَ , ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى عَرَفَاتٍ , ثُمَّ قَالَ تَدْرِي لِمَ سُمِّيَتْ عَرَفَاتٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لَا ، قَالَ : إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا وَقَفَ بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى عَرَفَاتٍ قَالَ لَهُ : هَلْ عَرَفْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , ثُمَّ قَالَ لَهُ : يَا أَبَا الطُّفَيْلِ , هَلْ تَدْرِي مِنْ أَيْنَ كَانَتِ التَّلْبِيَةُ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَزَّ أَوْحَى إِلَى إِبْرَاهِيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ , فَقَامَ إِبْرَاهِيَمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَتَوَاضَعَتِ الْجِبَالُ وَارْتَفَعَتِ الْقُرَى , فَقَالَ إِبْرَاهِيَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ يَدْعُوكُمْ , فَأَجِيبُوهُ , فَأَقْبَلُوا , وَهُمْ يَقُولُونَ : لَبَّيْكَ , اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ "
حَدَّثَنَا أَخُو كَرْخَوَيْهِ , أَنْبَأَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ طِهْفَةَ ، إِنَّهُ حَجَّ فَلَقِيَ أَبَا الطُّفَيْلِ فَحَدَّثَهُ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ يَا أَبَا عَبَّاسٍ , إِنَّ قَوْمَكَ ، يَزْعُمُونَ أَنَّ الرَّمَلَ ، بِالْبَيْتِ سُنَّةٌ , وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : صَدَقُوا وَكَذَبُوا ، قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَإِنَّمَا فَعَلَهُ حِينَ قَدِمَ مُعْتَمِرًا , فَقَالَتْ قُرَيْشٌ : احْبِسُوا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ حَتَّى يَصِيرُوا نَغَفًا , فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَكَّةَ أَحَبَّ أَنْ يُرِيَهُمْ أَنَّ بِهِمْ قُوَّةً , فَرَمَلَ ثَلَاثًا , وَمَشَى مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِي وَالرُّكْنِ الْأَسْوَدِ , وَلَيْسَتْ سُنَّةً قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَا عَبَّاسٍ , إِنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ بِأَنَّ الطَّوَافَ عَلَى الدَّابَّةِ سُنَّةٌ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ , وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : صَدَقُوا وَكَذَبُوا ، قَالَ : قُلْتُ : مَا صَدَقُوا , وَمَا كَذَبُوا ؟ قَالَ : فَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَإِنَّمَا فَعَلَهُ لِأَنَّهُ كَانَ لَا يُدَعُّ عِنْدَهُ أَحَدٌ , وَلَيْسَتْ بِسُنَّةٍ قَالَ قُلْتُ : يَا أَبَا عَبَّاسٍ , إِنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ أَنَّ السَّعْيَ فِي بَطْنِ الْوَادِي سُنَّةٌ وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ ، قَالَ : صَدَقُوا ، قَالَ : قُلْتُ : مَا صَدَقُوا ؟ قَالَ : إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا أَتَى إِبْرَاهِيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَقَامَ لَهُ الْمَنَاسِكَ : طَافَ بِالْبَيْتِ , ثُمَّ خَرَجَ بِهِ إِلَى الصَّفَا , فَلَمَّا انْحَدَرَ إِبْرَاهِيَمُ عَرَضَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ لِيَقْطَعَ طَوَافَهُ , فَسَعَى حَتَّى سَبَقَهُ فَعَلَ ذَلِكَ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ حَتَّى فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ , ثُمَّ خَرَجَ بِهِ إِلَى مِنًى , فَلَمَّا انْتَهَى بِهِ إِلَى الْعَقَبَةِ الْكُبْرَى تَخَيَّلَ لَهُ الشَّيْطَانُ هُنَاكَ , فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ , فَسَاخَ فِي الْأَرْضِ , ثُمَّ انْتَهَى إِلَى الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى فَتَخَيَّلَ لَهُ الشَّيْطَانُ , فَرَآهُ , فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ , فَسَاخَ فِي الْأَرْضِ , ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى الْجَمْرَةِ الْقُصْوَى , فَتَخَيَّلَ لَهُ الشَّيْطَانُ , فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ , فَسَاخَ فِي الْأَرْضِ , فَذَهَبَ , وَعِنْدَهَا تَلَّ ابْنَهُ لِلْجَبِينِ , ثُمَّ خَرَجَ بِهِ إِلَى جَمْعٍ , فَقَالَ : هَذَا مَبِيتُ النَّاسِ , وَمِنْ هَا هُنَا يُدْفَعُونَ , ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى عَرَفَاتٍ , ثُمَّ قَالَ تَدْرِي لِمَ سُمِّيَتْ عَرَفَاتٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لَا ، قَالَ : إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا وَقَفَ بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى عَرَفَاتٍ قَالَ لَهُ : هَلْ عَرَفْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , ثُمَّ قَالَ لَهُ : يَا أَبَا الطُّفَيْلِ , هَلْ تَدْرِي مِنْ أَيْنَ كَانَتِ التَّلْبِيَةُ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَزَّ أَوْحَى إِلَى إِبْرَاهِيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ , فَقَامَ إِبْرَاهِيَمُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَتَوَاضَعَتِ الْجِبَالُ وَارْتَفَعَتِ الْقُرَى , فَقَالَ إِبْرَاهِيَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ يَدْعُوكُمْ , فَأَجِيبُوهُ , فَأَقْبَلُوا , وَهُمْ يَقُولُونَ : لَبَّيْكَ , اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ