سَمِعَ جُنْدُبًا يَقُولُ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ فَنُكِبَتْ أُصْبُعُهُ فَقَالَ : " هَلْ أَنْتِ إلَّا أُصْبُعٌ دَمِيتِ ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ "
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ أَبِي عَقِيلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ ، سَمِعَ جُنْدُبًا يَقُولُ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ فَنُكِبَتْ أُصْبُعُهُ فَقَالَ : هَلْ أَنْتِ إلَّا أُصْبُعٌ دَمِيتِ ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ . وَحَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يَمْشِي فَأَصَابَ أُصْبُعَهُ حَجَرٌ . ثُمَّ ذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَأَنْكَرَ مُنْكِرٌ هَذِهِ الْآثَارَ كُلَّهَا ، وَدَفَعَ أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ شَيْئًا مِمَّا ذُكِرَ عَنْهُ فِيهَا , وَقَالَ : فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا قَدْ دَفَعَ ذَلِكَ ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ }} قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَكَانَتْ حُجَّتُنَا عَلَيْهِ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ وَعَوْنِهِ : أَنَّ الَّذِي تَلَاهُ عَلَيْنَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَدْفَعُ شَيْئًا مِمَّا رُوِّينَاهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ هَذِهِ الْآثَارِ ؛ لِأَنَّ الَّذِي تَلَاهُ عَلَيْنَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إنَّمَا هُوَ إعْلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَلْقَهُ أَنَّهُ مَا عَلَّمَ نَبِيَّهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الشِّعْرَ ، رَدًّا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِي قَوْلِهِمْ لَهُ : {{ بَلِ افْتَرَاهُ ، بَلْ هُوَ شَاعِرٌ }} فَأَعْلَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلْقَهُ أَنَّهُ بِخِلَافِ مَا قَالُوا ، ثُمَّ أَتْبَعَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ : {{ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ }} إذْ كَانَتِ الْمَنْزِلَةُ الَّتِي أَنْزَلَهُ إيَّاهَا مَعَ النُّبُوَّةِ الَّتِي أَتَاهُ إيَّاهَا الْمَنْزِلَةَ الَّتِي لَمْ يُنْزِلْهَا أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ سِوَاهُ ، وَكَانَ مَنْ عَلَّمَهُ عَزَّ وَجَلَّ الشِّعْرَ مِنْ خَلْقِهِ قَدْ عَرَفَهُ النَّاسُ ، وَعَلِمُوا أَنَّهُ الَّذِي يُشْعِرُ وَيَقْصِدُ ، فَيَمْدَحُ بِذَلِكَ قَوْمًا ، وَيَهْجُو بِهِ آخَرِينَ ، وَيَصِفُ بِهِ مَا يَمِيلُ إلَيْهِ قَلْبُهُ ، وَتَدْعُوهُ إلَيْهِ نَفْسُهُ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِخِلَافِ ذَلِكَ ، ثُمَّ دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنْ نَفْسِهِ مَا أَضَافُوهُ إلَيْهِ