قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ , أَخَافُ أَنْ أَنْسَاهَا , أَفَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَكْتُبَهَا قَالَ : " نَعَمْ " "
حَدَّثَنَا رَبِيعٌ الْجِيزِيُّ ، قَالَ : ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ , أَخَافُ أَنْ أَنْسَاهَا , أَفَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَكْتُبَهَا قَالَ : نَعَمْ فَفِي هَذِهِ الْآثَارِ , الْإِبَاحَةُ لِكِتَابَةِ الْعِلْمِ , وَخِلَافٌ لِحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي أَوَّلِ هَذَا الْبَابِ . وَهَذَا أَوْلَى بِالنَّظَرِ , لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : فِي الدَّيْنِ {{ وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا }} . فَلَمَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكِتَابَةِ الدَّيْنِ خَوْفَ الرَّيْبِ , كَانَ الْعِلْمُ الَّذِي حِفْظُهُ أَصْعَبُ مِنْ حِفْظِ الدَّيْنِ أَحْرَى أَنْ تُبَاحَ كِتَابَتُهُ , خَوْفَ الرَّيْبِ فِيهِ , وَالشَّكِّ . وَهَذَا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ , وَأَبِي يُوسُفَ , وَمُحَمَّدٍ , رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى . وَقَدْ رُوِيَ فِي ذَلِكَ أَيْضًا عَمَّنْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَا يُوَافِقُ هَذَا