حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ , وَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شَرَفًا , وَإِنَّ أَشْرَفَ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ فِيهِ الْقِبْلَةُ , وَإِنَّمَا تُجَالِسُونَ بِالْأَمَانَةِ , فَلَا تُصَلُّوا خَلْفَ النَّائِمِ , وَالْمُتَحَدِّثِينَ , وَاقْتُلُوا الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ , وَإِنْ كُنْتُمْ فِي صَلَاتِكُمْ , وَلَا تَسْتُرُوا الْجُدْرَانَ بِالثِّيَابِ , وَمَنْ نَظَرَ فِي كِتَابِ أَخِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَكَأَنَّمَا يَنْظُرُ فِي النَّارِ , وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ , وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى النَّاسِ فَلْيَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ , وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ فَلْيَكُنْ بِمَا فِي يَدَيِ اللَّهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدَيْهِ , أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ ؟ " , قَالُوا : بَلَى , يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " مَنْ نَزَلَ وَحْدَهُ , وَمَنَعَ رِفْدَهُ , وَجَلَدَ عَبْدَهُ , أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا ؟ " , قَالُوا : بَلَى , يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " مَنْ يُبْغِضُ النَّاسَ , وَيُبْغِضُونَهُ , فَقَالَ : أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا ؟ " , قَالُوا : بَلَى , يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " مَنْ يَقْبَلُ عَثْرَةً , وَلَمْ يَقْبَلْ مَعْذِرَةً , وَلَمْ يَغْفِرْ ذَنْبًا , قَالَ : أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا ؟ " , قَالُوا : بَلَى , يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ , وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ , إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَامَ فِي قَوْمِهِ , فَقَالَ : يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ , لَا تَكَلَّمُوا بِالْحِكْمَةِ عِنْدَ الْجُهَّالِ فَتَظْلِمُوهَا , وَلَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ , وَلَا تَظْلِمُوا , وَلَا تُكَافِئُوا ظَالِمًا بِظُلْمِهِ , فَيَبْطُلَ فَضْلُكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ , يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَا هُوَ ثَلَاثَةٌ : أَمْرٌ يَتَبَيَّنُ رُشْدُهُ فَاتَّبِعُوهُ , وَأَمْرٌ يَتَبَيَّنُ غَيُّهُ فَاجْتَنِبُوهُ , وَأَمَرٌ اخْتُلِفَ فِيهِ فَكِلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ " .
وَهَذَا الْحَدِيثُ حَدَّثَنَاهُ جَدِّي قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو الْمِقْدَامِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ : عَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ عَامِلٌ عَلَيْنَا بِالْمَدِينَةِ , وَهُوَ شَابٌّ غَلِيظُ الْبَضْعَةِ مُمْتَلِئُ الْجِسْمِ , فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ وَقَاسَى مِنَ الْهَمِّ وَالْعَمَلِ مَا قَاسَاهُ تَغَيَّرَتْ حَالُهُ , وَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ لَا أَكَادُ أَصْرِفُ بَصَرِي عَنْهُ , فَقَالَ : يَا ابْنَ كَعْبٍ إِنَّكَ لَتَنْظُرُ إِلَيَّ نَظَرًا مَا كُنْتَ تَنْظُرُهُ إِلَيَّ مِنْ قَبْلُ , قَالَ : قُلْتُ : لِعَجَبِي , قَالَ : وَمَا عَجَبُكَ ؟ قُلْتُ : لِمَا حَالَ مِنْ لَوْنِكَ , وَنَفَى مِنْ شَعْرِكَ , وَنَحَلَ مِنْ جِسْمِكَ , قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَيْتَنِي بَعْدَ ثَالِثَةٍ فِي قَبْرِي حَتَّى تَسِيلَ حَدْقَتَايَ عَلَى وَجْنَتَيَّ , وَتَسِيلُ مِنْخَرَايَ وَفَمِي صَدِيدًا , وَدُودًا , كُنْتَ لِي أَشَدَّ نُكْرَةً , أَعِدْ عَلَيَّ حَدِيثًا كُنْتَ حَدَّثْتَنِيهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قُلْتُ : حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ , وَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , قَالَ : إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شَرَفًا , وَإِنَّ أَشْرَفَ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ فِيهِ الْقِبْلَةُ , وَإِنَّمَا تُجَالِسُونَ بِالْأَمَانَةِ , فَلَا تُصَلُّوا خَلْفَ النَّائِمِ , وَالْمُتَحَدِّثِينَ , وَاقْتُلُوا الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ , وَإِنْ كُنْتُمْ فِي صَلَاتِكُمْ , وَلَا تَسْتُرُوا الْجُدْرَانَ بِالثِّيَابِ , وَمَنْ نَظَرَ فِي كِتَابِ أَخِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَكَأَنَّمَا يَنْظُرُ فِي النَّارِ , وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ , وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى النَّاسِ فَلْيَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ , وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ فَلْيَكُنْ بِمَا فِي يَدَيِ اللَّهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدَيْهِ , أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ ؟ , قَالُوا : بَلَى , يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : مَنْ نَزَلَ وَحْدَهُ , وَمَنَعَ رِفْدَهُ , وَجَلَدَ عَبْدَهُ , أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا ؟ , قَالُوا : بَلَى , يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : مَنْ يُبْغِضُ النَّاسَ , وَيُبْغِضُونَهُ , فَقَالَ : أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا ؟ , قَالُوا : بَلَى , يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : مَنْ يَقْبَلُ عَثْرَةً , وَلَمْ يَقْبَلْ مَعْذِرَةً , وَلَمْ يَغْفِرْ ذَنْبًا , قَالَ : أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا ؟ , قَالُوا : بَلَى , يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ , وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ , إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , قَامَ فِي قَوْمِهِ , فَقَالَ : يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ , لَا تَكَلَّمُوا بِالْحِكْمَةِ عِنْدَ الْجُهَّالِ فَتَظْلِمُوهَا , وَلَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ , وَلَا تَظْلِمُوا , وَلَا تُكَافِئُوا ظَالِمًا بِظُلْمِهِ , فَيَبْطُلَ فَضْلُكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ , يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَا هُوَ ثَلَاثَةٌ : أَمْرٌ يَتَبَيَّنُ رُشْدُهُ فَاتَّبِعُوهُ , وَأَمْرٌ يَتَبَيَّنُ غَيُّهُ فَاجْتَنِبُوهُ , وَأَمَرٌ اخْتُلِفَ فِيهِ فَكِلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ . وَلَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ طَرِيقٌ يَثْبُتُ