عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : حَجَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ عَائِشَةَ تَنْزِعُ ثِيَابَهَا ، فَقَالَ لَهَا : " مَا لَكِ ؟ " قَالَتْ : أُنْبِئْتُ أَنَّكَ قَدْ أَحْلَلْتَ ، وَأَحْلَلْتَ أَهْلَكَ ، فَقَالَ : " أَحَلَّ مَنْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ ، فَأَمَّا نَحْنُ ، فَلَمْ نَحْلِلْ ، فَإِنَّا مَعَنَا هَدْيٌ حَتَّى نَبْلُغَ عَرَفَاتٍ "
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : حَجَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَوَجَدَ عَائِشَةَ تَنْزِعُ ثِيَابَهَا ، فَقَالَ لَهَا : مَا لَكِ ؟ قَالَتْ : أُنْبِئْتُ أَنَّكَ قَدْ أَحْلَلْتَ ، وَأَحْلَلْتَ أَهْلَكَ ، فَقَالَ : أَحَلَّ مَنْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ ، فَأَمَّا نَحْنُ ، فَلَمْ نَحْلِلْ ، فَإِنَّا مَعَنَا هَدْيٌ حَتَّى نَبْلُغَ عَرَفَاتٍ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَسَأَلَ سَائِلٌ عَنِ الْمَعْنَى الَّذِي بِهِ افْتَرَقَ مَنْ سَاقَ الْهَدْيَ ، وَمَنْ لَمْ يَسُقِ الْهَدْيَ فِي هَذَا الْمَعْنَى ، فَحَلَّ مَنْ لَمْ يَسُقِ الْهَدْيَ ، وَلَمْ يَحْلِلْ مَنْ سَاقَ الْهَدْيَ ، وَالْفَرِيقَانِ جَمِيعًا ، فَقَدْ كَانُوا أَحْرَمُوا بِحَجَّةٍ ، وَرُدَّتْ حَجَّتُهُمْ إِلَى عُمْرَةٍ ، فَمِنْ أَيْنَ افْتَرَقَ فِي هَذَا سِيَاقُهُ الْهَدْيَ وَتَرْكُ سِيَاقِهِ . فَكَانَ جَوَابَنَا لَهُ فِي ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَوْنِهِ : أَنَّ الْقَوْمَ جَمِيعًا وَإِنْ كَانَ إِحْرَامُهُمْ كَانَ لِحَجَّةٍ ، وَرُدُّوا جَمِيعًا إِلَى عُمْرَةٍ ، فَإِنَّهُ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِيمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ إِذَا لَمْ يَسُقِ الْهَدْيَ أَنَّهُ يَحِلُّ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ عُمْرَتِهِ كَمَا يَحِلُّ الْمُعْتَمِرُ الَّذِي لَا يُرِيدُ التَّمَتُّعَ ، وَأَنَّهُ لَوْ كَانَ سَاقَ هَدْيًا لِتَمَتُّعِهِ لَمْ يَحِلَّ بَيْنَ حَجَّتِهِ وَعُمْرَتِهِ حَتَّى يَكُونَ إِحْلَالُهُ مِنْهُمَا مَعًا ، وَرُوِيَ عَنْهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي ذَلِكَ