عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ : كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْأَحْنَفِ يَعْشَقُ فَوْزًا , فَدَخَلَ يَوْمًا عَلَى الرَّشِيدِ فَاشْتَكَى إِلَيْهِ حُبَّهُ وَمَا هُوَ فِيهِ وَعَظِيمَ مَا يَلْقَى , فَقَالَ لَهُ الرَّشِيدُ : مَا قُلْتَ فِيهَا يَا عَبَّاسُ ؟ قَالَ : قُلْتُ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ : {
} إِذَا مَا شِئْتَ أَنْ تَنْظُـ {
}ـرَ شَيْئًا يُعْجَبُ النَّاسَا {
}{
} فَصَوِّرْ هَا هُنَا فَوْزًا {
}وَصَوِّرْ ثَمَّ عَبَّاسَا {
}{
} وَقِسْ بَيْنَهُمَا شِبْرًا {
}فَإِنْ زَادَ فَلَا بَاسَا {
}{
} فَإِنْ لَمْ يَدْنُوَا حَتَّى {
}تَرَى رَأْسَهُمَا رَاسَا {
}{
} فَكَذِّبْهَا بِمَا قَاسَتْ {
}وَكَذِّبْهُ بِمَا قَاسَا {
}قَالَ الْأَصْمَعِيُّ : فَدَخَلْتُ عَلَى إِثْرِ إِنْشَادِهِ فَقَالَ لِيَ الرَّشِيدُ : أَلَا تَسْمَعُ مَا صَنَعَ عَبَّاسٌ , ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَنْشَدَنِي , فَحَسَدْتُهُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ : الْبَوْلَ الْبَوْلَ , فَقُمْتُ فَأَطَلْتُ ثُمَّ عُدْتُ , فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ , إِنَّ عُمَرَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ الْقُرَشِيَّ قَدْ قَالَ قَبْلَهُ مِثْلَ هَذَا قَالَ : وَمَا قَالَ ؟ فَأَنْشَدْتُهُ : {
} إِذَا مَا شِئْتَ أَنْ تَنْظُـ {
}رَ شَيْئًا يُعْجِبُ الْبَشَرَا {
}{
} فَصَوِّرْ هَاهُنَا هِنْدًا {
}وَصَوِّرْ هَاهُنَا عُمَرَا {
}{
} فَإِنْ لَمْ يَدْنُوَا حَتَّى {
}تَرَى بِشَرَيْهِمَا بَشَرَا {
}{
} فَكَذِّبْهَا بِمَا ذَكَرَتْ {
}وَكَذِّبْهُ بِمَا ذَكَرَا {
}فَقَالَ لَهُ الرَّشِيدُ : إِنَّمَا تَحْفَظُ أَشْعَارَ النَّاسِ ثُمَّ تَجِيءُ ثُمَّ تُنْشِدُنِي , وَأَمَرَ بِإِخْرَاجِهِ , فَأَفْسَدْتُ عَلَيْهِ مَا كَانَ صَلُحَ لَهُ مِنْ قِبَلِهِ "
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا , عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ عَلِيٍّ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ : كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْأَحْنَفِ يَعْشَقُ فَوْزًا , فَدَخَلَ يَوْمًا عَلَى الرَّشِيدِ فَاشْتَكَى إِلَيْهِ حُبَّهُ وَمَا هُوَ فِيهِ وَعَظِيمَ مَا يَلْقَى , فَقَالَ لَهُ الرَّشِيدُ : مَا قُلْتَ فِيهَا يَا عَبَّاسُ ؟ قَالَ : قُلْتُ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ : إِذَا مَا شِئْتَ أَنْ تَنْظُـ ـرَ شَيْئًا يُعْجَبُ النَّاسَا فَصَوِّرْ هَا هُنَا فَوْزًا وَصَوِّرْ ثَمَّ عَبَّاسَا وَقِسْ بَيْنَهُمَا شِبْرًا فَإِنْ زَادَ فَلَا بَاسَا فَإِنْ لَمْ يَدْنُوَا حَتَّى تَرَى رَأْسَهُمَا رَاسَا فَكَذِّبْهَا بِمَا قَاسَتْ وَكَذِّبْهُ بِمَا قَاسَا قَالَ الْأَصْمَعِيُّ : فَدَخَلْتُ عَلَى إِثْرِ إِنْشَادِهِ فَقَالَ لِيَ الرَّشِيدُ : أَلَا تَسْمَعُ مَا صَنَعَ عَبَّاسٌ , ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَنْشَدَنِي , فَحَسَدْتُهُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ : الْبَوْلَ الْبَوْلَ , فَقُمْتُ فَأَطَلْتُ ثُمَّ عُدْتُ , فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ , إِنَّ عُمَرَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ الْقُرَشِيَّ قَدْ قَالَ قَبْلَهُ مِثْلَ هَذَا قَالَ : وَمَا قَالَ ؟ فَأَنْشَدْتُهُ : إِذَا مَا شِئْتَ أَنْ تَنْظُـ رَ شَيْئًا يُعْجِبُ الْبَشَرَا فَصَوِّرْ هَاهُنَا هِنْدًا وَصَوِّرْ هَاهُنَا عُمَرَا فَإِنْ لَمْ يَدْنُوَا حَتَّى تَرَى بِشَرَيْهِمَا بَشَرَا فَكَذِّبْهَا بِمَا ذَكَرَتْ وَكَذِّبْهُ بِمَا ذَكَرَا فَقَالَ لَهُ الرَّشِيدُ : إِنَّمَا تَحْفَظُ أَشْعَارَ النَّاسِ ثُمَّ تَجِيءُ ثُمَّ تُنْشِدُنِي , وَأَمَرَ بِإِخْرَاجِهِ , فَأَفْسَدْتُ عَلَيْهِ مَا كَانَ صَلُحَ لَهُ مِنْ قِبَلِهِ