• 1562
  • سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَامَ الْفَتْحِ ، فَقَالَ : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ ، وَالْأَصْنَامَ ، وَالْمَيْتَةَ ، وَالْخِنْزِيرَ " ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ : كَيْفَ تَرَى فِي شُحُومِ الْمَيْتَةِ تُدْهَنُ بِهِ السُّفُنُ وَالْجُلُودُ ، وَيَسْتَصْبِحُ بِهِ النَّاسُ ؟ ، فَقَالَ : " هُوَ حَرَامٌ ، قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ ، لَمَّا حَرَّمَ عَلَيْهِمُ الشُّحُومَ جَمَّلُوهَا ، فَبَاعُوهُ ، فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ "

    كَمَا حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ وَكَمَا حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَا : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ : أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَامَ عَامَ الْفَتْحِ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ ، وَالْأَصْنَامَ ، وَالْمَيْتَةَ ، وَالْخِنْزِيرَ ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ : كَيْفَ تَرَى فِي شُحُومِ الْمَيْتَةِ تُدْهَنُ بِهِ السُّفُنُ وَالْجُلُودُ ، وَيَسْتَصْبِحُ بِهِ النَّاسُ ؟ ، فَقَالَ : هُوَ حَرَامٌ ، قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ ، لَمَّا حَرَّمَ عَلَيْهِمُ الشُّحُومَ جَمَّلُوهَا ، فَبَاعُوهُ ، فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ قَالَ : فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مَنْعُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَ الِاسْتِصْبَاحِ بِشُحُومِ الْمَيْتَةِ ، وَلَا فَرْقَ بَيْنَ شُحُومِ الْمَيْتَةِ ، وَبَيْنَ السَّمْنِ الَّذِي قَدْ خَالَطَتْهُ الْمَيْتَةُ فَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَوْنِهِ : أَنَّ الَّذِيَ فِي الْفَصْلِ الْأَوَّلِ مِنْ هَذَا الْبَابِ مِنْ حَدِيثِ مَعْمَرٍ ، وَالَّذِي فِي هَذَا الْفَصْلِ الثَّانِي مِنْهُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ مُخْتَلِفَانِ ؛ لِأَنَّ حَدِيثَ جَابِرٍ فِي شُحُومِ الْمَيْتَةِ الَّتِي هِيَ فِي نَفْسِهَا حَرَامٌ ، وَشُحُومِهَا كَذَلِكَ ، وَلَا يَحِلُّ الِانْتِفَاعُ بِالْحَرَامِ ، وَالَّذِي فِي حَدِيثِ مَعْمَرٍ الَّذِي فِي الْفَصْلِ الْأَوَّلِ مِنْ هَذَا الْبَابِ ، إِنَّمَا هُوَ الِانْتِفَاعُ بِالسَّمْنِ النَّجِسِ ، لِأَنَّ الْأَشْيَاءَ النَّجِسَةَ يَحِلُّ الِانْتِفَاعُ بِهَا مِنَ الثِّيَابِ النَّجِسَةِ الَّتِي لَا تَمْنَعُ نَجَاسَتُهَا مِنْ لِبْسِهَا ، وَمِنَ النَّوْمِ فِيهَا ، إِذَا كَانَتْ يَابِسَةً ، لَا يُصِيبُ الْأَبْدَانَ مِنْهَا شَيْءٌ ، فَكَذَلِكَ يَجُوزُ الِانْتِفَاعُ بِالسَّمْنِ النَّجِسِ ، إِذْ كَانَ لَيْسَ بِمَيْتَةٍ فِي نَفْسِهِ ، وَإِنْ كَانَ الَّذِي نَجَّسَهُ هُوَ الْمَيْتَةُ ، حَتَّى يَصِحَّ الْحَدِيثَانِ اللَّذَانِ رُوِّينَاهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي هَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ ، وَلَا يَتَضَادَّانِ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْمَعْنَى فِي السَّمْنِ النَّجِسِ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ

    ويستصبح: استصبح بها : أَمَدَّ المصباح بها
    الشحوم: الشحم : الدهن والسمن
    جملوها: جمل الشحم : أذابه وأخرج ما به من دهن
    لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فَبَاعُوهَا ، وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات