سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يَقُولُ : " كَانَ رَجُلٌ مِنَّا ضَرِيرُ الْبَصَرِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ نَخْلًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " أَتَسْمَعُ النِّدَاءَ ؟ " ، فَقَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : " فَإِذَا سَمِعْتَ النِّدَاءَ ، فَآذِنْهُ "
وَذَكَرَ مَا قَدْ حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يَقُولُ : كَانَ رَجُلٌ مِنَّا ضَرِيرُ الْبَصَرِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ نَخْلًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أَتَسْمَعُ النِّدَاءَ ؟ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِذَا سَمِعْتَ النِّدَاءَ ، فَآذِنْهُ قَالَ : فَدَلَّ ذَلِكَ أَنَّ أَصْلَ هَذَا الْحَدِيثِ ، إِنَّمَا هُوَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى مُنْقَطِعًا ، لَا عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ وَعَوْنِهِ : أَنَّهُ قَدْ ذَهَبَ عَلَيْهِ فِي هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ مَا لَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لَهُ مَعَ ذَلِكَ أَنْ يَعْجَلَ بِمَا عَجِلَ بِهِ فِيهِمَا ، لِأَنَّ حَدِيثَ شُعْبَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى فِيهِ : قَالَ : كَانَ رَجُلٌ مِنَّا ضَرِيرُ الْبَصَرِ ، فَكَانَ ذَلِكَ إِخْبَارًا مِنْهُ عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُرِيدُ الْأَنْصَارَ لِأَنَّهُ مِنْهُمْ وَالْحَدِيثُ الْأَوَّلُ رَوَاهُ أَبُو سِنَانٍ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، هُوَ فِي ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، لَا مِنَ الْأَنْصَارِ فَعَقَلْنَا بِذَلِكَ : أَنَّهُمَا حَدِيثَانِ فِي رَجُلَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ ، مَعَ وَقُوفِنَا عَلَى ثَبَتِ أَبِي سِنَانٍ هَذَا فِي رِوَايَتِهِ ، وَاسْتِقَامَتِهِ فِيهَا ، وَقَبُولِ الْأَئِمَّةِ إِيَّاهَا مِنْهُ ، ثُمَّ نَظَرْنَا فِي مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ : هَلْ يَتَهَيَّأُ مَنْ مِثْلُهُ لِقَاءُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ ، أَمْ لَا ؟