عَنْ أَبِي سَعِيدِ الْخُدْرِيِّ : أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إنِّي فِي حَائِطٍ مَضَبَّةٍ ، وَإِنَّهُ طَعَامُ أَهْلِنَا ، فَسَكَتَ ، فَقُلْنَا لَهُ : عَاوِدْهُ ، فَعَاوَدَهُ ، فَسَكَتَ ، ثُمَّ قُلْنَا لَهُ : عَاوِدْهُ ، فَعَاوَدَهُ ، فَقَالَ : " إنَّ اللَّهَ سَخِطَ عَلَى سِبْطٍ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ فَمَسَخَهُمْ دَوَابَّ يَدِبُّونَ عَلَى الْأَرْضِ ، فَمَا أَظُنُّهُمْ إلَّا هَؤُلَاءِ ، وَلَسْتُ آكُلُهَا وَلَا أُحَرِّمُهَا "
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ ، بَشِيرُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ الْخُدْرِيِّ : أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : إنِّي فِي حَائِطٍ مَضَبَّةٍ ، وَإِنَّهُ طَعَامُ أَهْلِنَا ، فَسَكَتَ ، فَقُلْنَا لَهُ : عَاوِدْهُ ، فَعَاوَدَهُ ، فَسَكَتَ ، ثُمَّ قُلْنَا لَهُ : عَاوِدْهُ ، فَعَاوَدَهُ ، فَقَالَ : إنَّ اللَّهَ سَخِطَ عَلَى سِبْطٍ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ فَمَسَخَهُمْ دَوَابَّ يَدِبُّونَ عَلَى الْأَرْضِ ، فَمَا أَظُنُّهُمْ إلَّا هَؤُلَاءِ ، وَلَسْتُ آكُلُهَا وَلَا أُحَرِّمُهَا . وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي الْبَابِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ مَا قَدْ ذَكَرْنَاهُ فِيهِ , وَأَنَّ اللَّهَ لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا وَلَا عَقِبًا ، فَكَانَ فِي ذَلِكَ مَا قَدْ دَلَّ أَنَّ مَا كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِمَّا خَشِيَهُ فِي الضَّبِّ كَانَ ذَلِكَ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يُعْلِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ لَا يَجْعَلُ لِمَا يَمْسَخُهُ نَسْلًا وَلَا عَقِبًا ، فَفِي ذَلِكَ مَا قَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّ الضَّبَّ لَيْسَ بِمَكْرُوهٍ ، لِمَا فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي قَدْ ذَكَرْنَاهَا فِي هَذَا الْبَابِ ، وَأَنَّ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِمَّا أَبَاحَ فِيهِ أَكْلَ الضَّبِّ مُتَأَخِّرٌ عَنْ ذَلِكَ ، فَمِمَّا رُوِيَ عَنْهُ فِي إبَاحَةِ أَكْلِهِ .